استيقظت مدينة الناصرة فجر اليوم على تخريب وتشويه للجداريات الوطنية في المدينة للمرة الثانية والتي قام الشبان والحراكيين بترميمها منذ حوالي أسبوعين بعد تخريبها الأول وإلقاء الدهانات والألوان عليها لإخفاء معالمها.

وأكد الحراك النصرواي الفلسطيني على أن محو الجداريات وتخريبها هي محاولة فاشلة لإحباط النشاط الشعبي والشبابي الذي يعتلي شوارع وأحياء مدينة الناصرة في الفترة الأخيرة.

وقال الحراك في بيانٍ له، "هنالك من كان يعتقد أن الناصرة لا تنتمي لشعبها الفلسطيني، ولكن الهبة الأخيرة قدمت لهم الصفعة اللازمة، ولا يزالون هؤلاء تحت تأثير الصفعة الشبابية فيصيبهم الجنون حتى الصرع، خوفًا وارتعادًا من حركة الجماهير".

وجاء في البيان أن هذا العمل الذي وصفه الحراك بالجبان هو محاولة لثني الشبان عن رسم الجدارية المعلن عنها هذا المساء.

وأكد الحراك في بيانه أن هذا الفعل سيتبب بزيادة عدد المشاركين في فعالية اليوم على أساس "قانون الجكر الفلسطيني" على حد وصفهم.

وفي حديثٍ خاص للجرمق قال عضو الحراك النصراوي الفلسطيني منهل حايك للجرمق، "في ساعات الفجر قام بعض خفافيش الليل المدعومين سلطويًا بتخريب الجداريات لكن هذه المرة بصورة أكبر من المرة السابقة التي قاموا فيها بتخريب الجداريات واعدنا ترميمها بمشاركة الشبان".

وتابع حايك للجرمق أن التخريب في المرة السابقة كان بسيطًا نسبيًا، أما هذه المرة فهناك محو لجداريات بشكل كامل كجدارية فلسطين.

ولفت إلى أن جدارية الشهداء لم يتم محوها هذه المرة فقال للجرمق، "واضح أن من قام بفعلته فهم ما قلنا في المرة السابقة أن محو جدارية شهداء الناصرة سيُؤجج الأوضاع في المدينة".

وأكد حايك في حديثه مع الجرمق أن هذه الأفعال رسالة من عملاء السلطة "الإسرائيلية" لأهالي الناصرة بأن يتراجعوا عن فعالياتهم المعلن عنها مساءً لرسم جداريات جديدة.

وقال، "نحن مستمرون في رسم الجدارية التي أعلنا عنها في الحارة الجنوبية مساء اليوم، كما سنعيد ترميم وبناء الجداريات التي تم تخريبها في الصباح قريبًا".

وحول محاولات التخريب المستمرة لجداريات الناصرة قال حايك إن محو الجداريات هو محاولة لمحو هوية الناصرة والوعي الفلسطيني، ومحو للمقاومة الشعبية.

وأكد على أن هذا الفعل لن يمر مرور الكرام، فقال، "من أراد التصعيد فسنقف في وجهه، وكما قلنا سابقًا اليد التي تحاول أن تزاود وتمنع الشباب الثائر ستُقطع اليوم أو غدًا أو بعد حين".

وتابع حايك للجرمق، "كان من الواضح منذ الأسبوع الماضي أنهم سيقومون بمحو الجداريات بعد موجة التحقيقات والاستدعاءات للعديد من النشطاء بعد الترميم السابق".

وأكد على جهوزية أهالي الناصرة لهذه المعركة التي اعتبرها معركة على هوية المدينة والوطن.

وقال حايك، "بعد ترميم الجداريات للمرة الأولى، الشرطة استدعت العشرات وأبعدتُ شخصيًا لمدة 10 أيام عن مدينة الناصرة".

وبدوره حاول فريق الجرمق الوصول إلى رواية من رئيس بلدية الناصرة علي سلام الذي قال، "ليس لدينا علم بموضوع التخريب، إضافة إلى أن موظفي البلدية مضربون عن العمل منذ يوم الأربعاء حتى الأثنين القادم".

وأضاف سلام للجرمق، "نحن لا نعلم من قام بهذا الفعل، ولو كنا نعلم لقلنا ذلك دون الاهتمام لأحد".

وقال سلام، "في هذا الوقت كل شيء متوقع..وهناك العديد ممن يسعون لاشتباك العلاقات بين الأحزاب والبلدية والأهالي".

وأكد للجرمق على أن لدى بلدية الناصرة مسؤولية تجاه الوطن والشعب، وتابع للجرمق، "على الرغم أن البلدية في إضراب حتى الإثنين إلا أننا سنقوم بفحص هذا الموضوع خلال اليوم".

رابط مختصر

اترك تعليق