هل نتنياهو معنيّ الآن بإبرام صفقة؟ وهل ستكون صفقة جزئية أم شاملة؟


  • الاثنين 7 يوليو ,2025
هل نتنياهو معنيّ الآن بإبرام صفقة؟ وهل ستكون صفقة جزئية أم شاملة؟
نتنياهو&ترامب

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس قبيل توجهه لواشنطن إنه، "سيقبل بصفقة وفق شروط إسرائيل فقط".

ومن المقرر أن يلتقي نتنياهو بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب وذلك بعد وصوله لواشنطن، كما أنه من المتوقع أن يلتقي بمسؤولين أمريكيين آخرين في الإدارة الأمريكية لمناقشة.

ويأتي ذلك في ظل مغادرة الوفد الإسرائيلي للدوحة لاستكمال مفاوضات وقف إطلاق النار بعد طرح المقترح الأمريكي الأخير لوقف الحرب على قطاع غزة.

وبحسب المقترح الأمريكي فإن وقف إطلاق النار في غزة سيكون لمدة 60 يوما ضمانات من الرئيس الأميركي دونالد ترامب تضمن استمراره طوال المدة.

وتقترح الورقة جدولا للإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين أحياء و18 جثمانا، وفق الترتيب التالي:

  • في اليوم الأول يطلق 8 أسرى أحياء.
  • في اليوم السابع تسلم 5 جثامين.
  • في اليوم 30 تسلم 5 جثامين.
  • في اليوم 50 يطلق 2 من الأسرى الأحياء.
  • وفي اليوم 60 تسلم 8 جثامين.

على أن تجري عمليات تبادل الأسرى من دون احتفالات أو استعراضات.

هل سيتجه نتنياهو لصفقة جزئية أم شاملة؟..وهل ستُستأنف الحرب بعد 60 يوما؟

ويقول الكاتب والمحلل السياسي أمير مخول، "نتنياهو معنيّ الآن لأسبابه السياسية وليس موضوعيا بصفقة جزئية دون التزامات لما بعد ذلك، إذا كانت هناك إلزامات أمريكية له بأن يقبل بوقف إطلاق النار بضمان من ترامب، لن يكون أمامه مناص، سوف يحيل الموضوع لترامب وكأن الأخير هو المسؤول وليس هو، فنتنياهو يدرك بأن الرأي العام الإسرائيلي معني بصيغة ترامب وبإنهاء الحرب وعودة جميع المحتجزين وليس فقط جزء منهم وإغلاق هذا الملف".

ويردف للجرمق، "يبدو الوضع أمريكيا أنه سيتم إغلاق الملف، والقرار الأمريكي أهم من القرار الإسرائيلي في حال كان حازما ولكن إن لم يكن حازما فسيقرأه نتنياهو بأنه ضوءا أخضر لعودة الحرب على غزة".

ويتابع، "النوايا الإسرائيلية وحكومة نتنياهو بالذات الاستمرار بالحرب حتى لو استمرت بأدوات أخرى من خلال ’مساعدات إنسانية’ التي تشكل أداة سيطرة وأداة إدارة أي من يدير غزة وأداة تهجير".

ويضيف، "اليوم هناك فضيحة لمخطط أورورا الذي تم بلورته بتهجير نحو نصف مليون فلسطيني من غزة من خلال آلية المساعدات الإنسانية وعمليا استخدامها بهندسة السلوك الفلسطيني في غزة ودفعهم للهجرة وجمعهم بـ3 معازل على أقل بقعة من الأرض وتهجير نصف مليون تحت مسمى التهجير الطوعي إلى بلدان فاشلة اقتصاديا ليعيشوا فيها مقابل مبلغ مالي، هذا المخطط خطير وبدأ ينكشف أكثر فأكثر، وهذا يؤكد أن نوايا نتنياهو هي الإبقاء على الحرب بأشكال أخرى وهي مبيدة للسكان وتطهير عرقي سيتواصل بأدوات أخرى".

ويقول، "هل سينجح نتنياهو باستمرار الحرب بـ ’أدوات أخرى’؟ ليس بالضرورة ذلك، لأن التطورات قد تسير باتجاه آخر تماما، بمعنى أن تكون الصيغة العربية مقبولة على ترامب بأن تكون هناك إدارة عربية لغزة، وإسرائيل فعليا لا تتحدث عن موضوع اليوم التالي، ولكنها منشغلة به حتى النخاع وكلها بدائل سيئة للفلسطينيين على حساب الوجود السكاني والجغرافيا أيضا".

وبدوره، يقول الباحث والكاتب جمال زحالقة، "نتنياهو الآن أصّر على صفقة جزئية وهذا ما لا تريده حماس ولا الولايات المتحدة ولا الوسطاء والجمهور الإسرائيلي وذلك لأنه لا يريد صفقة شاملة، ويرى أنه من المستحيل التوصل لصفقة شاملة وفق شروطه ولهذا السبب يبدو أنه سيذهب لصفقة مرحلية رغم أن هناك مشاكل بالمفاوضات".

ويردف، "موضوع رفح لم يُفتح وبالأمس نُشر أن حركة حماس ستصرّ على فتح معبر رفح وهذا أمر مهم جدا للقطاع وللحياة فيه، كما أن موضوع المساعدات الإنسانية لم يُحسم لأن الحكومة الإسرائيلية قررت توسيع عمل منظمة غزة الإنسانية ونشر المزيد من نقاط التوزيع والسيطرة أكثر على المعونات الإنسانية وهناك نقاش حول هذا الأمر".

ويتابع للجرمق، "كما أن موضوع الانسحاب الإسرائيلي من غزة شائك ولم يُحسم، حماس تصر أن يكون هناك انسحاب إلى ما كانت عليه قبل آذار الماضي قبل العملية الإسرائيلية الأخير مركبات جدعون وإسرائيل لا تقبل بذلك وتريد أن تحافظ على محور موراج الذي يفصل رفح عن بقية مناطق القطاع".

ويوضح، "يبدو أن الولايات المتحدة تضغط للتوصل لصفقة ونتنياهو لا يستطيع أن يقول لا لترامب لأنه نتنياهو ذلك لواشنطن مع مطالب كثيرة جدا وإن قَبل بطلب ترامب بأن يكون هناك وقف لإطلاق النار فسيقبض ثمن ذلك، فنتنياهو يعلم أن ترامب رجل الصفقات وبالتالي يتعامل معه بمنطق الصفقات وكأنه يمنح وقف إطلاق النار لترامب مقابل أن يمنحه الأخير أمور تتعلق بالملف الإيراني مثلا".

ما السيناريوهات المتوقعة "التالي للحرب"؟

ومن جهته، يقول مخول للجرمق، "الخيارات الموجودة هي التي طرحها الجيش الإسرائيلي بالأساس وهي إما سيطرة إسرائيلية على 100% من مساحة غزة وعندها سيكون حكم إسرائيلي مسؤول عن الحياة المدنية في غزة وهذا أكثر ما لا يريده الجيش، فهو معني بعدم حدوث ذلك فهذا سيورطه وسيوجه غضب الفلسطينيين في غزة للجيش الإسرائيلي وللاحتلال مع احتمالية أن يتبع ذلك استيطان إذا كان هنالك سيطرة كاملة على غزة".

ويتابع، "البديل الآخر هو الحفاظ على الفلسطينيين بمناطق معزولة في 3 مجموعات يسيطر عليها الجيش ويحاصرها من خلال السيطرة على المساعدات الإنسانية، والبديل الثالث هو التفتيش عن بدائل فلسطينية أو عربية أو دولية مع أن نتنياهو قال بشكل قاطع إنه لا يريد فتحستان ولا حماستان، أي لا يريد السلطة الفلسطينية أيضا لأن ذلك يؤكد الكيانية الفلسطينية والدولة والربط بين مصير غزة والضفة".

ويردف، "ونتنياهو لا يريد أن تبقى حماس قوية في غزة، فهو لديه نوايا بالإبقاء على اللعب بالانقسام الفلسطيني وهذا يبدو واقعا حاليا في سياساته ومناوراته، فقد يقبل بوضع تكون فيه حماس مدمرة وعندها سيسطر على القطاع ويستعملها كشماعة للسيطرة على الحرب وهذا ليس بالضرورة أن يحصل لأن الموقف العربي واضح وواعي لهذه المسألة وخاصة مصر وقطر والسعودية والإمارات التي لا تريد لهذا أن يحصل وهي تؤثر على الموقف الأمريكي".

"هناك تحول في موقف ترامب في حديثه أكثر فأكثر عن وضع السكان الكارثي في غزة، واضح أن ترامب حتى لو كان يدفع بمشروع التهجير لكنه أسقطه حاليا من حساباته ومن الإعلان عنه لأنه يدرك أن ذلك سيؤدي لمواجهة وتناقض مصالح مع الدولة العربية ومصر تحديدا وهو بغنى عن هذا الأمر وسيتحمل مسؤولية ذلك قانونيا في الوقت الذي يسعى به لجائزة نوبل بالسلام حتى لو أنه لا يستحقها لكنه قد يحصل عليها بدون شك".

ويختم، "الخيارات أمام إسرائيل هي انسحاب جزئي للجيش والإبقاء على مناطق عازلة والإبقاء على محور صلاح الدين وهذا يبدو الأمر الأكثر احتمالية أيضا على محور موراج الذي أسسوه ليكون عمليا مانعا للتواصل بين الفلسطينيين جغرافيا، قد لا تحتاج إسرائيل لمحور نيتساريم بعد أن يتم تهجير السكان من شمال غزة إلى جنوبها جميعهم وستصبح المنطقة بطبيعة الحال بدون سكان وفقا للمخطط".

وفي السياق، يقول الباحث زحالقة، "من الصعب الحديث عن اليوم التالي لأنه لا يبدو أن الحرب ستنتهي بشكل أو بآخر إذا أخذنا بجدية ما تقوله إسرائيل فإنه تريد ألا تشكل غزة مصدرا للتهديد لإسرائيل وهي تستطيع أن تدعي أن غزة تشكل مصدرا للتهديد وتقوم بعمليات غزة، ولكن موضوع الحرب في غزة تحتمل حلول تبدأ من سلطة فلسطينية معينة في غزة حتى تهجير أهالي غزة، فمن الصعب أن نعرف إلى أين تتجه الأمور".

ويردف، "الحل الأمثل لنتنياهو هو التهجير ويقول ذلك صباحا ومساء وسُئِل مؤخرا هل انتهى موضوع التهجير وقال لا وأنه يتحدث مع الولايات المتحدة حول الموضوع ويقومون بجهود لتهجير أهالي غزة".

ويتابع للجرمق، "هناك دعوات في إسرائيل لاحتلال غزة، والجيش يقول إنه من الصعب أن يسيطر على جميع القطاع ولهذا السبب، موضوع احتلال غزة مرتبط بالتهجير، إسرائيل لا تريد أن تدير حياة السكان في غزة وتحمّل مسؤولية حياتهم ولهذا السبب يريدون التهجير ليكون احتلال".

ويوضح أن، "نتنياهو وضع شروطا معينة لاستمرار الحرب بالمستوى التكتيكي أو السياسي، وقال إن الحرب يجب أن تنتهي بإعادة المحتجزين وبالقضاء على حماس وقدراتها العسكرية والسلطوية وعاد وكرر الكلام مرة أخرى".

ويقول، "نتنياهو طلب من الجيش تحضير خطط عسكرية جديدة حين يعود من الولايات المتحدة، هناك اتفاق جزئي وهناك علامة استفهام كبيرة جدا جدا حول إمكانية التوصل لوقف دائم لإطلاق النار".

ويختم، "ترامب يقول إنه يريد أن تنتهي الحرب ولكنه يريد الانتهاء منها بشروط إسرائيلية، فهو يريد إنهاء الحرب بالقضاء على القدرات السلطوية والعسكرية لحماس، فالموقف الأمريكي لن يكون صدامي مع إسرائيل وإنما سيكون هناك تنسيق بينهما حول الخطوات المقبلة".

 

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر