عودة الاحتجاجات ضد الحكومة.. هل تسقط حكومة نتنياهو خلال الحرب؟
أعلنت "قوة

أعلنت "قوة كابلان" التي تعد أحد الحراكات الرئيسية التي نظمت الاحتجاجات في "إسرائيل" قبل 7من أكتوبر ضد "التعديلات القضائية" عن استئناف الاحتجاجات ضد حكومة نتنياهو وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وذكرت "قوة كابلان" في بيانها أنه "خلال المساء الذي يحمل عنوان ’حان وقت الاستيقاظ؛ تفكَّك المنزل’، سيصل مواطنون كانوا قد وضعوا خلافاتهم جانبًا عند اندلاع الحربـ إلى المنازل (منازل وزراء وأعضاء كنيست)".
وأضافت أن "السلوك غير الشرعي لنتنياهو وشركائه المتطرفين، لا يسمح لنا بالوقوف مكتوفي الأيدي بعد الآن".
وشدّدت على أنه "لم تعد حكومة الطوارئ هي التي تدير البلاد"، مشيرة إلى أن "هذه هي حكومة (وزير الأمن القومي) بن غفير بشكل كامل، والتي تدمّر العلاقات مع الولايات المتحدة، وتتخلّى عن المختطَفين، بينما تقوم بحملة تشهير ضد أفراد عائلاتهم".
وأضافت "قوة كابلان" أنه "حان وقت الاستيقاظ. كل يوم إضافي تقضيه هذه الحكومة في السلطة، يشكّل خطرا واضحا وفوريًّا على وجود دولة إسرائيل، والمطلوب منا جميعا الآن، اتخاذ موقف واضح، وممارسة الضغط الشعبيّ من أجل التوصّل إلى موعد متفّق عليه لإجراء انتخابات".
ودعت "الجمهور للخروج، واتخاذ موقف، ومطالبة أعضاء الائتلاف بإظهار المسؤولية، والتوصل إلى موعد متفق عليه لإجراء الانتخابات"، وقالت إن "هذا هو الوقت للدفاع عن إسرائيل، ولن تتمكن من القيام بذلك، إلّا حكومة جديدة تحظى بثقة الشعب".
هل تشتد الاحتجاجات في "إسرائيل" وتُسقط الحكومة؟
ويقول المحلل السياسي أليف صباغ، "الاحتجاجات متجددة، والمظاهرات التي شهدتها مدينة تل أبيب في الشهر الأخير كانت تضم خليط من المحتجين ضد الانقلاب القضائي وبين متضامنين مع أهالي الرهائن الأحياء، ولكن الإعلان عن عودة الاحتجاجات السابقة، أي المعارِضة للانقلاب القضائي هو موقف سياسي، فهم يقولون إنهم لا يريدون أن يحتجوا على موقف الحكومة من الأسرى فحسب، بل يريدون العودة لما كانوا عليه سابقًا، وهذا يعني أن الاحتجاجات سوف تتصاعد ولكن السؤال إلى أي مدى ستتصاعد، فهذا الخلط في المظاهرات قد يكون إيجابيًا وقد يكون سلبيًا ولكن إن كان إيجابيًا يعني أن الاحتجاجات ستتصاعد بشكل كبير مجددًا ولكن إذا كان سلبيًا ستكون الاحتجاجات محدودة بعشرات الآلاف بدلًا من مئات الآلاف".
ويتابع صباغ للجرمق، "باعتقادي أن هذه الاحتجاجات حاليًا غير قادرة على إسقاط الحكومة لأن الحكومة لأول مرة متجانسة بشكل كبير، وتتقاسم المصالح بطريقة متجانسة أي أن كل وزير وكل حزب يرى حصته ويتصرف بها كما يريد ولذلك الجميع راضٍ".
ويضيف للجرمق، "بالأمس كان هناك تصريح لأحد الوزراء من الحريديين الأشكناز الذي قال إن بن غفير مهما هدد لن يغادر الحكومة لأنه الأكثر انسجامًا مع مصلحة المستوطنين ومع مصلحة بن غفير ولذلك لن يغادر".
ويردف، "باعتقادي أن لا أحدًا سيغادر الحكومة، فقد نشهد نوعًا من الارتباك والتناقض داخل الحكومة ولكن نتنياهو ووزراءه يريدون الحفاظ على الحكومة لأن البديل لن يكون في مصلحتهم، ومصلحة نتنياهو بالتحديد".
ومن جهته، يقول الكاتب والمحلل السياسي أمير مخول للجرمق، "إن الاحتجاجات ضد الحكومة الإسرائيلية ستشتد لأن خطاب نتنياهو الأخير ردًا على مقترح حركة حماس كان فيه حديث بشكل قاطع عن أن الأولوية الآن هي لاستمرار الحرب والانتصار الحاسم والساحق على حد قوله، وإرجاء عودة المحتجزين في غزة، وهذا الخطاب فتح عليه الباب، فحراك كابلان يستعد أن يعود للساحة، ففي بداية الحرب كان هناك نوع من الوحدة القومية وأن الحرب هي حرب الجميع ولكن باتت هناك قناعة الآن لدى أوساط واسعة في المجتمع الإسرائيلي أن الحرب حرب نتنياهو وحرب حكومته وليست حرب إسرائيل من ناحية الأولويات، فهناك صراع عليها، خاصة مسألة إطلاق سراح الرهائن وتحديدًا بعدما تم الكشف عن مقتل 50 منهم، ولذلك أصبح هناك خوف لدى أوساط واسعة في الشارع الإسرائيلية أنه لن يعود أحدًا منهم وهذا خوف حقيقي وموجود".
ويتابع للجرمق، "قوة كابلان قوة أساسية خرجت ضد التغييرات الدستورية، والآن تنضم لعائلات الأسرى والرهائن وعمليًا مطلبها السياسي إسقاط الحكومة والذهاب لانتخابات جديدة".
ويضيف، "ولكن لا أعتقد أن الحكومة الآن ستسقط لأن الائتلاف متماسك في هذه المرحلة وكل أطرافه تدرك أن أي طرف سيخرج منهم سيسقطهم جميعًا، وما يقوم به بن غفير وسموتريتش من إدلاء تصريحات ضد بايدن والولايات المتحدة الأمريكية وعائلات الأسرى والتهجم على الجيش هو دفع من نتنياهو وبتسيق معه وبتوجيه منه، وهذا تقسيم للأدوار، فالائتلاف متماسك الآن كما لم يكن متماسكًا من قبل، والآن نتنياهو يريد أن يثّبت حكمه خاصة أن شعر بأن حكمه في خطر ولا يريد التنازل عنه".
ويتابع للجرمق، "في المرحلة القادمة سيتفجر الوضع، فاليمين الإسرائيلي وأقصى اليمين لن يتنازل عن الحكم حتى لو جرت الانتخابات وسيشعل اليمين الأرض نارًا وتحديدًا بن غفير الذي يستعد لاشتعال الأقصى في رمضان القادم، وسموتريتش المعني بتعزيز الاستيطان بالضفة الغربية وليس فقط في غزة، وأيضًا قضية منع دخول المساعدات لغزة وكل هذه القضايا، تؤلف اليمين وجميعها تدفع جمهوره للخروج للشوارع وكما يبدو أنها ستكون مرحلة جديدة وليس كما شهدناه في العام الماضي، وإنما سنرى مواجهة بين جمهوريين".
الاحتجاجات متناقضة
ويقول أليف صباغ للجرمق، إن، "هذه الاحتجاجات التي ستخرج متناقضة فهي تطالب من جهة بإسقاط الحكومة، ومن ناحية أخرى تريد أن تعود بعد تحرير الرهائن للحرب والقتال، ولذلك الموقف مركب، فهم يريدون ولا يريدون، وهذا الموقف لن يساعد المعارضة التي لم تأخذ موقفًا واضحًا لوقف الحرب وتبادل الأسرى والذهاب لمسار سياسي، يمكن أن يفضي إلى تسوية معينة على الأقل، فالمعارضة ستعيش حالة من التناقضات الداخلية، وعند الذهاب للانتخابات سيتم الفصل بين القوى، كلٌ حسب موقفه".
ويتابع للجرمق، "الذهاب للانتخابات مرتبط بما هي المواضيع التي ستدرج على جدول أعمالها، فهل سيكون هناك موقف محدد، الموقف من الدولة الفلسطينية أو الموقف من حماس أو الموقف من السلطة الفلسطينية أو الموقف من الانقلاب القضائي أو الموقف من الصهيونية الدينية أو الصهيونية الليبرالية، هذه الأمور كلها لم تكن على جدول أعمال الحكومة، والانقلاب القضائي لم يكن واردًا قبل الانتخابات وفوجئ الجميع به بعدها".
ويضيف، "كما أن الصراع بين الصهيونية الدينية والصهيونية الليبرالية كان على درجة منخفضة، ولم يكن بهذا التوتر وكل هذه القضايا الكبيرة ستعود عشية أي انتخابات قادمة ولذلك سأقول وأكرر أن الانتخابات القادمة ستشهد اصطفاف سياسي حزبي جديد لم يكن بالحسبان قبل أربعة أشهر أبدًا".
وويضيف، "هذا لا يعني أن اليمين سيخسر الانتخابات وقد يكون هناك اصطفاف سياسي لمصلحة اليمين الفاشي، ومن يؤبن نتنياهو في الوقت الحاضر، ربما يخطئ ويتفاجأ أن نتنياهو سيعود للحكومة، وأنا أقول لا تتفاجأوا إذا عاد اليمين واليمين الفاشي للحكم فالمسألة مرتبطة بنتائج هذه الحرب إلى حد كبير".
ومن جهته، يقول المحلل السياسي أمير مخول، "المعارضة مأزومة في إسرائيل فالمعارضة لا يوجد لديها برنامج ولا تقول إن لديها حل سياسي، ولا تقول إنها تريد الذهاب للتفاوض مع حركة حماس أو السلطة الفلسطينية، فالمعارضة تقول إنها لا تريد نتنياهو لأنه أخفق في الحرب وليس لأنه أخفق بإنهاء الاحتلال".
ويردف، "المعارضة لا تطرح لغزة إلا الحل العسكري الذي لا يوجد فيه أي شيء مضمون رغم خطابات الانتصار التي يرددها نتنياهو مرة بعد الأخرى لكن المعارضة ينقصها برنامج سياسي وقد يتقلص عددها ولكنه قد يزداد، ولاحقًا سيفتش المجتمع الإسرائيلي بعد انتهاء الحرب عمّا هو مصيره في البلاد، وهل سيصل إلى قناعة أنه دون دولة فلسطينية سيبقى وضع إسرائيل بخطر بشكل جدي، وعلى المجتمع الإسرائيلي أن يرى ذلك".
ويردف، "ولكن في هذه المرحلة لا يوجد قوة كافية لإسقاط الحكومة حتى لو ذهبت إلى صفقة، عندها لن يتركها سموتريتش أو بن غفير رغم معارضتهما لها، وحتى لو لم تذهب الحكومة لصفقة لن يتركها أحدٌ من أعضائها وقد يتركها غانتس ولكنه لا يؤثر اليوم".
ويقول للجرمق، "أعتقد أنه إلى حد كبير، المفتاح بالخارطة الحزبية هو حركة شاس وليس أي حزب آخر، فالحركة كانت معنية لمخرج سياسي نوعًا ما، وليس فقط الحل العسكري، فهي معنية بالوحدة القومية ولكنها أخفقت بها بسبب التصادق مع أقصى اليمين، وهي مهددة من تيار الصهيونية الدينية أن يحتل جمهورها كما يحتل جمهورها كما يحتل جمهور الليكود والحريديم، وقد يكون هناك تحول في مواقف الحركة ولكنه غير ناضج حتى الآن".
بيني غانتس والاحتجاجات
ويقول المحلل السياسي أليف صباغ للجرمق إن، "بيني غانتس سيؤيد بلا شك الاحتجاجات ضد الحكومة، ولكن لديه مشكلة داخلية، فقد ارتفع منسوب التأييد له، عندما دخل كابينت الحرب ولكن هذا المنسوب سينخفض كثيرًا إذا قرر ترك كابينت الحرب، وهو يعلم ذلك لأن الاستطلاعات التي يجريها داخلية".
ويتابع للجرمق، "إذا خرج غانتس من الحكومة سيخسر الكثير من التأييد الذي يحظى به في الوقت الحاضر، والآن هو أمام خيارين، إما أن يبقى في الحكومة مع كل موبقاتها وتناقضاتها الداخلية مع برنامجه السياسي الحزبي، ومعارضته للانقلاب القضائي وسياسة نتنياهو أو أن يخرج من الحكومة وبالتالي سيخسر التأييد الشعبي الكبير له، فإذا كان التأييد الآن يوصله إلى 35 عضو كنيست ربما سينخفض ويحصل فقط على 20 عضو أو أقل إذا ترك كابينت الحرب".
وفي ذات الوقت، يقول أمير مخول، إن، "غانتس جزء من كابينت الحرب وليس جزء من الحكومة كما يصدر نفسه، وصوت ضد ميزانية الدولة، ولكنه لم يُسقطها وهو الآن معني بأن يحافظ على موقعه وتألقه الإعلامي فحسب".
ويتابع، "غانتس يتألق بحسب الاستطلاعات التي قد تكون وهمية وتشير فقط لمرحلة معينة ولكنها ليست بالضرورة نتيجة انتخابات لو جرت الآن، فقد يكون هناك اصطفافات جديدة وقد ينظم اليمين نفسه وكذلك المركز والوسط وقد تخرج أحزاب جديدة".
ويضيف للجرمق، "غانتس في وضع ليس لديه حلول فيه، فهو رجل الإدارة الأمريكية ومقرب من الجيش ومن عائلات الرهائن ولكنه حتى الآن لا يريد أن يحسم موقفه ويبدو أن التردد سوف يأتي على حسابه في نهاية المطاف لأنه سيخرج في مرحلة ما وسيخسر الكثير من أوراقه التي يعتد بها الآن".