الحكومة الإسرائيلية

كيف ستكون ملامح المشهد السياسي الإسرائيلي في حكومة "نتنياهو" القادمة؟

"نتنياهو"

  • الثلاثاء 27 ديسمبر ,2022
كيف ستكون ملامح المشهد السياسي الإسرائيلي في حكومة "نتنياهو" القادمة؟
"نتنياهو"

أشار محللون سياسيون بأراضي48 إلى أنه رغم الانسجام الذي قد يبدو ظاهرًا بين توليفة الحكومة الإسرائيلية المقبلة إلا أن التوقعات بسقوطها موجودة وبقوة، حيث يوضح المحللون أن القوانين التي تعتزم الحكومة تمريرها عبر الكنيست ستتسبب بضغوط في الساحة الإسرائيلية على المستوى السياسي، والعسكري والأمني.

المشهد في الشارع الإسرائيلي..

من جهته يقول المحلل السياسي أمير مخول في حديثه مع الجرمق: "يوجد تضعضع في البنية الإسرائيلية، وهذا التضعضع يعيق كل الاستراتيجيات التي بنتها إسرائيل في العقود الأخيرة، على المستوى الخارجي، يوجد أيضًا لدى إسرائيل مشكلة في علاقتها مع يهود العالم هذا يشكل عنصر أساسي في المفهوم الصهيوني خاصة مع يهود الولايات المتحدة، فذلك يؤثر على علاقتها مع الإدارة الأمريكية".

ويتابع، "في الجانب الآخر تم النيل بشكل جوهري من الجهاز القضائي الإسرائيلي واستقلاليته التي لم تكن تسعفنا نحن كفلسطينيين لكن حتى بالمفهوم الإسرائيلي الواسع كان الجهاز القضائي له استقلاليته ويردع الحكومة أحيانًا، اليوم الجهاز القضائي بات مطواعًا، فغالبية القضاء تم تعيينهم بشكل سياسي عمليًا فترة الوزيرة شاكيد".

ويردف مخول، "على المستوى الأمني يوجد صراع جدي لا يمكن الاستهانة به، المسألة ليست مسألة صلاحيات بالنسبة لسموتريتش على مستوى الجيش، في المقابل الجيش والجهاز القضائي هي ليست أجهزة  مستقلة، هي كلها منظومات متداخلة تخضع للدولة القوية والمركزية".

ويضيف، "بالنسبة للوضع الاقتصادي، فالمنظومة الاقتصادية بدأت ترفع صوتها، والمؤسسة المالية خوفًا من أن ترفض الشركات الاستثمار في إسرائيل، وهذا يقلقهم ويقلق نتيناهو بشكل جدي". 

التوقعات..

ويقول المحلل السياسي إبراهيم أبو جابر في حديثٍ خاص مع الجرمق: "توقعاتي بشأن المرحلة القادمة هو خروج الناس إلى الشوارع وبالذات إلى الميادين القريبة من بيت رئيس الوزراء من القوى الإسرائيلية اليسارية، أو من الأحزاب والتيارات المكونة لحكومة التغيير".

ويضيف، "لاحظنا بالأمس وجود اجتماع بين منصور عباس وغانتس ولبيد وليبرمان وميخائيل، فعلى ما يبدو هناك بلورة استراتيجية معينة للاحتجاج على سياسات حكومة نتنياهو وسموتريتش وبن غفير بالذات في الداخل الفلسطيني".

ويوضح أبو جابر أن المشهد العام في الشارع الإسرائيلي لن يهدأ، بسبب القوانين العنصرية التي جرى سنها، والتي يعتزم وزراء في الحكومة الإسرائيلية طرحها للتصويت خلال الفترة المقبلة".

ويردف، "نتنياهو على ما يبدو قام بتحصين نفسه من الملاحقة القضائية وسينجح كما يبدو بتمرير القوانين التي ستمنح لدرعي المدان بالفساد منصب وزير في الحكومة، وتمرير قوانين عنصرية تتعلق بالاستيطان والحديث عن العمل على ضم أجزاء من الضفة الغربية للإدارة الإسرائيلية".

ويقول المحلل السياسي أمير مخول: "نعم قد نشهد تظاهرات في الشوارع في الوسط الإسرائيلي لكن هي ليست كافية لإسقاط حكومة، تظاهرات الشوارع هي لحماية المنظومة، يجب أن نميز أن هذه التظاهرات ستكون ضد نتنياهو وحكومته وليست ضد سياسات الدولة، وهذه التظاهرات لا تستوي مع تطلعاتنا كفلسطينيين، يوجد نقاط تقاطع لكن بالأساس هدفهم حماية المنظومة القائمة التي يطلقون عليها يهودية ديمقراطية".

نوع من الانسجام لكن قد تسقط!

ويقول أبو جابر لـ الجرمق: "تشكيلة الحكومة الإسرائيلية نوعًا ما شبه متجانسة، لكن من ناحية فكرية وأيدولوجية يبدو أنه لا يوجد تفاهم، هناك صقور في اليمين، وأقل حدية، نتنياهو وجماعته هم جماعة برغماتيين، هؤلاء يهمهم الرأي العام العالمي ورأي أمريكا منهم، وموقف الدول العربية المطبعة مع الكيان الإسرائيلي، وهناك أيضًا اليمين الجارف والمتطرف الذي همه شعب إسرائيل وأرض إسرائيل وصهينة كل  شيء موجود في هذه البلاد، وهذا ما قد يؤدي إلى تقصير عمر الحكومة".

ويضيف، "أنا أتوقع ألا تستمر هذه الحكومة أكثر من سنتين، إلا إذا تمكن نتنياهو أن يلعب على وتر إقصاء سموتريتش وبن غفير مقابل إدخال غانتس وليبرمان وأحزاب صهيونية أخرى، وقد يدخل منصور عباس، ومنصور عباس أعلن اليوم أن لا مانع لديه من الدخول إلى أي حكومة إسرائيلية، فقد يهدد نتنياهو سموتريتش وبن غفير بمنصور عباس أو غانتس وهذا الأمر قد يجعلهما يتراجعان قليلًا".

وعن توقعاته بشأن استمرار الحكومة الإسرائيلية المقبلة بزعامة "نتنياهو" يقول مخول: "لا يوجد انسجام بين الليكود وسموتريتش، وبن غفير، أعتقد أن هناك أصوات جدية كبيرة في الليكود تعبر عن نوع من الغضب وقد تتمرد على نتنياهو، هذه الحكومة ستقضي على الليكود، حزب الصهيونية الدينية سيتغلغل داخل الليكود، هذه الحكومة قد تستمر وقد تسقط إذا كان عليها ضغوطات خارجية".

ويضيف، "هناك تناقضات يجب أن نراها دائمًا وهي التناقضات بين الصهيونية الدينية- سموتريتش وبن غفير، وبين الحريديين، الذين أصبحوا مهددين من هذا التيار الذي يقتطع من تلاميذ التوراة ويحولهم إلى تيار الصهيوني الديني وهذا تناقض مهم جدًا وقد يراهن الحريدين على غانتس أكثر من نتنياهو إذا كان هناك خشية من هذا النوع، ووجود شاس حتى ليس مضمون في هذه الحكومة، في حال كان هناك ضغوطات على نتنياهو من الإدارة الأمريكية، هذا غير وارد كثيرًا لكن قد يحدث". 

الفلسطينيون أمام حكومة "نتنياهو"..

ويردف المحلل السياسي إبراهيم أبو جابر في حديثه، "الفلسطينيون عاجزون في هذه اللحظات،وعلى ما يبدو أنهم قبلوا بالأمر الواقع وهنا أتحدث عن المؤسسة الرسمية، الجهات الرسمية يبدو أنها قبلت بالأمر الواقع، أنا لا أعول كثيرًا على الجهات الرسمية لكن التعويل الصحيح هو على الشعب الفلسطيني وهو من تخشاه إسرائيل، هي تخشى اندلاع انتفاضة ثالثة وهذا سيهدد السلطة الفلسطينية ويهدد إسرائيل".

ويقول مخول لـ الجرمق: "الموقف الدولي يقوى في حال كان الشعب الفلسطيني قوي، أعتقد أن الورقة الفلسطينية مهمة جدًا في هذه المرحلة لأنها حاسمة إسرائيليًا، إذا كانت حكومية الصهيونية الدينية غير قادرة على حسم القضية الفلسطينية كما تشتهي فعمليًا القضية الفلسطينية ستكون في الصدارة".

. . .
رابط مختصر


اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر