تباين بالعلاقة الأمريكية الإسرائيلية ومحللون: هذه هي الأسباب

خاص- الجرمق


  • الجمعة 9 مايو ,2025
تباين بالعلاقة الأمريكية الإسرائيلية ومحللون: هذه هي الأسباب
نتنياهو وترامب

تمر العلاقة الأمريكية الإسرائيلية مؤخرًا بتوترات وتباين بات واضح، حيث ظهر ذلك بعد التصريحات الأمريكية الأخيرة بشأن إبرام اتفاق مع اليمن لوقف ضرباتها لإسرائيل مقابل وقف الضربات الأمريكية لها، دون أن تعلم إسرائيل بشيء عن الاتفاق، وبعد التصريحات الأمريكية التي تقول إن إسرائيل لن تكون جزء من قضية إرسال وتوزيع المساعدات في قطاع غزة.

ويؤكد الباحث والأكاديمي إبراهيم أبو جابر أن التحولات الأخيرة في الموقف الأميركي تجاه الحرب على غزة ترتبط بشكل مباشر بالمصالح الاستراتيجية والاقتصادية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وليس بدوافع إنسانية كما يُروّج أحيانًا.

ويشير أبو جابر في حديثٍ مع الجرمق إلى أن واشنطن تسعى للحفاظ على نفوذها في المنطقة، وخاصة فيما يتعلق بموارد الغاز والنفط، إلى جانب الاستثمارات الخليجية الضخمة في الداخل الأميركي، والمشاريع الكبرى التي تشارك فيها الشركات الأميركية، لا سيما في المملكة العربية السعودية.

ويضيف أن الولايات المتحدة تخوض "حربًا غير معلنة" مع الصين، تتركز على التنافس الاقتصادي في أسواق الشرق الأوسط، وأفريقيا، وغرب آسيا. من هنا، تحاول الإدارة الأميركية الحد من التمدد الصيني في هذه المناطق لضمان تفوقها الاقتصادي والسياسي.

ويبرز أبو جابر أهمية الحضور العسكري الأميركي في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن القوات الأميركية تنتشر في معظم الدول العربية، ما يعكس تمسك واشنطن بتأمين نفوذها في المنطقة.

إسرائيل غير جادة بشأن المفاوضات..

في السياق السياسي، يرى أبو جابر أن الإدارة الأميركية باتت على قناعة بأن الحكومة الإسرائيلية، بقيادة بنيامين نتنياهو، غير جادة في التوصل إلى تفاهمات حقيقية مع الفلسطينيين، وتسعى لمواصلة الحرب حتى احتلال قطاع غزة بالكامل. ويعتبر أن هذا التعنت الإسرائيلي بدأ يواجه رفضًا متزايدًا داخل الدوائر الأميركية، بما في ذلك تلك المحسوبة على الرئيس السابق دونالد ترامب.

ويلفت إلى وجود خلافات متصاعدة بين واشنطن وتل أبيب بشأن ملفات إقليمية أخرى، أبرزها الملف النووي الإيراني، إذ عارضت إسرائيل مساعي إدارة ترامب للتوصل إلى حل دبلوماسي مع طهران، ودعت إلى خيار عسكري لتدمير المنشآت النووية الإيرانية. كما تطرق إلى الخلافات بشأن الملفين اللبناني والسوري، خاصة ما يتعلق بالوجود العسكري السوري جنوب سوريا.

وفي حديثه عن التطورات السياسية الجارية، يكشف أبو جابر أن رون ديرمر، المستشار الاستراتيجي لنتنياهو، يعقد هذا المساء اجتماعًا مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، في محاولة لإقناعه بتليين موقفه تجاه نتنياهو، وربما تعديل بعض البنود المطروحة ضمن الاتفاقية التي تعمل عليها الإدارة الأميركية حاليًا في العاصمة القطرية الدوحة.

ويختم أبو جابر بالإشارة إلى أن هذه التحولات قد تمثل تمهيدًا لممارسة ضغوط أميركية على إسرائيل، في ظل فشل النهج العسكري بتحقيق نتائج ملموسة، وتصاعد التباينات في الرؤية السياسية بين الجانبين.

ووصف الخبير في الشأن السياسي فايز عباس خلال حديثٍ مع الجرمق التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنها بمثابة "صفعة مدوية" لحكومة بنيامين نتنياهو، مؤكدًا أن هذه التصريحات أثارت حالة من الغضب والقلق داخل القيادة السياسية الإسرائيلية.

وأضاف عباس أن إعلان ترامب، الذي جاء دون تنسيق مسبق مع الحلفاء، وقع كالصاعقة على الحكومة الإسرائيلية وتركها في حالة من الذهول والارتباك.

توقيت مفاجئ

وأشار عباس إلى أن توقيت تصريح ترامب، الذي جاء قبيل زيارته المرتقبة إلى دول الخليج، ليس صدفة، بل يبدو أنه جاء نتيجة ضغوط من بعض قادة الخليج العربي لوقف القصف الأمريكي على الحوثيين في اليمن، في محاولة لتهيئة الأجواء لتفاهمات سياسية أو أمنية أوسع.

أوضح فايز عباس أن القرار الأمريكي يقتصر فقط على وقف الهجمات ضد الحوثيين، بناءً على تعهدهم بعدم مهاجمة السفن في مضيق باب المندب، ولا يشمل بأي شكل وقف إطلاق الصواريخ من اليمن تجاه إسرائيل.

واعتبر عباس هذا التمييز إشارة واضحة إلى أن واشنطن لا ترى في الاعتداءات على إسرائيل من قبل الحوثيين أولوية في هذه المرحلة، وهو ما يزيد من عمق الأزمة السياسية والأمنية لحكومة نتنياهو.

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر