قال الشيخ رائد صلاح إن الموقف الذي ذهبت إليه القائمة الموحدة هو اجتهاد خاطئ وله تبعات سلبية سيعاني منها الفلسطينيين في أراضي48 خلال الأيام القادمة.

وتابع الشيخ رائد صلاح خلال مقابلة على قناة الجزيرة بأن "الاجتهاد الذي تبنته الموحدة بدأت فيه من قبلها القائمة المشتركة".

ويضيف، "المشتركة بدأت بالاجتهاد قبل الموحدة عندما شاركت في انتخابات الكنيست وكانت تضم عدة مكونات سياسية من الداخل بما فيها القائمة الموحدة في حينه.. فتحوا باب اجتهاد خاطئ وله تبعات خاطئة جدًا.. ما بعد هذا الطريق جاءت القائمة الموحدة وزادت في حدة هذا الاجتهاد الخاطئ ولا زلنا نشاهد بعض المواقف للموحدة كلها من التبعات الخطيرة التي سنعاني منها والتي آخرها كان الاعتراف بيهودية الدولة".

ويشير صلاح في حديثه إلى أن تصريحات عباس المتعلقة بيهودية الدولة بدت وكأنها مصادقة على قانون  القومية التي عملت الأحزاب الإسرائيلية على تمريره، قائلًا: "موقفنا واضح رفضنا المشاركة في انتخابات الكنيست لأننا لم نجد طريق لنصرة ثوابتنا.. ذهب إلى ذلك من ذهب وهذه الاجتهادات الخاطئة تزداد يومًا بعد يوم.. المبالغات بدأت تصادم الكثير من ثوابتنا.. أنا مصدوم من هذه التصرفات وما أتمناه هو أن يعيدوا النظر مرة أخرى وأن يعودوا إلى قواعد شعبهم وأصولها التي سنحيا عليها وسنموت عليها".

ويلفت الشيخ رائد صلاح إلى أن الكنيست ليس إلا منبرًا للاحتجاج، موضحًا أنه يوجد من يقف بالمرصاد أمام القوائم العربية إذا أرادت أن يكون لها تأثير بفرض مبدأ المقايضة عليها.

ويردف بأن الوصول إلى مصالح وميزانيات معينة يقابله الوقوف مواقف تصطدم مع الثوابت الوطنية، ويتابع، "نفرض أن القائمة الموحدة حصلت على الميزانية.. إذًا هناك تبعات.. منها المسجد الأقصى وإبداء الاستعداد لحل يقول إن اليهود يصلون في حائط البراق والمسلمون في المسجد الأقصى.. أنا لا أعرف أنه على مدار كل التاريخ الإسلامي أن هذا الحل صدر من أي مسلم".

ويضيف، "ماذا يعني أن يقف منصور عباس ويعلن موافقته على يهودية الدولة.. هذا إعدام لحق العودة ولأنني إذا كنت أعيش في دولة يهودية هذا يعني أنني أصبحت بوجودي غريب في هذه الدولة و مهدد بالترحيل وأن تقع علي إجراءات تعسفية قمعية.. هذه التبعات الخطيرة بدأت تتراكم يوميًا من خلف هذا الاجتهاد".

ماذا قال عن عزله؟

ويوضح الشيخ رائد صلاح أن العزل الانفرادي ما هو إلا سياسة إسرائيلية تهدف لقهر وإذلال والانتقام من الأسرى السياسيين في السجون الإسرائيلية، وتابع، "سجنت في فترة نتنياهو وبقيت في السجن في فترة بينيت وهذا الانتقال ما بين رئيس حكومة إسرائيلية ما زاد إلا سياسة الاستهداف للأسرى السياسيين".

ويؤكد صلاح على أنه بقي معزولًا طيلة فترة قضاء حكمه حتى عن الأسرى المعزولين، حيث عزل في غرفة بقسم لوحده بعيدًا عن أي أسير سياسي أو حتى جنائي، مشيرًا إلى أن قهر مصلحة السجون الإسرائيلية لم يرفع عنه حتى آخر لحظة قبل خروجه إلى الحرية.

ويشدد صلاح على أن السلطات الإسرائيلية كانت تريد إعدام نفسيته ورأس المال الذي يتمتع به أي أسير في السجون الإسرائيلية وهو الصبر والتفاؤل، مضيفًا، "كانوا يطمعون أن أخرج من أسري بنفسية محطمة ومخلخلة.. لولا نعمة الله تعالى علي لكان هناك خطر أن أنزلق وأدخل في أوضاع نفسية صعبة نتيجة العزل الإنفرادي".

ويلفت الشيخ رائد صلاح إلى أنه بقي معزول في غرفة ضيقة لوحده، حيث كان ممنوع من الاختلاط والحديث بأي أسير سياسي، حيث كان يمنع من الخروج إلى الساحة مع باقي الأسرى، وكان يرى عائلته في الزيارات في قاعة خالية من أي أسير آخر.

ويضيف، "أريد التأكيد على أنني اجتهدت بإصرار على نفسي لأنظم وقتي منذ الثانية الأولى التي كنت أستيقظ فيها حتى آخر ثانية قبل النوم وطيلة الوقت لم يكن لدي لحظة فراغ لأني كنت أعرف أن وجود الفراغ يعني أن أجنح في تفكيري وهذا وارد كخطر على أي أسير سياسي معزول".

ويوضح صلاح أنه أنجز طيلة فترة عزله في غرف الانفرادي الضيقة 11 كتاب وكتيب، بينها ديوان شعر أطلق عليه اسم "الربيع النبوي"، وكتب حملت أسماء "قراءة سياسية في القرآن الكريم"، و"قراءة سياسية في العهد الجديد"، وغيرها من الكتب التي تتحدث عن السلوك والخطاب في المجتمع الفلسطيني.

كيف عقب على هبة الكرامة؟

ويشير الشيخ صلاح إلى أنه لم يكن يتوقع أحداث هبة الكرامة، قائلًا: "لدي ثقة تامة بأن كل جماهير شعبنا وفية لثوابتنا ولا تنسى ولا تتنازل عنها.. الذي حدث يؤكد لي عدة أمور منها أن الثوابت الإسلامية العربية الفلسطينية لا يمكن أن تشيخ أو تموت أو تخرج إلى التقاعد وستبقى تملأ صدور شعبنا".

يتابع، "واهم من يظن في أي مكان في الأرض أنه قد ينجح في فرض قطيعة بين شعبنا الفلسطيني من جهة والقدس والمسجد المبارك من جهة أخرى أو بين الشعب الفلسطينية وحقه العادل وقضيته العادلة المنتصرة".

ويضيف، "أحداث رمضان الأخير جاءت لقول لا زلنا على العهد ومع عدالة قضيتنا وقضية الأقصى ومع ثوابتنا الوطنية العربية الفلسطينية.. وهذا ما أثبتته جماهيرنا التي ظن البعض أنها مالت إلى الدنيا ونسيت ثوابتها".

الحكومات المطبعة لا تمثل إلا نفسها..

ويؤكد الشيخ صلاح على أنه لم يكن يتوقع كل هذه المبالغات في تطبيع وتوقيع معاهدات سلام بين دول عربية و"إسرائيل"، لافتًا إلى أن كل الحكومات التي تقوم بهذا التطبيع لا تمثل إلا نفسها ولا تمثل الشعوب.

ويضيف، "القرار الأخير للشعوب وليس لهذه المواقف التي تحاول الحكومات أن تفرضها على الشعوب.. ضميرها الحي لن يموت في يوم ما وتعلقها بالقدس والمسجد الأقصى لن يموت.. هذه الحكومات لا تمثل هذه العشوب".

ما هو حل استفحال الجريمة؟

ويؤكد الشيخ رائد صلاح على أن أسباب استفحال العنف والجريمة في أراضي48 هو تسهيل عملية انتشار السلاح الأعمى في أراضي48، وغض الطرف عنه، مؤكدًا على أن من نشر ذلك السلاح هي أذرع أمنية في المؤسسة الإسرائيلية.

ويتحدث الشيخ صلاح على اعتراف قيادات في الشرطة الإسرائيلية بشكل صريح أن المخابرات الإسرائيلية تمنعها من مطاردة بعض من كان لهم دور في هذه الجرائم، ويتابع، "القضية أن هناك سياسة طويلة خلقت أرضية لتفشي الجريمة في داخل مجتمعنا في الداخل الفلسطيني والآن نحن بمعاناة.. ويجب أن نجتهد لاستثمار كل إمكانياتنا لمواجهة ظاهرة العنف".

ويضيف، "أنا شخصيًا قبل دخولي السجن آخر مرة وتحت سقف لجنة المتابعة أقمنا 40 لجنة إفشاء سلام غطت تقريبًا معظم البلدات العربية وكان هدفنا عملية مواجهة ظاهرة العنف ببرامج كبيرة جدًا".

رابط مختصر

اترك تعليق