كيف علق فلسطينيون بأراضي48 على امتناع المتابعة تبني إضراب 7 نيسان؟
خاص- الجرمق

انتقد فلسطينيون بأراضي48 امتناع لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية عن الدعوة أو تبني الإضراب الذي ألعن عنه اليوم الـ 7 من نيسان لمساندة الأهالي في غزة في ظل ما يواجهونه من عذاب وإبادة داخل القطاع الذي يتعرض للحرب منذ الـ 7 من أكتوبر عام 2023.
وفي موقف حادّ يعكس عمق الأزمة الوطنية التي يعيشها المجتمع الفلسطيني في أراضي48، قال الصحافي والناشط رشاد عمري لـ الجرمق إن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية "تجاهلت بشكل واضح الدعوة إلى الإضراب العالمي العام، في خطوة تؤكد مرة أخرى على قرارها بفصل شعبنا في الداخل عن امتداده الطبيعي في قضاياه الإنسانية والوطنية، ما يجرّدها من آخر ورقة توت تغطي عجزها وفقدانها للدور الفاعل".
ويضيف عمري أن "تجذّر الأسرلة في فكر قيادة لجنة المتابعة، التي يقودها أعضاء كنيست ورؤساء بلديات عرب، وصل إلى مستويات خطيرة، حيث يجري الدفع بشعبنا للانخراط في مستنقع ما يُسمى اليسار الصهيوني، من خلال دعوات للمشاركة في مظاهرات ضد ما يُسمى الانقلاب على القضاء، وهو القضاء ذاته الذي سلب عشرات وربما مئات الآلاف من أبناء شعبنا أجمل سنوات حياتهم بسبب نضالهم من أجل الحرية".
ويتابع: "ليست هذه المرة الأولى التي تعمل فيها لجنة المتابعة على فصلنا عن شعبنا في الضفة وغزة والشتات، فقبل أشهر فقط رفضت اللجنة شمول أسيرات الداخل في الصفقة الأولى لتبادل الأسرى، في موقف لم يكن بالإمكان تفسيره إلّا كإمعان في هذا الفصل المتعمد".
ويشدّد عمري على أن "حالة العجز هذه لم تأتِ صدفة، بل كانت نتيجة لمسار طويل من الإهمال والتخلي المتعمد، حيث سبق أن حذّرنا مرارًا من تخلّي لجنة المتابعة عن معتقلي الهبة، الذين تُركوا فريسة سهلة للمؤسسة الإسرائيلية، فيما يقضي بعضهم اليوم أحكامًا وصلت إلى 17 عامًا في السجون، دون أن يلتفت إليهم أحد من القيادات أو النواب العرب، بل تعرّض بعضهم لحملات تشويه من داخل مجتمعهم".
ملامح أسرلة الوجدان
ويرى عمري أن ما يصفه بـ"الهوان الذي يعيشه الداخل الفلسطيني" لم يعد محصورًا في المؤسسات، بل بدأ يمتد نحو "أسرلة المشاعر"، ويقول: "عندما يزور قائد أحد الأحزاب العريقة منطقة غلاف غزة ليُعبر للمستوطنين عن تعاطفه، فإننا لا نكون أمام بداية الأسرلة، بل أمام تتويج لمسار طويل سبقته تعازٍ لعائلات جنود وتصريحات تُصنف أسرانا كإرهابيين".
ويشير عمري إلى أن "القيادات الحالية موزعة الولاء بين المؤسسات الإسرائيلية وسلطة التنسيق الأمني في رام الله، وبعضهم يزاوج بين الولاءين، بينما تجتاح مجتمعنا مشاريع الإفطارات الجماعية الباذخة، بتمويل مؤسسات إسرائيلية وصناديق صهيو-أمريكية، في وقت تُذبح فيه غزة من الوريد إلى الوريد، ما يفضح الهدف الحقيقي من هذه النشاطات الرمضانية المموّهة".
رهان على القوى الشبابية
ورغم قتامة الصورة، يرى عمري أن الأمل لم ينتهِ، ويقول: "رغم كل ما سبق، فإن مقولة 'إن خلِيَت بليَت' لا تزال صالحة، إذ برزت بعض المحاولات الشريفة من نشطاء ونشيطات سعوا بجد لتعميم الدعوات إلى الإضراب، في محاولة لربط الداخل الفلسطيني بالحراك العالمي".
ويختم عمري بقوله: "لا أرى في الأفق القريب تغييرًا في بنية القيادة التي عجزت على مدار ربع قرن عن التخلص من المتسلّقين على ظهر أحزابها، لكنني أؤمن أن القوى الوطنية الشابة وحدها، إذا ما تحركت بوعي وإرادة، قادرة على استعادة البوصلة وتوجيهها من جديد نحو فلسطين".
من جهته يقول عضو المكتب السياسي لحركة أبناء البلد لؤي خطيب في حديثٍ خاص مع الجرمق: "في اللحظة الحقيقة التي احتاج بها هذا الشعب المساندة من كل من يدعي أنه فلسطيني تغيبت المتابعة عن المساندة والوقوف إلى جانب هذا الشعب الذي يطلب المساعدة في ظل الإبادة".
ويضيف، "سألنا أمس لماذا لم تعمل المتابعة على تبني الإضراب ولم تعمل على تعميم الإضراب فتحجج رئيس المتابعة بأن هناك عدم اتفاق كامل داخل المتابعة كأن هناك معارضة لهذا الإضراب".
ويردف، "الشعب الفلسطيني في عداد نكبة جديدة أكبر من الأولى، عدم الالتزام والدعوة للإضراب، إذا الشعب الفلسطيني لم يستطيع أن يقف إلى جانب أبناء شعبه في هذه المواقف، متى يمكننا التعويل على هذه القيادة؟".
ويردف، "لا يوجد تمثيل بدون ثمن، الإدعاء أن ممثل للشعب الفلسطيني عليك أن تقف إلى جانب هذا الشعب، لا أعلم ماذا سيقولون هؤلاء للتاريخ عندما يسألون لماذا هذا الغياب، لا يوجد جاهزية في الشارع الفلسطيني في الداخل للإضراب لكن من يتحمل المسؤولية هي القيادة".