ياسمين اغبارية تروي للجرمق لحظات التهجير من قرية اللجون: "ضعت يومها واحترق قلبي على الأرض"
خاص- الجرمق

بكلمات مليئة بالوجع والحنين، استعرضت المهجّرة الفلسطينية ياسمين اغبارية تفاصيل تهجيرها المؤلم من قريتها اللجون قضاء جنين، والتي هُجّرت بالكامل خلال نكبة عام 1948، قائلة إنها كانت في الرابعة من عمرها حين فقدت طريقها وسط الفوضى والرصاص.
تقول ياسمين لـ الجرمق: "كنت طفلة صغيرة، الناس كانت تهرب، وأنا ضعت. الطريق عن النبي، السيارات تطلع والناس كلها شاردة. أمي كانت شايلة الزيت والأغراض، وطلعنا، وبعدين صاروا يصرخوا: ارجعوا ارجعوا! رجعنا، يمكن ناس وصلت عنين، وأنا رجعوني عالدار".
وتضيف: "أول ما احتلوا القرية، صاروا يجمعوا السلاح من الناس. أبوي ما كان معه بندقية، لكنهم دخلوا عليه وهو بالفراش، وأخذوا كل شيء. الناس اللي شردت جابت معاها أغراضها البسيطة، وجلسنا بين أشجار الزيتون، ننام في الخيم تحتها".
تستذكر ياسمين أيضًا مشاهد فقدان النساء والفتيات لملابسهن وكرامتهن أثناء الهروب: "كان في عرايس مخطوبات، ضيعوا صغرتهم، حملوهم على الجحاش، كانوا ضايعين... كانوا يدوروا عليّ وأنا تحت الطين".
وتكمل: "أنا قلبي محروق، حتى لو ما عشت في اللجون كتير، لكن الأرض حياتنا، ووجودنا كله فيها. اليوم، لو ترجع اللجون، برجع كل شيء. حتى بدون بيت أو تسريح، بترجع روحنا، بترجع كرامتنا".
وتختم اغبارية حديثها بتأكيد راسخ على التمسك بحق العودة: "الواحد كله للأرض، للأرض حياته".