ما مستقبل أيزنكوت السياسي بعد انسحابه من "المعسكر الرسمي"؟ وهل سيتزعم المعارضة الإسرائيلية مقابل تنحية لابيد وغانتس؟


  • الثلاثاء 1 يوليو ,2025
ما مستقبل أيزنكوت السياسي بعد انسحابه من "المعسكر الرسمي"؟  وهل سيتزعم المعارضة الإسرائيلية مقابل تنحية لابيد وغانتس؟
غادي أيزنكوت

أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، عضو الكنيست غادي آيزنكوت، انسحابه من "المعسكر الرسمي" الذي يترأسه بيني غانتس، ويُتوقّع أن يخوض الانتخابات المقبلة.

جاء إعلان ذلك في بيان صدر عن "المعسكر الوطني"، وقال إنّ "عضو الكنيست غادي آيزنكوت، أبلغ رئيس ’المعسكر الرسمي’، بيني غانتس’ نيته الانسحاب منه"، وتخلّيه عن مقعده في الكنيست لصالح الحزب.

وذكر البيان أن "الطرفين أكدا على صداقتهما الراسخة واحترامهما الكبير، وأنهما سيواصلان التعاون من أجل تحقيق الأهداف المشتركة، ولصالح شعب إسرائيل في المستقبل".

ومن المقرر أن يستقيل آيزنكوت من الكنيست، على أن يترشح مجددًا في الانتخابات المقبلة.

انسحاب أيزنكوت

ويقول البروفيسور في العلوم السياسية إبراهيم أبو جابر للجرمق، إن، "انفصال أيزنكوت عن الحزب الرسمي بزعامة غانتس جاء بناء على خلافات مع الأخير، لأنه من المفروض أن يكون انتخابات تمهيدية في الحزب ولكن يبدو أن غانتس مصرّ على البقاء بزعامة الحزب".

ويتابع، "أيزنكوت لديه طموح ويبدو أن فرصه داخل الحزب كبيرة، لهذا السبب انفصل ويريد أن يخوض الانتخابات من خلال حزب منفرد، ولكنني أستبعد ذلك، ففرص أيزنكوت لتخطي نسبة الحسم الحالية 3% بعيدة جدا".

هل من الممكن أن يُنافس أيزنكوت نتنياهو؟

ويوضح أبو جابر، أن "منافسة أيزنكوت لحزب الليكود أو نتنياهو أمر صعب جدا، فالليكود متقدم حسب استطلاعات الرأي، وشخص مثل أيزنكوت وهو عسكري ولديه خبرة كبيرة ولكنه لا يُنافس نتنياهو، كما أن هناك منافس قوي لنتنياهو وهو نفتالي بينيت الذي عاد للحياة السياسية وربما قد يشكل الحكومة المقبلة بعد الانتخابات التي ستجري في أكتوبر من العام المقبل".

ويقول، "لا أرى أن أيزنكوت منافس لنتنياهو لا على المستوى الشخصي ولا على مستوى ’الإنجازات’، فنتنياهو ازدادت شعبيته بعد الضربة التي وجهها للمشروع النووي الإيراني وحقق أمرا لم يكن بالإمكان تحقيقه لولا لديه القدرة والكاريزما والعلاقات القوية مع الإدارة الأمريكية".

وفي المقابل، يقول د. العلوم السياسية سليم بريك للجرمق، "الخطوة التي قام بها أيزنكوت أفضل له بكثير من البقاء في حزب غانتس، فغانتس متواطئ مع الحكومة الإسرائيلية وليس معارضا حقيقيا، بينما أيزنكوت هو معارض للحكومة، وعندما رأى كيف تتخذ الحكومة قرر الانسحاب، كما أن أيزنكوت دفع ثمنا خلال الحرب فابنه وابن شقيقته قتلوا خلالها، وبالتالي هو شخصية مهمة بالنسبة للإسرائيليين".

ويتابع، "من الممكن أن يقوم أيزنكوت بتشكيل كتلة مفتوحة وليس حزبا وذلك من أجل التفاوض مع الأحزاب، لابيد يمكن أن يستقبل في حزبه ييش عتيد أيزنكوت لأن لابيد ليس لديه أي شخصية أمنية ذات مستوى عالي في حزبه والإمكانية الثانية، هي أن ينضم أيزنكوت إلى يائير غولان في حزب الديموقراطيين ولكن أستبعد ذلك".

ويضيف، "ربما كان هناك تنسيقات بين أيزنكوت وحزب آخر للانضمام له، فلا أعتقد أنه انسحب من العسكر الرسمي دون أن يستعد للدخول في حزب آخر".

ويردف، "أيزنكوت شخصية مركزية بالنسبة للمجتمع الإسرائيلي يمكن أن تقف أمام نتنياهو في الانتخابات القادمة وهو أفضل للإسرائيليين بكثير من نفتالي بينيت".

هل سيتزعم أيزنكوت المعارضة؟

ويقول البروفيسور أبو جابر، "لا أعتقد أن لأيزنكوت مستقبلا سياسيا هذا لأنه شرقي في المقام الأول ولم يبرز في السياسة الإسرائيلية كثيرا، بخلاف غانتس رئيس حزب المعسكر الرسمي الذي برز مؤخرا رغم أنه كان متعثرا في بداياته، أما الآخرين كيائير لابيد ونفتالي بينيت وأفيغدور ليبرمان لهم تجربة سياسية أكثر بكثير من أيزنكوت، لذلك لا مستقبل سياسي للأخير إلا إذا حصلت مفاجآت".

ويضيف للجرمق، "إذا ضمّ أيزنكوت لحزبه الجديد الذي سيشكله شخصيات مؤثرة وقوية في الشارع الإسرائيلي يمكنه أن يُنافس وأن يبرز في الحياة السياسية أما على المستوى الشخصي لا يمكن لأيزنكوت أن يتفوق عليهم أو أن يتزعم المعارضة، ولكن في حال انضم أيزنكوت لأحد الأحزاب الأخرى كحزب نفتالي بينيت من الممكن أن يبرز أيزنكوت سياسيا للتغلب على غانتس ليصبح بينيت رئيسا للحكومة، وبهذه الحالة قد يبرز أيزنكوت في المشهد السياسي الإسرائيلي أما دون ذلك وإذا خاض الانتخابات في حزب مستقل، لن يجتاز نسبة الحسم إلا إذا خفض نتنياهو نسبة الحسم لأقل من 3%".

وبدوره، يقول بريك للجرمق، "تزعم أيزنكوت للمعارضة يعتمد على لابيد، لأن حزب لابيد هو الحزب الكبير وصرح الأخير أنه على استعداد لإعطاء المكان الأول لأيزنكوت، كما أنه قد يفعل ذلك لأنه يريد أن يُسقط الحكومة بأي ثمن، رأينا في الماضي، لابيد أعطى نفتالي بينيت رئاسة الحكومة رغم أن الأخير كان لديه فقط 7 أعضاء كنيست فقط، وباعتقادي هذه قد تكون خطوة ذكية لإسقاط الحكومة خاصة إذا أبدى لابيد هذا التجاوب مع أيزنكوت".

ما مستقبل حزب "المعسكر الرسمي" بعد انسحاب أيزنكوت؟

ويقول البروفيسور في العلوم السياسية إبراهيم أبو جابر، إن، "حزب المعسكر الرسمي سيتأثر بانسحاب أيزنكوت بشكل نسبي، ولكن الشخصية القوية في الحزب غانتس وليس أيزنكوت، فغانتس شخصية معروفة ولديه خبرة".

ويختم، "من المتوقع أن تحصل شراكات بين الأحزاب قبيل الانتخابات في إسرائيل، فحزب أيزنكوت متوقع أن يضم شخصيات وازنة عسكرية أو أمنية أو سياسية أو قد يقوم بالتوقيع على فائض أصوات من المعارضة الإسرائيلية كحزب يائير لابيد أو لربما تبرم شراكة بين حزب أيزنكوت وأي حزب آخر للاستفادة من الأصوات الإضافية التي يمكن أن تُحرق".

وبدوره، يضيف د. بريك للجرمق، "المعسكر الرسمي برئاسة غانتس موجود في وضع صعب الآن، نرى تراجع بالدعم لحزب بيني غانتس لأن هذا الحزب في نهاية المطاف لا توجد فيه أيدلوجية وهو حزب المنافقين، فننظر إلى بعض الشخصيات فيه، هناك شخصيات لا نعرف هل هي يسار أو يمين أو مركز، غالبا هم يمين ويمين ديني أو مركز، أو مركز يمين، وبالتالي من غير الواضح للإسرائيليين ماذا يريد بيني غانتس، وبالتالي غانتس أنقذ نتنياهو مرتين وهو متواطئ معه بشكل عام لذلك باعتقادي كان يفضل المعارضة أن تكون دون غانتس مع أنه كان وزير جيش ولكنه كسياسي هو كارثي في المعارضة".

ويختم بريك، "من الممكن أن يندثر حزب غانتس بعد انسحاب أيزنكوت وإذا تراجع إلى 7 أو 8 مقاعد هذا يعني اندثاره أيضا، نتحدث عن حزب كان مركزيا جدا في السياسة ولكن هو في تراجع مستمر طيلة الوقت وباعتقادي يفضل للحلبة السياسية الإسرائيلية ألا يكون مثل هذا الحزب فيها".

 

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر