في أعقاب الدعوات لمقاطعتها.. "عتيدنا" تهاجم قيادات فلسطينية بأراضي48

جمعية "عتيدنا"


  • السبت 8 يوليو ,2023
في أعقاب الدعوات لمقاطعتها.. "عتيدنا" تهاجم قيادات فلسطينية بأراضي48
توضيحية

هاجمت جمعية "عتيدنا" قيادات فلسطينية بأراضي48 على خلفية دعواتهم لمقاطعة  الجمعية التي كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية مؤخرًا أنه يقف ورائها أشخاص محسوبون على اليمين الإسرائيليّ.

ووفقًا لما نشره موقع "واينت" العبري، فإن الحركة قالت: "نحن نعلم من هي القيادة الحالية، من أيمن عودة إلى رائد صلاح، إنها تنشر السم، إنها تنشر الكراهية، وهي غير قادرة على قول كلمة واحدة".

وذكرت الجمعية أن المعارضة الفلسطينية لعملها بدأت منذ تأسيسها، مضيفةً، "بين القيادة العربية، بدأت معارضة الحركة منذ لحظة تأسيسها".

وتابعت الجمعية، "أدى المقال الذي نشرته هآرتس إلى نشر بيان باسم لجنة رؤساء السلطات العربية دعا فيه إلى مواجهة كافة أنشطة الجمعية، وانضم إلى الحملة عضو الكنيست أحمد الطيبي، وكذلك الصحفي محمد مجادلة من القناة 12، والذي يعمل أيضًا في إذاعة راديو الناس، حيث أطلقت المحطة حملة ممولة  ضد عتيدنا".

ويأتي غضب "عتيدنا" من القيادات الفلسطينية بأراضي48، عقب نشر بيان للجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية دعت فيه لمقاطعة الجمعية، مؤكدة على "رفضها القاطع والحازم لأي نشاط أو فعاليات أو تغلغل للجمعية"

وقالت اللجنة: "ندعو لمواجهة كل نشاطات هذه الجمعية الأُخطبوطية في جميع المدن والقرى العربية، لا سِيَّما بعد ما تَمَّ نشره في الأيام الأخيرة في عدد من وسائل الإعلام، خُصوصا في صحيفة (هآرتس) العبرية، حول جوهر وحقيقة هذه الجمعية، ووسائل عملها وأهدافها، والأفكار والشخصيات التي تدفعها وتتوارى في خلفيتها، ما أكد لنا صحة موقفنا، دون أن تضيف لنا تلك التقارير الإعلامية ما هو جديد في المضمون".

وأضاف البيان، "حقيقة الأمر أن جمعية عتيدنا هي جمعية أيديولوجية صُهيونية، استيطانية ويمينية الهَوى، وتعمل بشكل أُخطبوطيّ وبأدوات ناعمة ومُضَلِّلَة، تهدف إلى اختراق المجتمع العربي عُموما والشبيبة والطلاب خُصوصًا، عبر سلسلة شعارات وهمية وتمويهية تبدو بَرَّاقة في الشكل، ومن خلال العديد من الإغراءات والمُغريات والعُروض المالية وغير المالية، لكنها في الجوهر تهدف إلى إحداث تغيير بُنيوي في المجتمع العربي، لا سيّما بين الشباب، بما يخدم أهدافها ومشروعها الصهيوني، ولما هو أبعد وأخطر من مجرّد إحداث تغيير سياسي فحسب..!؟".

وأردف، "جوهر المشروع يَكْمُن في مواصلة تهويد الأرض - المَكان وأسرلة الفلسطيني -الإنسان، وعبر مَشاريع تبدو مَدَنيَّة في شكلها، لكنها ليست كذلك في جوهرها، كالخدمة المدنية و/ أو القومية وغيرها، على سبيل المثال لا الحصر.. وأسْرَلة من بَقَوْا في وطنهم من الفلسطينيين لا يعني تهويدهم طبعًا، ولا يعني جعلهم (مواطنين إسرائيليين)، بل تشويه ومَسخ شخصيتهم، الفردية ومن ثم الجَماعية، ومُصادرة هُويتهم الوطنية وتحويلهم لمجرّد مسوخ وكائنات هُلاميَّة وآميبية لا مُواطنية لها ولا وطن، لكنها تُفَكِّر وتسلك بعقلية وذهنية إسرائيلية صهيونية..!؟".

وتابع، "يهدف مشروع هذه الجمعية، على المدى المتوسط والبعيد، إلى تجسيد (المشروع الصهيوني)، كمشروع استعماري كولونياليّ وليس فقط احتلاليّ، على أرض الواقع الديمغرافي والاجتماعي والنفسي والثقافي وليس فقط الجغرافيّ، وبمشاركة أصحاب الوطن الأصليين أنفسهم، كأدوات لهذا المشروع وضد أنفسهم ووجودهم وتطورهم الحقيقي في وطنهم..!؟ إذا كانت هذه الجمعية قد نجحت في التسلُّل إلى بعض المدن والقرى العربية، وبعدما قُمنا بفحص الموضوع في الأيام الأخيرة، فلا يعني هذا أن ذلك تمّ ويتم بعلم أو موافقة رؤساء السلطات المحلية العربية بالضَّرورة، ورغم ذلك فإننا ندعو جميع رؤساء السلطات المحلية العربية إلى المزيد من التنبُّهِ والحذر للحيلولة دون تسلل هذه (الجمعية) إلى مجتمعنا، والعمل على منعها من بَثّ سمومها لا سيّما تجاه الشباب والشابات.. كما ندعو أيضا إلى تفعيل دور الأحزاب والحركات السياسية، المحلية والقطرية، لمواجهة هذا الأُخطبوط بأشكاله المختلفة والمتعددة، وإخراجه من مدننا وقرانا وأحيائنا".

وختم البيان بالقول: "يأْتي هذا الموقف امتدادا للمواقف والقرارات السابقة في اللجنة القطرية وهيئاتها، التمثيلية والمهنية، ويتناغم مع مواقف وقرارات لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، في هذا الصدد، والتزاما بها".

وسابقًا، كشفت صحيفة "هآرتس" عن تشكيل حركة فتية عربية - صهيونية تعمل بكل هدوء تُدعى "عتيدنا"، يقف من ورائها أشخاص محسوبون على اليمين الإسرائيليّ، مع رؤية بعيدة المدى، يهدفون من خلالها كما يدعون الى إحداث تغيير داخل المجتمع الفلسطينيّ داخل أراضي 48، يقود في النهاية الى تشكيل تيار عربي يميني بين فلسطينيي 48.

وتبدو الفكرة كما تقول الصحيفة في ظاهرها رائعة، حيث تهدف إلى "إعداد قادة من العرب واليهود لإنشاء حركة جديدة داخل المجتمع الفلسطينيّ، تسعى لدمج الشبيبة العرب داخل المجتمع الإسرائيليّ، كشركاء متساوي الحقوق".

ومن نشاطات هذه الحركة بحسب الصحيفة، "توزيع منح على الطلاب الجامعيين، رحلات وجولات، ورشات ودورات تعليمية، دمج شباب مؤهلين في قطاع الهايتك، وإعداد قيادة من الشبيبة".

ووفقًا للصحيفة فإن الحركة ، "تُدعى ’عتيدنا’"، والحديث يدور كما تقول الصحيفة "عن ائتلاف وشراكة بين شخصيات من سلك التربية والتعليم، وقيادات عربية، بالشراكة مع شخصيات يهودية".

وتتساءل الصحيفة في هذا السياق باستغراب، "كيف يمكن أن تكون هناك شراكة بين المجتمع العربي في الداخل وبين المعسكر القومي الصهيوني؟ هذا الأمر يحتاج إلى وقفة وتفكير".

ونوّهت الصحيفة إلى أن، "الشخصيات التي تقف خلف هذه الحركة، ليسوا يساريين صهيونيين، وليسوا شخصيات من الوسط، إنما هم شخصيات يمينية بدرجة كبيرة، وتستعرض خلفية الشخصيات التي تقف وراء هذه الحركة".

وبحسب الصحيفة فإن، "أحد مؤسسي هذه الحركة هو وزير المساواة الاجتماعية الإسرائيليّ عميحاي شكلي، الذي طالب في السابق بنقل سكان وادي عارة وكفرقاسم والطيبة وباقة الغربية إلى السلطة الفلسطينية، ويعتبر أحد أكثر المؤثرين في هذه الحركة".

كما كشفت الصحيفة أنه يرأس الحركة "أرو ايشل" من مستوطنة "كفار أدوميم"، وهو الذي يدفع بمشاريع التأهيل ما قبل الخدمة العسكرية، وأحد الشخصيات المؤثرة جدًا داخل اليمين الإسرائيليّ، وأحد الذين يشجعون التلاميذ اليهود على زيارة الحرم الإبراهيميّ في الخليل، وهو الذي عمل على التقارب بين اعضاء الكنيست من اليمين "نفتالي بينيت" و "اييلت شاكيد".

وأشارت الصحيفة أيضًا إلى أن، "المدير العام لهذه الحركة هو عاميت دري، أحد مؤسسي منظمة جنود الاحتياط الإسرائيليين، الذي عمل ضد المنظمات اليسارية، وحارب الجنود الإسرائيليين الذين عُرفوا بـ كاسري الصمت بعد أن كشفوا اعتداءات وانتهاكات أفراد الجيش الإسرائيليّ وقادتهم بحق الفلسطينيين".

ولفتت إلى أن، "كاتب المحتوى في هذه الحركة هو حنان عميؤور - صحافي يميني يؤيد طرد العرب من البلاد، وصُدرت منه تفوهات عنصرية كثيرة بحق العرب والفلسطينيين".

وقالت "هآرتس" أن هناك شخصية أخرى تقف في زعامة الحركة هي "يفعات سيلع"، ابنة "ناتان ايشل" أحد المستشارين المقربين لنتنياهو.

وقالت "هآرتس": "حين نعرف من هي الشخصيات التي تقود هذه الحركة، من السهل علينا أن ندرك أهدافها، وإلى أين تتجه!، الحركة تتلقى دعمًا وتمويلًا من شخصيات يهودية أمريكية، ومن هنا تنطلق حركة عربية – صهيونية تهدف إلى إحداث تغيير عميق داخل المجتمع العربي الفلسطيني في الداخل".

والحركة كما أكدت الصحيفة، تعمل على "تعزيز قيم صهيونية يمينية، وتشجع التجنيد للجيش الإسرائيلي، وترسل بعثات إلى مخيمات إبادة اليهود في برلين. وبهذا فإن الحركة تسير نحو أهداف بعيدة المدى، تهدف إلى إعداد جيل جديد من العرب الفلسطينيين الصهيونيين، وبعبارة أخرى عرب جيدون".

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر