غزة

"مؤسسة الحق": "إسرائيل" استخدمت أسلحة كيميائية بصورة غير مباشرة خلال العدوان الأخير على غزة

الاحتلال الإسرائيلي قصف مستودعات ومخازن تحتوي على مواد كيميائية في قطاع غزة خلال الحرب الأخيرة


  • الأربعاء 1 يونيو ,2022
"مؤسسة الحق": "إسرائيل" استخدمت أسلحة كيميائية بصورة غير مباشرة خلال العدوان الأخير على غزة
مخزن خضير في غزة

كشف تحقيق أجرته "مؤسسة الحق" أن الاحتلال الإسرائيلي قصف مستودعات ومخازن تحتوي على مواد كيميائية في قطاع غزة خلال الحرب الأخيرة في مايو/ أيار 2021 أدت إلى خلق مشاكل صحية للفلسطينيين إلى جانب حدوث ضرر جسيم في في التربة والأراضي الزراعية.

ويوضح التحقيق أنه خلال العدوان الإسرائيلي على غزة وتحديدًا بتاريخ 15/5/2021 الاحتلال الإسرائيلي قصف مستودع تابع لشركة خضير للأدوية الزراعية، وهو أكبر مخزن للمواد الكيميائية الزراعية في غزة.

ويشير تحقيق "مؤسسة الحق" إلى أن مئات الأطنان من القذائف المدفعية ومئات الأطنان من المواد الكيميائية الزراعية والأسمدة والمواد السامة اشتعلت آنذاك مخلفة غيمة سامة خيمت على سماء المناطق الشمالية في غزة.

ويلفت المؤسسة  في تحقيقها إلى أن مستودع خضير في لاهيا يحتوي على 50% من مجمل المواد الكيميائية الزراعية في غزة، إذ يحتوي على 6 غرف يخزن فيها مواد كيميائية زراعية على مساحة 2700 متر مربع، ويحيط به عدد من المنازل والأراضي الزراعية.

ويؤكد التحقيق لمؤسسة الحق الفلسطينية على أن الاحتلال الإسرائيلي استخدم ذخائر من طراز "M150" يتم تصنيعها في شركة إسرائيلية في قصف المستودع، وهي ذخائر وقذائف شديدة الاشتعال.

ويشدد خبير للذخائر لمؤسسة الحق على أنه "لم يكن هناك أي تحركات لقوات الاحتلال على الأرض في بيت لاهيا ولذلك لا يوجد سبب لإلقاء ذخائر شديدة الاشتعال في منطقة مكتظة بالسكان".

ويوضح التحقيق أنه خلال الساعة الأولى أثر الدخان العمودي على مساحة 7.5 كيلومتر مربع 

ليغطي بيت لاهيا وأراضيها الزراعية ومخيم جباليا، إلى جانب تغطية نحو 3000 منزل في محيط المنطقة، حيث استمر تصاعد الدخان لمدة 4 أيام بعد قصف المستودع.

وقال خبير الديناميكيات السائلة إن تركيز بعض المواد السامة الكيميائية في الهواء قد تخطى مستويات الخطورة الحادة إذا تبين أن ثاني اكسيد الكبريت واكسيد الفسفور في هواء المناطق التي تبعد عن المستودع مئات المترات قد وصل إلى 2 حسب تصنيف"AEGL" للتلوث وهو ما يسبب الضرر للصحة البشرية، موضحًا أن اختلاط المواد كيميائية الموجودة في المخزن يؤدي إلى تفاقم آثارها.

ويلفت التحقيق إلى أن الأمم المتحدة قدرت الخسائر نتيجة هذا القصف بـ 13 مليون دولار أمريكي إلى جانب فقدان نحو 100 عائلة فلسطينية لمصدر رزقها.

وتقول إسراء خضير أحد سكان المنطقة المجاورة للمخزن إنها فقدت جنينها نتيجة الانبعاثات السامة من قصف مخزن خضير، وتتابع "بعد فترة حدث معي نزيف وذهبت إلى المستشفى تفاجأت بأن الجنين تهالك، أطفالي وأبناء الحي عانوا من تسمم وطفح  جلدي أيضًا".

وتضيف دعاء خضير أحد سكان المنطقة أيضًا، "من شدة الرائحة المنبعثة من القصف أصبنا بالمغص والإسهال والاستفراغ، كنت حامل بشهرين وقالوا لي في المستشفى إن الجنين هالك".

ويقول مرصد الصراع والبيئة البريطاني: "طبيعة المواد التي انبعثت تنذر بخطر حدوث ضرر بيئي جسيم، والمواد نفسها قد تسربت للطبقات السفلية من التربة ويمكن أن تكون قد وصلت للمياه الجوفية".

وتوضح مؤسسة الحق أنه تم استهداف مصنع اسفنج بالقرب من مخيم جباليا خلال الحرب ذاتها إلى جانب قصف أكثر من 6 مستودعات تقع في المنطقة الصناعية بالقرب من حي الشجاعية، واندلاع حريق كبير في مصنع دهانات بعد قصفه.

وتضيف، "هذا يشير إلى أن قصف خضير كان متعمد وهذا ما تدعمه حقيقة الأسلحة الحارقة التي تم استخدامها لقصفه، وقصف قوات الاحتلال لمستودع الخضير مع العلم بوجود مواد كيميائية سامة يرقى لاستخدام أسلحة كيميائية بصورة غير مباشرة".

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر