محللون للجرمق: "الخيارات لا تزال مفتوحة أمام المعارضة الإسرائيلية ضد التعديلات القضائية"
التعديلات القضائية

تستمر التظاهرات في "إسرائيل" للأسبوع الـ 27 ضد التعديلات القضائية التي تنوي الحكومة الإسرائيلية إدخالها إلى جهاز القضاء الإسرائيلي، والتي تعتبرها المعارضة الإسرائيلية بمثابة إضعاف لجهاز القضاء الإسرائيلي، وخطوة كبيرة نحو الديكتاتورية.
ويعتبر محللون سياسيون أن الطريق لا يزال في بداياته أمام المعارضة الإسرائيلية لمواجهة التعديلات القضائية، فعدا عن التظاهرات، لا يزال أمامهم تنفيذ تهديدات قوات الاحتياط وترك الخدمة العسكرية الإسرائيلية، إلى جانب إعلان الإضراب الذي من شأنه أن يشل الحركة الاقتصادية في "إسرائيل" وبالتالي انهيار الشيكل.
ويقول المحلل السياسي فايز عباس في حديثٍ خاص مع الجرمق: "عمليًا التظاهرات وقادة الاحتجاجات لديهم عدة إمكانيات لمواجهة هذه الحكومة، لم يتم حتى الآن فعلًا تنفيذ تهديدات ضباط الجيش بالاحتياط بعدم الخدمة، في مثل هذه الحالة رفض الخدمة وتنفيذ ذلك سيكون غير مسبوق في تاريخ إسرائيل، لأن هؤلاء من يخوضون حروب إسرائيل".
ويتابع، "الشركات الكبرى تهدد بنقل مكاتبها ومقاراتها إلى الخارج، والبحرية وضباط في قوات الاحتياط يهددون، وهذا يعني انهيار الاقتصاد وبالتالي انهيار الشيكل، يوجد انقسام في إسرائيل بين من يؤيد نتنياهو وبين من يعارضه".
"حرب أهلية"..
ويقول عباس في حديثه إن الأوضاع قد لا تجر "إسرائيل" إلى حرب أهلية بمفهومها الكلاسيكي، مضيفًا، "قد تصل الأمور إلى العنف غير المسبوق بين هذه الفئات المعارضة والمؤيدة وبين المتظاهرين والشرطة الإسرائيلية التي بدأت أمس باتخاذ خطوات عنيفة جدًا ضد المتظاهرين".
ويردف، "قد يستمر عنف الشرطة في المستقبل، إسرائيل إذا لم تحل هذه الأزمة باعتقادي هي في طريقها إلى المجهول من الناحية الأمنية والمجتمعية، والعنف داخل المجتمع في إسرائيل".
خلاف مع الولايات المتحدة..
ويؤكد عباس لـ الجرمق على أن التعديلات القضائية تسببت بعدم دعوة "بايدن" لـ "نتنياهو" إلى البيت الأبيض حتى الآن، قائلًا: "اليوم كان هناك مقال في نيويورك تايمز بأن أمريكا تقيم علاقتها من جديد مع إسرائيل بسبب قرارات الحكومة، وهذا مؤشر لأزمة حقيقية بين حكومة إسرائيل وواشنطن".
ويضيف، "أعتقد أن نتنياهو الآن في وضع لا يحسد عليه، حتى الآن زار 3 أو 4 دول فقط وهو فرض نفسه عليها، حتى أن قادة هذه الدول رفضوا أن يشاركوا معه بلقاءات صحافية، أعتقد أن نتنياهو في عزلة دولية، وفي قطيعة كاملة مع البيت الأبيض، وهذا يؤثر على إسرائيل على المستوى الدولي".
ماذا قد تفعل المعارضة الإسرائيلية؟
ويتابع عباس، "التظاهرات والاحتجاجات ورفض الخدمة في الجيش والإضرابات ليست أمور سهلة في إسرائيل ولم تعهدها إسرائيل في الـ 20 سنة الأخير".
ويردف، "المعارضة تهدد باستخدام العنف ضد هذه الحكومة إذا استمرت في موقفها، وأنا على قناعة أن الأوضاع ستزداد سوءًا والمتظاهرون سيشلون الحركة في إسرائيل لفترة طويلة من الزمن".
"لعبة شد الحبلة!"..
ويقول اليف صباغ في حديثٍ خاص مع الجرمق: "لا يزال هناك الكثير أمام المعارضة الإسرائيلية، يوجد عدة مراحل للتصعيد، أمام إضراب النقابات، وخطوة كبيرة جدًا جدًا ولا يزال أيضًا تنفيذ تهديدات قوات الاحتياط في الجيش وخاصة الطيارين".
ويؤكد صباغ على أنه في استمر "نتنياهو" في محاولات تمرير التعديلات القضائية، فإن النقابات ستتدخل ولن تبقى في حالة جمود، مضيفًا، "الجيش هو أكثر من يخشى من فقدان المحكمة العليا لهيبتها الدولية، وإذا فقدت المحكمة العليا استقلاليتها في نظر الهيئات الدولية القضائية سيتعرض غالبية ضباط الجيش لمحاكمات دولية".
ويردف، "الولايات المتحدة وغيرها لن تدافع عن إسرائيل أو بالأحرى سيقل دفاعها عن إسرائيل في المحافل الدولة في حال تم تحجيم دور المحكمة العليا".
ويشدد صباغ على أن الاقتصاد الإسرائيلي سيتأثر كثيرًا على خلفية الأحداث في "إسرائيل"، مضيفًا، "البنك المركزي رفع مؤخرًا الفائدة بنسبة 5%، بالرغم من أن الفائدة تصل إلى حوالي 7%، من لديه قرض من البنوك يدفع حوالي 7% فائدة للبنك وبالتالي لا يستطيع أيًا كان أن يتاجر بالعقارات ويأخذ قرض من البنوك وأن يتحمل هذا القرض".
ويختم صباغ بالقول: "نتنياهو يلعب لعب شد الحبلة مع المعارضة ويريد أن يقتنص الفرص ليحقق بعض الإنجازات والمعارضة كذلك".