تستمر السلطات الإسرائيلية باعتقال الشاب كرم طالب القاضي والذي يبلغ من العمر 20 عامًا، من قرية شقيب السلام بالنقب على خلفية مشاركته في التظاهرات التي نُظمت بداية عام 2022 رفضًا لتحريش وتجريف أراضي قرية سعوة  الأطرش.

وتناشد عائلة الشاب كرم القاضي القيادات والمسؤولين الفلسطينيين بأراضي48 لمساعدتهم، في دفع تكاليف المحامي الذي يتابع قضية نجلها، حيث لا يزال كرم لم يحاكم حتى اليوم.

وتذكر والدة كرم في حديثٍ خاص مع الجرمق أنه ستعقد محكمة يوم الخميس القادم لكرم، وأنها تتوقع كل شيء من المحاكم الإسرائيلية، لا سيما في ظل تغريم عائلات معتقلي هبة الكرامة بآلاف الشواكل، والحكم على المعتقلين بالسجن لأعوام طويلة جدًا.

وتضيف في حديثها، "يتهمون كرم بإحراق سيارة صحافي يهودي، والمشاركة بالتظاهرات التي اندلعت في ذلك الوقت، كرم اليوم يتواجد في سجن رامون ولم يحاكم حتى اليوم، حتى أنهم حولوا ملفه من ملف أمني إلى ملف جنائي".

عائلة محرومة من الأب..

وتشير والدة كرم إلى أنها منعت من زيارة زوجها في غزة على خلفية ملف كرم، مضيفةً، "منعوني من الدخول إلى زوجي الذي تواجد في غزة، زوجي يعيش في غزة، في عام 2005 ذهبنا إلى وزارة الداخلية لتجديد هويته، وحينها سحبوا الهوية الزرقاء منه، وأعادوه إلى الهوية الخضراء".

وتردف، "مسكوه يعمل بعد ذلك وحبسوه لمدة سنة ونصف، وبعد أن أنهى محكوميته في السجن، رحلوه إلى غزة، وكنت أزوره هناك، لكن بعد أن اعتقل كرم، منعوني من زيارته حتى ينتهي ملف كرم ويحاكم".

وضع مادي صعب..

وتضيف والدة كرم في حديثها مع الجرمق، "في البداية كان يتابع محامي قضية كرم بشكل تطوعي، لكن معاملته كانت سيئة، لذلك قررنا أن نتوجه إلى محامي على حسابنا، حتى يساعد كرم، وينتهي ملفه بأسرع وقت ممكن".

وتابعت، "المحامي يريد مبلغ كبير منا، طلب مبلغ 80 ألف شيكل، دفعنا 35 ألف شيكل، وحتى اليوم لم نتمكن من دفع ما تبقى من المبلغ، ولا ننسى أن الملف لم ينتهي بعد، قد يطلبوا غرامة مالية كبيرة أيضًا في الملف، وقد يطالب المحامي بمبلغ آخر حتى انتهاء القضية".

ويردف، "لم يساعدنا أي أحد من القيادات، تواصل معنا البعض عبر الهاتف بعد اعتقال كرم، والجميع كان يعطينا وعود بالمساعدة، لكن لم يساعدنا أحد حتى اليوم".

ولفتت والدة كرم إلى أنها محرومة من زيارة نجلها بسبب سوء الأوضاع المادية، مضيفةً، "أنا لا أزور كرم بسبب عدم وجود مال، كرم يدخن ويحتاج المال ليشتري دخانه وبعض احتياجاته، لا أستطيع أن أزوره دون توفر المال، كيف أذهب إليه دون مال!؟، أنا أربي 6 أطفال ويدٌ واحدة لا تصفق".

اعتقال كرم..

وقالت والدة الشاب كرم القاضي في حديثٍ أجراه موقع الجرمق الإخباري معها بعد اعتقال نجلها إن النيابة الإسرائيلية تريد تلفيق تهم غير صحيحة لنجلها بعد انتزاع اعترافات منه تحت الضغط والضرب والتعذيب، قائلة، "من المؤكد أن التحقيق يتضمن أساليب تعذيب وضرب مختلفة كي يسحبوا من ابني اعترافات غير صحيحة".

وتابعت أن النيابة الإسرائيلية تتهم نجلها كرم بالاعتداء على شرطي إسرائيلي وضربه، مضيفة، "أرادوا ضرب ابني وتكسيره والاعتداء عليه ولا يريدون منه الدفاع عن نفسه بتاتًا، في أي قانون وردت هذه العنصرية!؟".

وتلفت إلى أن السلطات الإسرائيلية تقوم بالهدم والضرب والتنكيل والاعتداء على النقباويين ولكن عندما يدافع أي شخص عن نفسه يبدأون بتلفيق التهم غير الصحيحة له.

التحقيق والمحاكم..

وتقول والدة كرم القاضي في حديثها لـ الجرمق إنها لم ترّ نجلها في بداية اعتقاله لأشهر، مشيرة إلى أنه في كل مرة تصل للمحكمة لحضور الجلسة ورؤيته خلال الفترة الأولى من اعتقاله، تقوم السلطات الإسرائيلية إما بتأجيل الجلسة أو إعادته للسجن.

وتتابع أن هذا الأمر مرهق نفسيًا وجسديًا وماديًا، قائلة، "السفر والذهاب لعسقلان ومجدو وأي سجن آخر ينتقل له كرم يحتاج لفترة طويلة من السفر ويحتاج لمصاريف، وأنا لا أستطيع أن أتحمل هذه المسؤولية لوحدي فلدي أطفال صغار وعائلة أنا المعيلة الوحيدة لها".

وتضيف أن السلطات الإسرائيلية تُنكل بالعائلة وبأفرادها لأن الوالد من غزة، قائلةً، "السبب في هذا كله هو أن والده من غزة، منذ اليوم الأول منذ الأحداث خرج الإعلام الإسرائيلي ليقول أن من يقوم بأحداث النقب هم أبناء آباء أو أمهات من غزة والضفة الغربية، ومنعوا لم شملنا، وشتتونا، والآن ينكلّون بإبني".

وتقول والد كرم إن اثنين من الشبان الذي يُحاكمون في ذات الملف مع كرم هم أبناء لأمهات من غزة أيضًا ولهذا اتضح سبب هذه المعاملة السيئة والتهم الخطيرة التي يحاولون تلفيقها للشبان".

وتتابع، "الله وحده يعلم ماذا يفعلون به في التحقيق، ربما تعذيب وربما ضرب كي يحاولوا انتزع اعترافات غير صحيحة تحت الضغط"، مضيفةً أن والد كرم معتقل سابق لدى جهاز المخابرات الإسرائيلي.

وتلفت  في حديثها لـ الجرمق أن والد كرم مكث في زنازين التحقيق 17 يومًا، قائلةً، "والد كرم انسجن 17 يوم وتمنى إنه يعيش حياة سيئة طول العمر ولا إنه يقعد يوم بالتحقيق..التحقيق مُذل وصعب".

رابط مختصر

اترك تعليق