"إسرائيل" وأعداءُ آخرون يُلاحقون الصيادين في عكا


  • الخميس 1 يوليو ,2021
"إسرائيل" وأعداءُ آخرون يُلاحقون الصيادين في عكا

عاد صيادو عكا اليوم لمهنتهم بعد انقطاعٍ دام حوالي شهرين عن بحرهم الذي ارتبط بهم وارتبطوا به، ولكنّ هذا البُعد عن ممارسة مهنة الصيد ليس بمحض إرادة الصيادين، وإنما إبعادٌ قسرّي تمارسه "إسرائيل" بحقهم بحجة أن الأسماك تتكاثر في هذه الفترة وبالتالي يتم منعهم من الوصول للبحر، وعند عودتهم يجدون مضايقات لا تنتهي منها مخالفات وغرامات وملاحقة مستمرة.

"إسرائيل" وقنديل البحر

ولا تقتصر فترة الابعاد القسري على "أشهر التكاثر" فهناك عدوٌ آخر للصيادين يُساعد "إسرائيل" بالضغط عليهم، وهو قنديل البحر الذي يبدأ بالظهور في بداية شهر تموز أي بعد انتهاء مدة المنع الإسرائيلي.

وعليه تستمر مدة انقطاع الصيادين عن بحرهم حوالي 3 شهور، قد يسرق خلالها أحد الصيادين الوقت من عدوه قنديل البحر ويصطاد بضعة أسماك، فالمنع القنديلي إجراءاته أقل حدية من المنع الإسرائيلي.

ويقول الصياد رائد عيد في حديثٍ للجرمق مع إن المنع الإسرائيلي يستمر من 25 أيار حتى نهاية حزيران، وتمنع فيه سلطات "إسرائيل" الوصول إلى الشاطئ بحجة التكاثر بين الأسماك.

منعٌ بذرائع واهية..ولا تعويضات

ويضيف الصياد رائد عيد للجرمق إن "إسرائيل" تمنع الصيادين من الصيد لمدة شهرين دون أي تعويضات عن تعطيلهم عن العمل، مؤكدًا عجزهم عن العمل في مجالات أو مهن أخرى إذ لا أحد يوافق على تشغيل صياد قد يضطر لترك العمل بعد مدة قصيرة للعودة إلى البحر والعمل في مهنته الأصلية.

ويتابع للجرمق أن قرار إسرائيل بالمنع يعني جلوس الصياد في منزله، وبالتالي لا يوجد دخل آخر لتأمين قوت عائلته.

ويضيف عيد للجرمق أن الشواطئ في أراضي الـ48 الممتدة من رأس الناقورة إلى أسدود يُمنع فيها الصيد بحجة أنها مناطق للسباحة أو مناطق سياحية، مضيفًا أن "إسرائيل" هي من حولتها لمحميات طبيعية لمنع الصيد فيها وللاستيلاء عليها وطردهم منها.

ويشير عيد إلى أن السلطات تسمح للصيادين بالصيد فقط في حالة ابتعادهم عن الشاطئ مسافة 500، واستدرك قائلًا، "معداتنا وآلياتنا بدائية وصغيرة يصعب عليها الوصول لهذا العمق والمستوى المائي".

ويؤكد للجرمق أن المضايقات تصل إلى حد استصدار رخص للصيادين، فتماطل السلطات الإسرائيلية في إعطاء رخص للصياد إذ تطلب العديد من الوثائق والأوراق التي من شأنها إرهاق الصياد.

ويردف، "الصيادون في صراع منذ زمن مع الشرطة الإسرائيلية لذلك السلطات تمنع إصدار رخصة أو تجديدها للصياد الذي عليه ملفات في المحاكم الإسرائيلية".

مخالفات وغرامات مالية

ويقول الصياد نادر زيباك إن الشرطة الإسرائيلية تضغط على الصيادين لإجبارهم على ترك البحر، لكنه يستدرك قائلًا "نحن إن خرجنا من البحر سنموت كالسمكة".

ويضيف للجرمق أن الشرطة الإسرائيلية لا تفوّت فرصة لمخالفة الصيادين التي وصفها الصياد بـ"مخالفات على الفاضي والمليان ولا تتوقف".

ويتابع أن الأمر لا يتوقف عند المخالفة وإنما تفرض المحكمة الإسرائيلية بعد المخالفة غرامة مالية بالإضافة إلى عقد جلسات محاكم مستمرة، مؤكدًا على أن الغرامات تتعدى الـ15 ألف شيكل إن تكررت المخالفة، والتي تتكرر مع معظم الصيادين.

ويشير زيباك في قوله إلى أن السلطات قد تُلاحق صيادًا بعينه، وتُكرر مخالفته حتى يضيق ذرعًا ويترك المهنة.

ويروي الصياد قصة مخالفته لاصطياده 3 سمكات من نوع "اللقّس" التي فرضت إسرائيل قرارًا يمنع صيدها بأقل من 40 سم، فتمت مخالفته لأنه اصطاد أسماك طولها 37 أي أقل من الحد القانوني بـ3 سم، ويؤكد أنه تم عقد جلسات لمحاكمته على هذا القرار.

أسماك منقرضة بفعل التلوث

ويتابع زيباك للجرمق أن هناك أنواعًا من الأسماك انقرضت نتيجة تلويث مياه البحر من قبل "إسرائيل"، فهناك السردين المعروف عالميًا، لكنه انقرض منذ أكثر من 30 عام بحسب الصياد.

ويُشير إلى أن هناك أنواعًا يمنع اصطيادها مثل سمك الكركند وأنواع من السلطعون.

هجر قسري للمهنة

ويؤكد أن المضايقات التي تستخدمها السلطات بحق الصيادين وملاحقتهم، أدت إلى ترك عدد كبير من الصيادين للمهنة، وتعرضوا لأزمات اقتصادية بسبب المنع من الصيد أو المخالفات والغرامات المالية.

ويُشير زيباك إلى أن أساليب إسرائيل هي مخطط قديم لإبعاد الصيادين عن البحر، فيما يقول الصياد رائد عيد أنه قبل 20 عام كان حوالي 80% من سكان عكا يعملون بمهنة الصيد، لكنّ عددهم الآن يقتصر على 130 صياد فقط في المدينة ككل.

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر