المستقبل المالي العالمي سيكون مختلفًا تمامًا عمّا عرفناه

مقالات


  • الاثنين 7 أبريل ,2025
المستقبل المالي العالمي سيكون مختلفًا تمامًا عمّا عرفناه
توضيحية

الأسواق تنهار، لكن انهيار الأسهم ليس الخطر الحقيقي…

الخطر الأكبر هو أن سوق السندات الأمريكي بدأ يتصرف كسوق ناشئ.

وهذه إشارة مبكرة لتحول عميق في النظام المالي العالمي.

 

عند حدوث أزمة أو مخاوف ركود، يقوم المستثمرون ببيع الأصول عالية المخاطر (مثل الأسهم) ويبحثون عن ملاذ آمن — وغالبًا يكون هذا الملاذ هو سوق السندات الأمريكية.

 

والنتيجة المتوقعة عادة؟

•ارتفاع الطلب على السندات

•ارتفاع أسعارها

•انخفاض عوائدها

 

لكن هذه المرة، الأمور تختلف كليًا.

 

رغم أن السوق الأمريكي هبط بأكثر من 20%، عوائد السندات الأمريكية ترتفع!

هذا سلوك غير طبيعي… لا يحدث في الاقتصادات المتقدمة.

إنه سلوك نراه في الأسواق الناشئة، حين تفقد ثقة السوق.

 

فلماذا يحدث هذا الآن في الولايات المتحدة؟

 

لأن أمريكا تُعاني من عجز مزدوج خطير:

 

عجز مالي: إنفاق حكومي مفرط يتجاوز الإيرادات بـ +2 تريليون دولار سنويًا

عجز تجاري: أكثر من 1.2 تريليون دولار في 2024 وحدها

 

هذا النوع من العجز المزدوج يُضعف ثقة المستثمرين الدوليين.

وحين يشعر السوق أن الدولة تنفق دون ضوابط وتستورد أكثر مما تُصدّر،

فهو لا يرى سنداتها كملاذ آمن… بل كأداة مخاطرة.

 

والنتيجة؟

السوق لا يشتري السندات الأمريكية بل يبيعها، ما يؤدي إلى ارتفاع العوائد بدل انخفاضها.

 

هذا ليس مجرد خلل مؤقت في الأسواق…

بل هو عقوبة سوقية مباشرة للاقتصاد الأمريكي.

 

إنها لحظة فاصلة، تشير إلى أننا نقترب من نقطة الانعطاف الكبرى:

سوق السندات الأمريكية لم يعد يُعامل كمرجع استقرار عالمي، بل كأصل محفوف بالمخاطر.

 

لقد بدأ الانهيار من الداخل.

 

ما نشهده الآن ليس تقلبات عادية…

بل بداية لتفكك تدريجي في الثقة بالنظام المالي القائم على الدولار.

 

التاريخ يُكتب الآن…

والمستقبل المالي العالمي سيكون مختلفًا تمامًا عمّا عرفناه

. . .
رابط مختصر


مخلص الناظر

دكتوراة بالاقتصاد


اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر