هل ستتصاعد وتيرة الحرب على الجبهة الشمالية لتصل لحرب شاملة؟ محللون يجيبون


  • الخميس 28 ديسمبر ,2023
هل ستتصاعد وتيرة الحرب على الجبهة الشمالية لتصل لحرب شاملة؟ محللون يجيبون
توضيحية

قال مسؤول أمني إسرائيلي رفيع إن الجيش الإسرائيلي عبأ مخازن الذخيرة في "إسرائيل" بعدما استنفذت نتيجة استهداف قطاع غزة وذلك من أجل "البقاء في حالة جهوزية لاحتمال حرب شاملة ضد حزب الله" وفقًا لما نشرته صحيفة يديعوت أحرنوت قبل أيام.

ووفقًا للصحيفة الإسرائيلية فإن شركة الكهرباء في "إسرائيل" أبلغت المعنيين أنه يجب الاستعداد لليوم الذي سيتوسع فيه القتال في الشمال مع حزب الله والذي سيستهدف المنشآت ومن ضمنها محطات الغاز والطاقة ما سيؤدي إلى كارثة بالاقتصاد الإسرائيلي وبالوضع المعيشي.

ويتوّقع محللون سياسيون أن حربًا واسعة وشاملة ستشتعل على الجبهة الشمالية بين "إسرائيل" وحزب الله، حيث يقول المحلل إليف صباغ في حديث للجرمق، "الحرب الإسرائيلية على المقاومة في لبنان كانت معدة مسبقًا وخلال كل السنوات السابقة كان هناك نقاش في إسرائيل حول إمكانية شن إسرائيل حملة عسكرية على حزب الله أم أنها ستؤجل ذلك".

ويتابع في حديث للجرمق، أن، "شن الحرب على حزب الله كان مدعومًا من سياسيين إسرائيليين برأيهم أن حزب الله تزداد قوته في سوريا ولبنان ولا يجوز أن تنتظر إسرائيل أكثر من ذلك وعليها أن تشن عليه حربًا وهو منشغل في سوريا حتى يتم حسم المعركة مستقبلًا حتى لا تقوم له قائمة مستقبلًا".

ويضيف للجرمق، "السياسيون الإسرائيليون كانوا يقولون إنه إن لم نشن حربًا على حزب الله سنجد قوته تتعاظم وبالتالي لا نستطيع مهاجمته وسنخشى رد فعله، أما الرأي الآخر كان يقول اتركوا حزب الله يغوص في وحل سوريا ولبنان وبإمكان ما يفعله في سوريا أن يورطه ويكبده خسائر ويشعر بحالة من الردع ولا يهاجم إسرائيل".

ويضيف للجرمق، "قبل الحرب الحالية كانت هناك تقديرات تقول بأن الحزب لن يهاجم إسرائيل وكانت هذه التقديرات غالبة لغاية اليوم إلا أنه خلال الأشهر الأخيرة كان هناك استعداد جدي لضرب حزب الله وهذه المعركة التي فتحت في الجنوب كانت مخصصة لتكون معركة ضد حزب الله وجاءت المفاجأة بأن حماس ليست مردوعة فإسرائيل كانت في حالة اطمئنان أن حماس مردوعة حتى أنها قصفت غزة مرتين ولم تتدخل حماس وكانت تتحضر لضربة استباقية ضد حزب الله وفآجأتهم حماس في الجنوب وكل ما خططوا له لضرب حزب الله طبقوه في الجنوب".

ويردف، "لطالما هدد السياسيون الإسرائيليون بضرب لبنان وتحويلها للعصور الوسطى ومحو المدن اللبنانية وتدميرها ولكن نفذوا كل ذلك في غزة".

ويلفت أنه، "بعد الـ7 من أكتوبر وتحديدًا في 11 من أكتوبر كان هناك طائرات مستعدة لضرب حزب الله وكان وزير الحرب حاضرًا وأعطى موافقته والجيش ينتظر موافقة رئيس الحكومة لشن ضربة استباقية لحزب الله ولكن تدخلت أمريكيا وأقامت الكابينت المصغر الذي دخله غانتس وأيزنكوت الذين يستمعان للموقف الأمريكي أكثر من نتنياهو وغالانت، حيث تم تهديد نتنياهو أنه في حال وافق على الهجمة ضد حزب الله سيسحب غانتس وأيزنكوت تأييدهما للحرب على غزة".

ويضيف صباغ للجرمق، "الولايات المتحدة الأمريكية كانت قد أعطت موافقتها لقصف غزة ولكن إعطاء نتنياهو الموافقة للهجوم على لبنان كان سيورط أمريكيا في حرب إقليمية، لذلك منعت شن حرب على لبنان، أما عما يدور حاليًا على الجبهة الشمالية فهي حرب مشاغلة فيها قصف متبادل بين الطرفين فقط".

ويضيف للجرمق، "اليوم يعود سؤال هل ستشن إسرائيل حرب على لبنان بعد أن تنتهي من غزة وهل تشعر أساسًا أنها انتهت من غزة؟"، متابعًا، "هناك رأيان، الأول يقول إنه يجب بذل جهد دبلوماسي بين أمريكيا وفرنسا وإسرائيل حيث أن أمريكيا وفرنسا تستطيعان الضغط على لبنان لتضغط على حزب الله كما أن الدول العربية تستطيع أن تضغط على الحزب حتى يعود إلى ما بعد نهر الليطاني وفق 1701".

ويتابع، "هذا الأمر لم يحصل حتى الآن والتهديدات ما تزال قائمة وإن لم تنجح الجهود السياسية ستقوم إسرائيل بعملية عسكرية ضد الحزب لاسيما أن مستوى التهديد يرتفع في الوقت الحاضر لأن مستوطني الشمال يقولون بشكل واضح إنهم لن يعودوا لبلداتهم إذا لم يبتعد حزب الله لما بعد نهر الليطاني وهذا ما يكرره رؤساء السلطات المحلية في الشمال".

ويشير للجرمق أنه لا يستطيع أن ينفي أو يؤكد إمكانية التراجع الإسرائيلي عن شن حرب ضد حزب الله، مضيفًا، "لدي قناعة أنه ربما تنتهي الأمور بضربة استباقية كبيرة تتحرك مباشرة معها الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن وطرح قرار لوقف إطلاق النار حتى لا يستطيع الحزب الرد بكل قوته ويبقى في حالة صدمة وخلال هذه الساعات ستدخل أمريكيا بجهد دبلوماسي لمنع الرد لوقف الحرب ويمكن أن يكون هذا هو السيناريو الذي تخطط له إسرائيل وأمريكيا حتى لا تتحول العملية ضد حزب الله لحرب إقليمية ربما تتوسع لأكثر من ذلك".

ويضيف، "أرى أن الصين وروسيا يمكن أن تتعاونا مع الولايات المتحدة الأمريكية لوقف الحرب حتى لو تلقى الحزب الضربة الاستباقية الأولى ولم يستطع الرد وهذا هو السيناريو المتوقع إلا إذا لم تستطع إسرائيل السيطرة ولم تتخذ قرار الحرب أو اتخذت القرار ولكن الحزب لم ينصاع لقرار مجلس الأمن فربما ستذهب الأمور لحيث لا ندري".

ومن جهته، يقول الباحث والمحلل السياسي صالح لطفي، "ما تتناقله وسائل الإعلام الإسرائيلية يتم تسريبه من المؤسسات الأمنية والعسكرية بشكل واضح لتحقيق هدفين وهما إبقاء المجتمع الإسرائيلي تحت دائرة الخوف والإذعان للمؤسسات العسكرية والأمنية والسياسية، كما أن هذه الأخبار رسائل تريد المؤسسة العسكرية أن ترسلها لجهات عربية ودولية وفلسطينية ولبنانية بعد أن وقعت في مستنقع غزة، فقد كانت المؤسسة العسكرية تعتقد أن الحرب على غزة ستستمر لأيام معدودة ثم تنتهي، وينتهي الأمر ولكنها تفاجأت أنه بعد 3 شهور لم تحقق إسرائيل أي إنجاز سوى تدمير جميع معاني الحياة في غزة وبالتالي تريد المؤسسة العسكرية والسياسية حفظ ماء وجهها وذلك لأنه كلما امتدت الحرب أكثر كلما اقتربت الجبهة الشمالية للاشتعال أكثر".

ويتابع للجرمق، "إسرائيل كدولة معنية باشتعال الأوضاع في الشمال لخلق حالة من الانضباط الدائم داخل مكونات المجتمع الإسرائيلي تجاه المؤسستين العسكرية والسياسية من جهة ولخلط الأوراق في منطقة الشرق الأوسط من جهة أخرى".

ويضيف، "إسرائيل تعنى بهذه الحرب لتوريط المنظومة الغربية من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا ومن في دائرتهم بدعم مطلق لصالح إسرائيل ولتوريط إيران في حرب بالشرق الأوسط لتحقيق أقل قدر من الخسائر داخل المجتمع الإسرائيلي و المؤسستين العسكرية والسياسية، وتعنى بالحرب على حزب الله لإدخال منطقة الشرق الأوسط في نفق دموي قد يمتد لسنوات".

ويقول، "الجيش يريد حفظ ماء وجهه ويريد الخروج بصورة المنتصر من حربه على غزة وهو على استعداد أن يفعل ما يفعله من أجل تحقيق هذا الأمر خاصة أن إسرائيل على مدار سنوات تزعم أن حماس والجهاد الإسلامي كانتا عونًا لإيران وحزب الله عسكريًا وماديًا وتوقعاتي أن الحرب ستحدث في الشمال ولكن السؤال هل ستكون على شاكلة الحرب على غزة وتطبيق لتهديدات الإسرائيليين بتحويل بيروت لغزة ثانية أم ستكون على شاكلة الحرب الحالية أو بوتيرة أعلى قليلًا؟".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر