هل إمكانية إتمام صفقة تبادل جديدة وارد في ظل رفض نتنياهو شرط إنهاء الحرب على غزة؟ محللون يجيبون


  • الاثنين 22 يناير ,2024
هل إمكانية إتمام صفقة تبادل جديدة وارد في ظل رفض نتنياهو شرط إنهاء الحرب على غزة؟ محللون يجيبون
توضيحية

أشارت القناة 13 الإسرائيلية إلى أن هناك تقارب بين الأطراف (إسرائيل وحركة حماس) في إطار المفاوضات الرامية لإطلاق سراح محتجزين إسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين حيث أنه وفقًا لمسؤوليين إسرائيليين فإن خطوطًا عريضة ومحاور جديدة أصبحت فعالة للتفاوض لكن لا تزال هناك فجوات قائمة بين الأطراف بشأن الصفقة وشروطها حتى الآن.

ويأتي ذلك في ظل إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضه لصفقة تبادل جديدة تنتهي فيها الحرب دون تحقيق الأهداف الإسرائيلية مبينًا أن ذلك يعني الاستسلام.

ويرى محللون سياسيون أن نتنياهو لن يقبل بأي صفقة حاليًا تؤدي لإنهاء القتال في غزة على الرغم من الضغط الأمريكي والضغوطات التي يتعرض لها من قبل عائلات المحتجزين.

ويقول الباحث في الشأن الإسرائيلي والمحلل السياسي فايز عباس للجرمق إن، "نتنياهو أعلن بشكل واضح أنه يرفض الصفقة لأن هذه الصفقة تضع فيها حماس شروطها والقبول بها يعني أن إسرائيل هزمت وأنها دفعت ثمنًا غاليًا كما قال نتنياهو من دماء جنودها ولن تقبل في نهاية المطاف بصفقة كهذه لتذهب دماء الجنود سدى كما قال نتنياهو".

ويتابع للجرمق "نتنياهو لا يستطيع التهرب من إمكانية عقد صفقة لأن هناك ضغوطات عليه من قبل عائلات المحتجزين ومن قبل الإدارة الأمريكية ومصر وقطر لإتمام الصفقة، ولكن إذا نُفذت الصفقة ووافقت عليها الحكومة الإسرائيلية وأنا أشك في ذلك ستكون إسرائيل قد هزمت للمرة الثانية بعد هزيمتها في 7 من أكتوبر، وذلك بعد أكثر من 100 يوم من الحرب التي لم تحقق فيها أهدافها العسكرية التي تحدثت بها على ألسنة مسؤوليها وأولهم نتنياهو وهو القضاء على حركة حماس في غزة وتدمير البنية التحتية العسكرية للفصائل الفلسطينية وإعادة المحتجزين".

ويضيف للجرمق، "نتنياهو لم يحقق شيئًا حتى الآن، وجيشه يقاتل وجهًا لوجه مع المقاتلين في غزة، ولم نر أن جرى تحرير أي شخص عسكريًا، وفي هذه المرحلة أشك أن تقبل إسرائيل اقتراح الصفقة لأنه سيدفع إسرائيل لإعلان هزيمتها أمام الفلسطينيين وهذا من الصعب أن تقبل به الحكومة الإسرائيلية بتركيبتها الحالية مع العلم أن هناك من يضغط داخل كابينت الحرب لإجراء صفقة وطالبون نتنياهو إتمام الصفقة بكل ثمن لإعادة المحتجزين وتحديدًا أيزنكوت وغانتس وغيرهم من المسؤولين الاسرائيليين".

ويوضح عباس للجرمق أنه من الممكن أن تستمر الحرب 300 يوم آخرى، ولا تتم صفقة لأن إسرائيل حتى الآن نجحت فقط في عملية واحدة وهي الهدف وقتل أكثر من 20 ألف فلسطيني وتهجير الناس من بيوتها وتدمير البنى التحتية لأحياء كاملة في القطاع، مضيفًا، "هل تنجح إسرائيل بفرض شروطها لوقف الحرب؟ أنا أشك بذلك، ولكن الأيام القادمة ستتضح الصورة بشكل أفضل وأنا على قناعة تامة أن إسرائيل سترفض شروط حركة حماس حتى مع الضغط الأمريكي على إسرائيل، والحكومة الإسرائيلية رفضت أي مطلب من المطالب الأمريكية التي لم تكن بتلك الأهمية ولكن إسرائيل اليوم تقول بشكل واضح أن نتنياهو يرفض أي طلب أمريكي بوقف الحرب ولكن في نهاية المطاف يخضع للإملاءات الأمريكية".

ويتابع، "ولكن قضية وقف إطلاق النار الدائم بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية يشوبه شيء من التناقض، لأنها تتحدث عن وقف إطلاق نار ولكن على أرض الواقع هي أكثر من عارض ذلك عن طريق استخدام حق النقض الفيتو، كما أن الناطق باسم البيت الأبيض صرح قبل أيام أن الولايات المتحدة الأمريكية تعارض وقف إطلاق نار دائم في غزة".

ويضيف، "أعتقد أن المبادرة بعرض صفقة جديدة حاليًا، فكرة خرجت بها إدارة بايدن لأغراض أمريكية داخلية، فلربما يرون أن الصفقة الجديدة والاقتراح الجديد قد يرفع أسهم بايدن في الولايات المتحدة الأمريكية، لأنه بحسب استطلاعات الرأي فقد وصل بايدن إلى الحضيض في منافسته على رئاسة البيت الأبيض خلال الانتخابات القادمة وهذا يعني أنه سيخسر الانتخابات، ولذلك يعتقد مستشاروه أن مثل هذا الاقتراح قد يساعده في تحسين صورته أمام الرأي العام الأمريكي".

ومن جهته، يقول المحلل السياسي أمير مخول، "نتنياهو قال إنه لا يستطيع رفض صفقة، ولكن ائتلافه الحكومي لن يقبل بـ أي صفقة قد تُطرح، ونتنياهو أمام خيارين هي أن يبقى الائتلاف أو أن تتم صفقة ولكن نتنياهو لن يتخلى عن ائتلافه الحاكم".

ويتابع للجرمق، "بالمقابل هناك طرح أمريكي وهو الأقوى والأقرب لما تطرحه حماس والطرف العربي وهو صفقة إقليمية واسعة تبدأ بتحرير الأسرى وتنتهي بوقف الحرب، ولكن القبول بها يعني أن أهداف الحرب غير قابلة للتحقيق".

ويردف، "لو نظرنا إلى حجم ردود الفعل الإسرائيلية من جنرالات سابقين وذوي خبرة في الأمن، فلرأينا أنهم جميعًا يؤكدون أن على نتنياهو أن يقبل بصفقة بأي ثمن لأن الثمن دُفع مسبقًا وهذا يعني أن إسرائيل لن تستطيع أن تقول عن نفسها منتصرة وأنها لا تريد أن تتراجع عن انتصارها فبرأيهم أن الثمن دُفع بإخفاق 7 من أكتوبر واليوم بدأنا نسمع أصواتًا من جنرالات كبار سابقين يتحدثون عن تبادل أسرى مع قوات النخبة الذين أسرتهم حركة حماس بعد 7 أكتوبر".

ويقول مخول، "نتنياهو يناور سياسيًا كثيرًا، وائتلاف الحاكم لا يقبل بأي صفقة حتى أن سموتريتش قال جهرًا للعائلات إنه من أجل إنقاذ 136 رهينة قد ندفع مستقبلًا 30 ألف آخرين في حال استسلمنا لحماس حسب قوله".

ويضيف، "ورقة الأسرى هي ورقة فلسطينية بامتياز، صحيح أن الصفقة قد تكون للطرفين ولكن ورقة الأسرى فلسطينية فهم يحتجزون الإسرائيليين".

ويقول، "هناك روايات تتكشف بشكل متسارع خلال الأيام الأخيرة حول الفشل في 7 من أكتوبر وكله يعيد التساؤل حول الثقة بالحكومة وجدارتها، وهذا يحاصر نتنياهو إضافة للموقف الامريكي ولكن في ذات الوقت يعطيه إمكانية للتحصن امام جمهور اليمين وهناك حديث أن هؤلاء هم السند الأساسي ويعارضون أيضًا إجراء صفقة من هذا النوع".

ويوضح، أنه، "لن تكون هناك صفقة في المدى القريب بحسب المعطيات الموجودة حاليًا إلا إ1ا تغيرت الحكومة ولكن لا أعتقد أن هذا الأمر سيحدث، والمشكلة الأخرى لدى إسرائيل أن المعارضة لا تأتي ببدائل، ولا يوجد قوة إسرائيلية تقول بخلاف ما يقوله الائتلاف الحاكم، هناك أصوات تتحدث عن أولوية تحرير المحتجزين ولكن لا يوجد برنامج سياسي أو مخرج سياسي لرؤية الأسرى والخروج من الحرب، فالأمور معقدة إسرائيليًا أكثر مما تبدو عليه، وحتى إن كانت حكومة نتنياهو ضعيفة، فالمعارضة أيضًا ضعيفة، والإمكانيات الإسرائيلية حاليًا غير ناضجة لحدوث صفقة في هذه المرحلة لأن حماس لن تتراجع عن شروطها ولكن كما يبدو سيكون عامل الوقت حاسمًا مع الجهود القطرية والمصرية والأمريكية، وقد تحدث صفقة ولكن ليس الآن".

ويضيف للجرمق، "كان من الممكن أن يخضع نتنياهو للضغط الأمريكي ولكن أمامه خيارين إما أن يخضع للضغط الأمريكي ويعني سقوط حكومته أو يخضع لسموتريتش وبن غفير وهذا يعني بقاء حكومته، مع التعرض لعقاب أمريكي أو نوع من عدم الدعم السياسي لحكومته، ولكن في نهاية المطاف نتنياهو حسم اختياره أنه يفضل ائتلافه الحاكم، حتى لو عنى ذلك استمرار الحرب كما هي ففي الوقت الذي سيضع فيه نتنياهو مخارج للحرب يعني سقوط حكومته، ولذلك نتنياهو يلعب على حبل ضعيف لكنه متواصل والمعارضة لا تشكل حتى الآن قوة ضاغطة لإسقاط الحكومة ولم تخرج للشوارع".

ويختم، "قد يتغير الوضع وتخرج عائلات جنود الاحتياط للشوارع ولك هذا كله مرتبط بكيف ستتدرحج احتجاجات عائلات المحتجزين في غزة وحتى الآن لا يوجد أي أفق مفتوح إسرائيليًا".





 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر