يتواصل التصعيد العسكري بين "إسرائيل" وإيران لليوم الثاني على التوالي حيث وجهت أطلقت إيران الليلة الماضية ما بين 80 إلى 100 صاروخ باتجاه "إسرائيل" أسفر عن سقوط قتلى وجرحى ومفقودين وتدمير عشرات المباني خلال موجتين من القصف الليلة الماضية.

ومن جهته، أصدر الجيش الإسرائيلي إنذارًا عاجلًا باللغة الفارسية والعربية، دعا فيه "جميع المواطنين الإيرانيين المتواجدين حاليًا أو في المستقبل القريب داخل أو قرب منشآت تصنيع الأسلحة والجهات الداعمة لها، إلى مغادرة تلك المواقع فورًا وعدم العودة إليها حتى إشعار آخر، محذرًا من أن البقاء قرب هذه المنشآت "يعرض حياتهم للخطر".

تصعيد أم ذهاب للمفاوضات؟

يقول الكاتب والباحث جمال زحالقة للجرمق، "من المؤكد أن الحرب ستستمر لأن الضربات المتبادلة ستتواصل، إيران لديها شعور أنها لم ترد بشكل كافي وإسرائيل لم تحقق لو جزء من أهدافها ولذلك ستواصل".

ويتابع، "من الجانب الإسرائيلي، إسرائيل تعرف كيف تبدأ الحرب ولكن لا تعرف كيف تنهيها، علينا أن نفهم أن إسرائيل في هذه الحرب معنية أن تكون خاطفة وسريعة وليس كما الحال كما غزة، لأن الحرب في مواجهة دولة كبيرة، وإسرائيل في نهاية الأمر دولة صغيرة الحجم وعدد سكانها قليل ومواردها محدودة ولا تريد أن تدخل في حرب استنزاف مع دولة مثل إيران، لأن هذا يكلفها الكثير، ولهذا السبب هي تريد الإسراع بإنهاء الحرب".

ويردف، "من الصعب توقع الموقف الإيراني، هل إيران ستذهب لإطالة أمد الحرب والدخول في حرب استنزاف مع إسرائيل لإنهاكها، هذا سيناريو متوقع، ولكن نتوقع أيضا تدخل دولي للتوسط لإنهاء الحرب".

ويضيف، "إسرائيل تعي جيدا أنها لا تستطيع إنهاء الحرب دون تدخل الولايات المتحدة، هي تريد أن تتدخل الأخيرة عسكريا أو دبلوماسيا، لأنه لا يمكن لإسرائيل القضاء على البرنامج النووي الإيراني بالأساليب العسكرية وهذا يعترف به رئيس المجلس الأمني القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، قال ’لا نستطيع ذلك ونريد للعالم أن يتدخل’ أي يريد من العالم أن يفرض على إيران وقف البرنامج النووي".

ويقول، "نعتقد أن إيران لن تستجيب لحل دبلوماسي في الفترة القريبة لأنها اكتوت بنار المفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية ولذلك ربما تكون الوساطة روسية أمريكية مشتركة وعندها ستكون روسيا هي سلم لإيران والولايات المتحدة سلم لإسرائيل للنزول عن شجرة الحرب".

هل تتدخل الولايات المتحدة عسكريا ضد إيران؟

ويقول الباحث والكاتب جمال زحالقة، "أستبعد أن تتدخل الولايات المتحدة عسكريا لأن هناك تيار قوي جدا في الولايات متحدة هو تيار ’أمريكا أول’ وهو تيار انعزالي يقول ’لا نريد أن ندخل في حروب إذا لم تكن لدينا علاقة مباشرة بها’".

ويختم، "إيران مهمة بالنسبة للولايات المتحدة ولكنها أقل أهمية بكثير من قضايا أخرى كالمنافسة مع الصين وبحر الصين وهذه هي القضية الأهم للولايات المتحدة ولهذا السبب الأخيرة تدعم إسرائيل ولكن أستبعد أن تدخل بحرب مباشرة مع إيران إلا إذا تعرضت مصالحها للمنطقة لهجوم إيراني ولكن أستبعد أن ترتكب إيران هذا الخطأ لأنه يعني دخول الولايات المتحدة للحرب".

وفي حديث سابق للجرمق قال خبير بالشأن السياسي إن احتمالات التصعيد واردة ما لم تتدخل قوى دولية كبرى، مثل روسيا والصين، للضغط من أجل وقف هذه المواجهة المتصاعدة.

وكشف أن إيران أبلغت واشنطن وبريطانيا وفرنسا مسبقًا بنيّتها توسيع نطاق استهدافاتها، وهو ما قد يشمل القواعد الأمريكية المنتشرة في منطقة الشرق الأوسط. ويحذر من أن وصول المواجهة إلى هذا المستوى سيجعل من التدخل الأمريكي أمرًا حتميًا، خاصة أن قواعد واشنطن موجودة في دول عديدة مثل سوريا، العراق، البحرين، الكويت، السعودية، قطر، الأردن، وغيرها.

وبدوره، حذر الباحث والمحلل السياسي فايز عباس من أن المرحلة المقبلة قد تشهد تصعيدًا خطيرًا في حال لم تستجب إيران للشروط الأمريكية بشأن ملفها النووي، ويؤكد أن الولايات المتحدة قد تنخرط عسكريًا في المواجهة، ما ينذر باتساع رقعة الحرب في المنطقة.

رابط مختصر