مقتل 3 إسرائيليين على الحدود مع الأردن..هل هذه جبهة جديدة ستُجبر "إسرائيل" على التعامل معها؟

معبر الكرامة


  • الاثنين 9 سبتمبر ,2024
مقتل 3 إسرائيليين على الحدود مع الأردن..هل هذه جبهة جديدة ستُجبر "إسرائيل" على التعامل معها؟
معبر الكرامة (جسر الملك حسين)

يرى محللون سياسيون أن العملية التي وقعت على معبر الكرامة (جسر الملك حسين) والتي أدت إلى مقتل 3 إسرائيليين بنيران سائق شاحنة أردني لها تداعيات بعيدة المدى وتحمل الكثير من الرسائل، بينما يرى أخرون أن هذه العملية لن تؤسس لمرحلة جديدة.

وفي 8 من أيلول/سبتمبر 2024، قتل سائق شاحنة أردني 3 إسرائيليين، حيث قال الجيش الإسرائيلي إن المنفذ وصل إلى المعبر في شاحنة "قادمة من الأردن". وأضاف أن السائق "خرج من الشاحنة وفتح النار على قوات الأمن الإسرائيلية العاملة في الموقع".

وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن سائق شاحنة أردني وصل إلى المعبر من الأراضي الأردنية، وكان قد أخفى سلاحًا داخل الشاحنة، ثم سحبه وفتح النار على مجموعة من الأشخاص في منطقة شحن البضائع.

وذكرت صحيفة "هآرتس" أن القتلى هم من عناصر الأمن في المعبر، وأفادت بأن المنفذ ترجل من الشاحنة التي كان يقودها وهو يحمل السلاح، وأطلق النار على الحراس قبل مرحلة التفتيش استعدادًا للعبور إلى الجانب الإسرائيلي.

عملية لها تداعيات

ويقول المحلل السياسي والكاتب أنطوان شلحت للجرمق، إن، "هذه جبهة جديدة ستجبر إسرائيل على التعامل معها، وهذا ما يقوله الإسرائيليون أيضا، فالخبر الرئيسي في جريدة يسرائيل هيوم الناطقة بلسان رئيس الحكومة الإسرائيلي نتنياهو تقول إن جبهة ثامنة فُتحت على إسرائيل ويقصدون جبهة الأردن، وباعتقادي هي  جبهة شديدة الخطورة لأن منطقة الحدود مع الأردن هي الأطول وإسرائيل تقيم لها حسابا كبيرا لأنها تحتاج إلى قدرات أمنية واستخباراتية كبيرة".

ويتابع للجرمق، "للعملية تداعيات قد يتضح أنها بعيدة المدى وتحمل الكثير من الرسائل، الأولى هي وجود تململ في الشارع الأردني بسبب الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في حربها على قطاع غزة والضفة الغربية، فلا ننسى أن الحرب امتدت للضفة".

ويضيف، "الرسالة الثانية لإسرائيل أن سياسة القوة والعنف والعدوان لن تجلب الأمن لإسرائيل مثل ما كان في السابق أيضا في الحاضر وسيبقى في المستقبل طوال الوقت، والرسالة الثالثة موجهة للأنظمة العربية أنه يجب أن تأخذ موقفًا أكثر صرامة تجاه إسرائيل لوقف عدوانها على غزة والضفة".

ويردف، "كل الرسائل تجتمع في الوقت الذي جرت فيه العملية في منطقة الحدود مع الأردن وهي الحدود الأخطر من ناحية أمنية في نظر إسرائيل".

ويقول، "الآن كيف ستتصرف إسرائيل، هذا سؤال مطروح على الأجندة ولا شيء واضح حتى الآن، ولكن أستطيع القول إن العملية أثارت قلق الكثير من المسؤولين الأمنيين والسياسيين".

ويتابع شلحت للجرمق حول الإخفاق الاستخباراتي الإسرائيلي الذي فشل في الكشف عن العملية قبل حدوثها، قائلا، "الحرب الدائرة حاليا على غزة تثبت أن أكبر إخفاق عانت منه إسرائيل هو الإخفاق الاستخباراتي، إذا كانت إسرائيل قبل الحرب تتباعة أن لديها الاستخبارات الأنجح على مستوى العالم وليس الإقليم فحسب فقد جاءت عملية طوفان الأقصى وأثبتت هزيمة هذا الاعتقاد".

ويردف، "من الآن، بدأ الحديث في إسرائيل بتواتر غير مسبوق، أن الحروب التي ستخوضها إسرائيل في المستقبل لا يمكن الاعتماد فيها على جيشين أساسين من قوتها وهما سلاح الجو وجيش الاستخبارات وهناك حاجة للاعتماد على أسلحة وجيوش أخرى أُهلمت بسبب الاعتماد على هذين الجيشين، هناك فشل استخباراتي لا شك فيه، وإسرائيل تعاني منه منذ طوفان الأقصى". 

ويقول، "هذه العملية أيضا الإخفاق الأساسي فيها على المستوى الأمني فيها، هو الإخفاق الاستخباراتي، والعملية تندرج تحت ما تسميه إسرائيل ’الذئاب المنفردة’ التي تواجهها إسرائيل في الضفة الغربية أيضا وهي العمليات التي يقوم بها أفراد وليس تنظيمات ولا يتبعون لمنظمات مسلحة وتتم نتيجة جهود فردية وهذه العمليات من الصعب على الاستخبارات كشفها".

ويتابع شلحت أن، "هذه العملية هي بمثابة نموذج يُحتذى به ومن الممكن أن نشهد عمليات من هذا القبيل، وأعتقد أن العملية هذه ستشكل نموذج لكثير من الأشخاص الذين لديهم تململ لما تقوم به إسرائيل وانعدام ردود الفعل العربية".

ويردف، "هناك تقديرات في إسرائيل أن مثل هذه العمليات واردة وأن أفرادا قد يُثير الدم المسفوك ويتجهون للقيام بمثل هذه العمليات قد ينجحون وقد يُخفقون ولكن مجرد وجود الأسباب التي قد تؤدي لمثل هذه العمليات هذا يعني أنها ستخرج لحيز التنفيذ في المستقبل".

ويقول للجرمق، "لا أظن أن لدى إسرائيل خطة للتعامل مع الذئاب المنفردة، الاستخبارات قد تخترق تنظيمات وكتائب وتجمعات أما الفرد لا تستطيع اختراقهم، فعندما بقرر المقاوم بينه وبين نفسه أن ينفذ عملية كيف للمنظومة الاستخباراتية أن تكشفه؟ إذن ظاهرة العمليات هذه لا يمكن لإسرائيل مواجهتها".

وفي المقابل، يرى الباحث والمحلل السياسي صالح لطفي أن، العملية على معبر الكرامة أو (جسر الملك حسين)، "لن تؤسس لمرحلة جديدة، ولن تفتح جبهة جديدة على إسرائيل لعدة أسباب، أولها، "عمق العلاقة الأمنية بين إسرائيل والأردن لا يمكن التغافل عنها وهي تشكل أحد اللبنات الاستراتيجية في جدل علاقتها القائمة مع منطقة الشرق الأوسط ومحور التطبيع المحور الأمريكي الاسرائيلي، والأردن حجر أساس فيه".

ويتابع، "الأمر الثاني هناك علاقات اقتصادية زبائنية تربط الأردن بإسرائيل وبالتالي لن تسمح الأردن كدولة لمثل هذه العملية أن تتكرر لأن ذلك سيؤثر على الحركة الاقتصادية دولة وتجار بشكل دقيق، ولأن هذا الأمر أحد مرابط العلاقة بين الأردن وإسرائيل بما يسمى اتفاقية وادي عربة".

ويقول للجرمق "الأمر الثالث أن الظرف القائم في قطاع غزة والذي قارب على السنة ما زالت نيرانها مشتعلة والجميع يسعى لاطفاء هذه النيران وفق منظومة معينة تضعها الولايات المتحدة الأمريكية ومن يدور بمحورها و الأردن في هذا المحور".

ويردف، "باعتقادي ان لن يحدث أي شيء وهذه عملية عابرة وحدثت قبل سنوات في وستحدث مستقبلا".

حدود مخترقة بين "إسرائيل" والأردن

ويوضح لطفي أن مسألة اختراق الحدود بين "إسرائيل" والأردن وحدوث عمليات تسلل وتهريب أسلحة ليست مسألة جديدة، ويقول، "الحدود الأردنية الإسرائيلية بمسألة ترهيب السلاح مخترقة منذ سنوات طويلة وأحد مصادر تمويل عصابات الإجرام في الداخل الفلسطيني بالسلاح هي الأردن وشمال لبنان وهذا معروف للاردن ولإسرائيل، ولكن عندما كانت تصل الأسلحة للمقاومة في نابلس وجنين وطولكرم نرى الحشد العسكري الكبير المشترك بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية من جهة، والتعامل الأمني الأردني من جهة ثانية  لكبحها".

ويتابع، "الحدود الأردنية هي الأطول مع إسرائيل والتهريب عبرها وار ولكن الأردن وإسرائيل تضعان عين الصقر على مثل هذه القضايا".

ويقول لطفي للجرمق، "ما رشح من تصريحات رئيس الوزراء وقيادة المنطقة الوسطى يشي بأمرين أن إسرائيل تريد استثمار ما حدث على المعبر لصالح ترتيب أوراقها في الشرق الأوسط واعتبار إيران الشماعة التي تلصق عليها كل جرائمها ومكرها ومن ناحية تأتي لإعادة ترتيب الأوراق مع الأردن، الآن في داخل الأردن هناك قلاقل، المجتمع الأردني مركب وفيه غالبية فلسطينية وبالتالي هناك خوف داخل المؤسسات الأمنية والعسكرية، من أن المجتمع الأردني (الفلسطيني) قد يتقدم بمرحلة معينة ويتجاوز مرحلة المظاهرة والانتقاد السياسي إلى مرحلة العصيان ثم التمرد ثم الثورة وهذا ما تخاف إسرائيل أن يحدث في الدول العربية سواء في الأردن أو مصر على وجه الخصوص".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر