خبير سياسي للجرمق: لهذا السبب أغلقت إسرائيل مطاراتها أمام خروج الإسرائيليين
خاص- الجرمق

أعلنت وزيرة المواصلات الإسرائيلية ميري ريغيف، عن بدء تنفيذ عملية "العودة الآمنة" الهادفة إلى إعادة ما بين 100,000 إلى 150,000 إسرائيلي من الخارج، حيث قالت ريغيف خلال مؤتمر صحافي: "لن نسمح بخروج الإسرائيليين من البلاد في هذه المرحلة"، في إشارة إلى تقييد السفر الخارجي بالتوازي مع استدعاء واسع للاحتياط وتعزيز الجبهة الداخلية.
وفي السياق، يُحذر الخبير بالشأن السياسي فايز عباس في حديثٍ لـ الجرمق من أن القرار الإسرائيلي بإغلاق المطارات أمام المغادرين ليس مجرد خطوة تنظيمية، بل يأتي في سياق سياسي وأمني لاحتواء حالة الهلع في الداخل.
ويشير عباس إلى أن الحكومة الإسرائيلية تسعى لمنع مغادرة الإسرائيليين خشية أن تُجبر لاحقًا على إعادتهم، مؤكدًا أن الرسالة الرسمية تُخفي قلقًا أعمق من موجة نزوح محتملة بفعل الضربات الإيرانية التي باتت تطال عمق الجبهة الداخلية.
ويضيف أن صواريخ إيران التي خلفت دمارًا واسعًا في مواقع سقوطها، أربكت حسابات الحكومة، خاصة وأن إسرائيل لم تشهد في تاريخها حربًا تُضرب فيها بهذا الشكل المباشر والمكثف.
ويشدد عباس على أن المجتمع الإسرائيلي لم يعتد على هذا النمط من الحرب، إذ لطالما كانت الحروب تدور خارج حدوده، بينما يعيش الداخل في أمان نسبي، مضيفًا: "ما يحدث الآن يضع الإسرائيليين أمام واقع غير مسبوق".
ويتابع: "حالة الصدمة في الشارع الإسرائيلي ناتجة عن شعور بالخطر الوجودي، ولا يمكن لإسرائيل أن تدخل في حرب طويلة الأمد، خاصة إذا كانت مع دولة مثل إيران تمتلك قدرات عسكرية صاروخية كبيرة".
ويؤكد أن التفاف الحكومة الإسرائيلية على الأزمة الداخلية يتم عبر رسائل طمأنة وإطلاق عمليات كـ"العودة الآمنة"، لكنها خطوات مؤقتة، لا تعالج جوهر الأزمة المتصاعدة.
ويختم عباس حديثه بالتأكيد أن التحدي الحقيقي أمام إسرائيل ليس فقط في الرد العسكري، بل في قدرتها على احتواء التصدع الداخلي وتجنب انهيار الجبهة الداخلية تحت ضغط الحرب.
وفي سياق متصل، تفيد قناة "كان" العبرية أن عددًا من الإسرائيليين تلقوا مؤخرًا رسائل نصيّة من جهات تنتحل صفة "قيادة الجبهة الداخلية"، تتضمن معلومات مغلوطة حول "قطع إمدادات الوقود" و"استهداف وشيك للملاجئ".
وحذرت الجهات الأمنية في إسرائيل من أن هذه الرسائل تهدف إلى بثّ الذعر وزعزعة الثقة بالإجراءات الرسمية، مؤكدة أن التحقيقات جارية لتحديد مصدرها.
وأشارت "كان" إلى أن هذه الرسائل تُرسل في توقيتات حرجة، وتدعو الإسرائيليين إلى تجاهلها والاعتماد فقط على البيانات الرسمية الصادرة عن الجهات المختصة.