كيف يؤثر نفوذ سارة نتنياهو غير المعلن على الائتلاف الإسرائيلي؟

خاص- الجرمق


  • الأحد 6 يوليو ,2025
كيف يؤثر نفوذ سارة نتنياهو غير المعلن على الائتلاف الإسرائيلي؟
سارة نتنياهو

تُسلط استقالة المتحدث باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، عومر دوستري، الضوء مجددًا على النفوذ الواسع الذي تمارسه زوجته، سارة نتنياهو، داخل مؤسسات الحكم في إسرائيل.

فقد جاءت استقالة دوستري المفاجئة، التي تم الإعلان عنها يوم السبت رغم الطابع الديني للحكومة، على خلفية ما وصفته وسائل إعلام عبرية بـ"سلسلة من المواجهات" بينه وبين زوجة رئيس الحكومة، حيث أعادت هذه الواقعة إلى الواجهة حجم التدخلات غير الرسمية التي تمارسها سارة نتنياهو في تعيينات حساسة وشؤون أمنية وسياسية، وسط تساؤلات متزايدة حول تأثيرها الحقيقي على صانع القرار الأول في إسرائيل، بل وعلى تركيبة الحكم برمتها.

وفي هذا الشأن يحذّر الخبير في الشأن السياسي، سليم بريك، من التأثير المتزايد والمباشر الذي تمارسه سارة نتنياهو على دائرة صنع القرار في إسرائيل، مشيرًا إلى أن ما يجري يتعدى التدخل الرمزي أو الشخصي، ويصل إلى حدود العبث بمراكز القوة داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.

ويؤكد بريك في حديثٍ خاص لـ الجرمق أن "سارة نتنياهو لم تعد مجرّد زوجة رئيس حكومة، بل باتت فاعلًا سياسيًا له حضور مباشر في جلسات مغلقة، وتؤثر عمليًا على تعيينات عليا في الجيش وجهاز الموساد"، مضيفًا أن تدخلها في تعيينات مناصب أمنية حساسة لم يعد سرًا، وأن هذا السلوك يهدد استقلالية المؤسسات.

تدخلات غير مسبوقة..

ويشير إلى أن الوثائق المتداولة حول ما يُعرف بـ"وثيقة الولاء" التي أجبرت فيها سارة نتنياهو زوجها على توقيع التزام سياسي تجاهها بعد اكتشاف خيانته المزعومة، تكشف كيف تتحول حياتها الشخصية إلى بوصلة تحدد قرارات رجل يتربع على رأس الحكومة.

ويُبرز بريك حادثة جرت عام 2008، عندما جلس مرشح لرئاسة الموساد في مقابلة لتولي المنصب، ورفض مناقشة قضايا أمنية بوجود سارة نتنياهو، ما دفعه للانسحاب من الجلسة، في ظل إصرار نتنياهو على بقائها داخل الغرفة، وهو ما يعكس حجم نفوذها غير المسبوق.

ويتابع أن "الأمر لا يتوقف عند التعيينات، بل يمتد للتدخل في سلوك المؤسسة الحكومية، إذ نُشر مؤخرًا أن إقالة المتحدث باسم مكتب رئيس الحكومة د. عومر دوستري جرت يوم السبت، وهو أمر نادر في حكومات كهذه ذات طابع ديني مما يشير إلى أن القرار كان عاطفيًا واندفاعيًا، ربما على خلفية توتر بين سارة نتنياهو والمتحدث".

تأثير العائلة يتجاوز السياسة..

ويكشف أن سارة نتنياهو كانت تُعرف بسلوكيات متفجرة داخل المنزل، بما في ذلك استعمال الأحذية لضرب العاملين، ما يوضح البنية النفسية غير المستقرة التي باتت تؤثر على قرارات الدولة.

ويضيف لـ الجرمق أن يائير نتنياهو، ابن رئيس الحكومة، يسير على النهج ذاته، إذ يتدخل بشكل مباشر في شؤون الاستخبارات، وسبق أن هاجم موظفين في الدولة، بل إنه ساهم في تعيين رئيس الكنيست الحالي، ما يثير تساؤلات حول حدود تأثير العائلة داخل أروقة الحكم.

ويخلص إلى أن "نتنياهو بات ضعيفًا أمام سارة وابنه، وهناك انهيار في التوازن بين العائلة والمؤسسات، مشيرًا إلى أن الإسرائيليين انتخبوا بنيامين نتنياهو، وليس سارة، إلا أن الواقع يشير إلى العكس".

ويشدّد على أن تدخلها يتقاطع عمليًا مع توجهات الأحزاب اليمينية المتطرفة، دون أن تصدر عنها أي انتقادات لمواقف مثل تلك التي يتبناها بن غفير أو سموتريتش، ما يدل على انسجام تام معها، على الأقل ضمنيًا.

ويختم بالقول إن سارة نتنياهو هي الوحيدة التي خرقت العُرف السياسي في إسرائيل بدخولها جلسات أمنية مغلقة، وهو ما لم تفعله حتى زوجات رؤساء وزراء سابقين مثل ليا رابين.

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر