مسيرة الأعلام

مسيرة أعلام فلسطينية مقابل مسيرة المستوطنين.. الإمكانيات والتحديات

هل ستدعو أراضي48 لمسيرة فلسطينية مقابلة لمسيرة المستوطنين؟


  • الجمعة 27 مايو ,2022
مسيرة أعلام فلسطينية مقابل مسيرة المستوطنين.. الإمكانيات والتحديات
مسيرة أعلام فلسطينية في أم الفحم 2021

في كل سنة عند تنفيذ المستوطنين لمسيرة الأعلام الإسرائيلية في القدس المحتلة تزداد التساؤلات عن سبب عدم تنظيم مسيرة أعلام فلسطينية كرد على مسيرة المستوطنين بدعوة من لجنة المتابعة بصفتها أعلى هيئة تمثيلية الفلسطينيين بأراضي48، وبمساندة من قيادات فلسطينية ونواب كنيست، وقد شهدت مدينة أم الفحم العام الماضي محاولة لتنفيذ مثل هذه المسيرة ولكن بجهود شبابية.

ويقول الناشط وعضو الحراك الفحماوي الموحد محمد طاهر جبارين في حديثٍ خاص مع الجرمق: "في ظل الاستفزازات التي تتزامن مع ما يسمونه عيد توحيد القدس ومسيرات رفع الأعلام وفرض الهيمنة نرى أنه من الحلول لمواجهة هذا النهج العنصري الذي يمارس على شعبنا الفلسطيني وعلى القدس والأقصى بأن يتم الإعلان عن هذا اليوم ليكون يوم وحدة الشعب الفلسطيني".

ويتابع، "يجب أن يكون هذا  اليوم هو يوم لوحدة الفلسطينيين من خلال التواجد الفعال في القدس والأقصى والخروج في مسيرات تضامن  وتعزيز ورفع العلم الفلسطيني في كافة أماكن تواجد شعبنا حتى نتمكن من تحويل هذا التاريخ عند المستوطنين من عيد واحتفال باحتلال القدس وتوحيدها إلى يوم ندم وحسرة بعد أن تغرق الأعلام الإسرائيلية في بحر الأعلام الفلسطينية في القدس والضفة وغزة والداخل والخارج".

التجمع يدعم الفكرة..

ويقول القيادي ورئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي جمال زحالقة في حديثٍ خاص مع الجرمق إنه يدعم فكرة الدعوة لمسيرة أعلام فلسطينية في نفس الوقت والموعد الذي ستكون فيه مسيرة المستوطنين، ويتابع، "من حيث المبدأ أدعم الفكرة، ولكن أولًا نحن بحاجة بهذه الأيام لأن يكون أي قرار وفعل نفعله هو فلسطيني شامل يشمل الضفة وغزة والداخل والشتات والقدس".

ويضيف، "أعتقد أنه يجب أن يكون هناك يوم للعلم الفلسطيني لأن هناك محاولة لانتزاعه منا، كما حدث في الأسابيع الأخيرة بالجامعات والضفة الغربية، فأعتقد أنه آن الأوان ليكون هناك يوم للعلم الفلسطيني وأقترح ذلك، وأن يكون هذا اليوم شاملًا فلسطينيًا".

ويؤكد زحالقة على ضرورة التصدي لمسيرة أعلام المستوطنين يوم الأحد، مضيفًا، "بالتأكيد سيكون هناك مظاهرات غاضبة مقابلها وبطبيعة الحال هذه التظاهرات ترفع العلم الفلسطيني، لكن عندي نوع من التحفظ على أن يكون لدينا ردة فعل على الإسرائيليين، بحيث إذا رفعوا علم نرفع علم مثلهم باعتقادي إنه ليس كل ردةة فعل يجب أن تكون مرآة لما يفعله الإسرائيليون".

ويتابع، "نحن لدينا مشروع تحرري، لا أريد أن نكون مع الاحتلال الإسرائيلي على قدم المساواة، نحن نتفوق عليهم أخلاقيًا ومن حيث الحق في هذه البلاد، فأعتقد أن الأصح أن نقوم نحن بالأفعال وأن يقوموا هم بردة الفعل علينا، إذا كان هناك يوم أعلام فلسطيني سيكون هناك رد فعل إسرائيلي".

ويشدد زحالقة على أن الأنجع للتصدى لمسيرة الأعلام هو أن يكون هناك مقاومة لمسيرة الأعلام وأن يكون للفلسطينيين يوم علم يشارك فيه جميع أبناء الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجدهم.

يريدون جرنا لمواجهة..

وتقول النائبة عايدة توما في حديثٍ لـ الجرمق: "إنه عند اتخاذ أي خطوة نضالية يجب أن يكون لها هدف واضح، وأنا لا أعلم ما الهدف من مسيرة بمثل هذا النوع، وما الفكرة من القيام بمسيرة هدفها الأساسي كما يبدو لي هو التصادم مع المجموعات الفاشية، هؤلاء الفاشيين هدفهم الأول والأساسي هو جرنا لمواجهة من هذا النوع".

وتتابع، "نحن دورنا أن ندافع عن أنفسنا وأن نقاوم أي اعتداء علينا، لكن ليس دورنا أن نبادر لصدام، هذا ما اعتقده، وأنا متأكدة من أن أهالي القدس لن يسمحوا ونحن إلى جانبهم بالانتهاكات كما فعلوا حتى الآن، أهالي القدس تصدوا لكل أشكال الانتهاكات ببطولة وبسالة وصمود".

وتردف، "في الفترة الأخيرة كان واضحًا أن أفضل طريقة لمنع هذه الانتهاكات هو التصدي لها والدفاع عن الأقصى وهوية القدس، هم ينتهكون حرمة الأقصى، لكن كما كان واضح في جنازة شيرين أبو عاقلة أن القضية قضية فرض سيادة الاحتلال على مدينة القدس، وأنا أعتقد أن هذه ليست معركة تبدأ وتنتهي بيوم واحد، وكما فعل الشبان المقدسيين بجنازة شيرين ابو عاقلة سيفعلون الآن".

الفلسطينيون سيبدعون..

ويقول رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية الشيخ كمال خطيب في حديثٍ خاص مع الجرمق إن إصرار السلطات الإسرائيلية على تسيير مسيرة أعلام المستوطنين يوم الأحد بنفس البرنامج المخطط له يمثل عدم قراءة الحكومة الإسرائيلية للواقع، ويتابع، "علينا ألا ننسى أن بينيت الآن في حالة نزاع واحتضار بحكومته وبالتالي يريد أن يثبت للمجتمع الإسرائيلي أقوى شخصيًا من نتنياهو  الذي تراجع العام الماضي وأمر بتغيير مسار مسيرة الأعلام".

ويضيف الخطيب، "علينا أن نتذكر أن الاحتلال يستنفر كافة قوته وجبروته لجذب آلاف الجنود ورجال الشرطة لشوارع وأحياء القدس، لا أقول هذا الكلام ترهيبًا أو تخوفيًا، إنما أقول إنه من الصعب رسم أي سيناريو لنشاط فلسطيني يمكن أن يكون في مواجهة مسيرة الأعلام، لأنه عند ذلك سيتم قمعه وإفشاله".

ويردف، "نحن نترك لأبناء شعبنا التصرف وفق الظروف المتاحة والتي من خلالها حتمًا سيكونون قادرين ومبدعين في الحفاظ على هوية القدس وشوارعها وحاراتها وفي مقدمة ذلك المسجد الأقصى المبارك، إلزام أهل القدس بنشاط بعينه يمكن أن يكون نقطة ضعف وبالتالي أدعو إلى التصرف وفق المتاح والممكن وأؤكد على ثقتنا بقدرة أبناء شعبنا في الإبداع في مواجهة وإفشال تخبط الجماعات الاستيطانية لمحاولتهم طمس القدس المحتلة بالطابع الإسرائيلي من خلال الأعلام التي ينون رفعها".

وكانت الشرطة الإسرائيلية قد أعلنت عن البرنامج النهائي لمسير أعلام المستوطنين التي ستمر بالبلدة القديمة وباب العامود، وسيشارك فيها عشرات الآلاف من المستوطنين.

ومن الجدير بذكره أن حركتي كفاح وأبناء البلد دعتا للتصدي لمسيرة الأعلام الإسرائيلية المقررة الأحد المقبل في مدينة القدس، لافتين إلى أن هذه الدعوة لفلسطينيي48 للزحف بمركباتهم إلى القدس، لأن تسيير حافلات أمر صعب خاصة أن القوات الإسرائيلية يمكن أن تمنع وصول أي حافلة للمدينة.

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر