بالتزامن مع المفاوضات..غانتس يتوجه للولايات المتحدة فهل لذلك تأثير على الصفقة؟

توجه الوزير في ح


  • الاثنين 4 مارس ,2024
بالتزامن مع المفاوضات..غانتس يتوجه للولايات المتحدة فهل لذلك تأثير على الصفقة؟
توضيحية

توجه الوزير في حكومة الحرب بيني غانتس للولايات المتحدة الأمريكية للقاء مسؤولين في الإدارة الأمريكية بالتزامن مع وجود مفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى بين "إسرائيل" وحركة حماس في القاهرة، فهل لزيارة غانتس للولايات المتحدة تأثيرات على الصفقة؟ 

لا تأثير للزيارة على الصفقة

ويقول المحلل السياسي أمير مخول في حديث للجرمق، "زيارة غانتس للولايات المتحدة الأمريكية ليست شكلية وإنما هي زيارة مهمة في سياقها وكيفية استدعاء غانتس للاجتماعات وليس نتنياهو وما نتج عنه من رد فعل رئيس الحكومة أن للحكومة الإسرائيلية رئيس واحد وليس رئيسان".

ويتابع مخول، "لكن في ذات الوقت لا أعتقد أن هذه الزيارة قد تؤثر على مفاوضات صفقة التبادل"، مردفًا أن، "هناك انشقاقات واصطفافات بشأن مفاوضات صفقة تبادل الأسرى وهناك خلاف واضح داخل كابينت الحرب، ولكن لا أعتقد أن لزيارة غانتس تأثير، فهذه الزيارة لها بعد سياسي وليس عسكري أو عملياتي".

ويقول، "صفقة تبادل الأسرى متوقفة لأن إسرائيل غير معنية بها ولأن الحكومة الإسرائيلية الآن أصبحت غير معنية بالمفاوضات أيضا وليس فقط بالصفقة، لأن المفاوضات أصبحت تحاصرها ولذلك بدأت تتغيب عن الاجتماعات وهذا أيضا نوع من التفاوض".

ويضيف، "واضح أن المطالب الأخيرة لإسرائيل هي مطالب نتنياهو الشخصية وليس مطالب حكومة الحرب بشأن قوائم المحتجزين ولذلك هناك صدام داخلي وأزمة داخلية داخل كابينت الحرب رغم أن المفاوضات ليست سهلة إلا أن إسرائيل حققت بندين وهما عدم إنهاء الحرب وعدم الانسحاب من غزة وكان من المفترض أن يوافق كابينت الحرب على إتمام الصفقة بعد الحصول على البندين ولكن نتنياهو هو من يقود المفاوضات التي قد تؤدي لوقف إطلاق النار".

ومن جهته، يقول الباحث والمحلل السياسي صالح لطفي للجرمق، "باعتقادي أن هذه الزيارة ليست بالضرورة شكلية أو برتوكولية ولكن ليست بالضرورة أن تدفع باتجاه إنهاء الحرب، ولكن المهم في الزيارة هو أن الولايات المتحدة الأمريكية رفعت كرتًا أحمر أمام نتنياهو منذ لحظة الزيارة، حيث بدأت أيام نتنياهو السياسية في البلاد بالعد التنازلي، والسؤال كيف ذلك ومتى، يبقى مفتوحًا، ولكن باستدعاء الولايات المتحدة لغانتس يعني أنها تتدخل بشكل غير مباشر بالسياسة الإسرائيلية الداخلية لمجموعة أسباب تتعلق بالمصلحة الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة".

دلالات زيارة غانتس للولايات المتحدة

ويقول المحلل السياسي أمير مخول للجرمق، "الأمر الأساسي الآن لدى الإدارة الأمريكية أنها تريد أن تلعب بكل الأوراق الممكن لديها لإسقاط حكومة نتنياهو ويمكن رؤية بوادر تصدع في الخاصرة الرخوة للحكومة وهو قانون تجنيد الحريديم أو المتدينين التوراتيين وهو قنبلة سياسية ألقى بها وزير الحرب يوآف غالانت ولكن تفاعلاتها كبيرة جدًا وقد تؤدي لانشقاقات في الحكومة".

ويضيف للجرمق، "من الواضح أنه لا يمكن إسقاط الحكومة الإسرائيلية إلا إذا كان هناك تحول في مواقف الأحزاب الحريدية وتحديدًا حزب شاس، فمن الممكن ألا تسقط الحكومة فقط بالدعوة لنزع الثقة وإنما يمكن التوجه نحو إيجاد صيغة توافقية بين الحكومة والبدائل أي المعارضة من أجل إجراء انتخابات يتم تعيينها بالتوافق وهذا قد يحدث ولكن نتنياهو قد يرفض ذلك وقد يعتبره هزيمة وهدية لحماس ونهاية لحكمه أيضًا، ولكن في حال هدد حزب شاس أن يخرج من الائتلاف إذا لم يتم الاتفاق على صيغة توافقية فقد يوافق نتنياهو على ذلك".

ويقول مخول للجرمق، "نتنياهو الآن في ورطة بعد زيارة غانتس للولايات المتحدة الأمريكية، فهو لا يستطيع إقالة غانتس لأن ذلك قد يؤدي لاحتجاج واسع، ولا يستطيع إقالة غالانت الذي يسعى للتخلص منه ولكن إذا أقاله فإن ذلك قد يؤدي أيضا لاحتجاج واسع قد يعوق أي إمكانية لبقاء نتنياهو في الحكم".

ويتابع للجرمق، "في نهاية المطاف الأمر ستصب في صالح المساعي لخلق بدائل، وانطباع بأن غانتس سيكون رئيس الحكومة الإسرائيلية، وهذا لا يعني أن ذلك سيحدث في حال حدثت انتخابات".

وبدوره، يتابع الباحث صالح لطفي للجرمق، أن، "زيارة غانتس تعني أن الولايات المتحدة تتدخل بإسرائيل بشكل غير مباشر، وهناك 3 أمور تساوقت معها الإدارة الأمريكية ولا تزال قائمة حتى الآن، وهي أن الأمريكيين ومعهم العرب والدولة الغربية توقعوا أن إسرائيل يمكن أن تنهي ملف غزة خلال 45 إلى 50 يومًا ولكن تفاجأت أن إسرائيل غرقت بوحل غزة ورمالها ولن تستطيع الخروج منها إلا بمساعدة أمريكية، مما جعل الولايات المتحدة الأمريكية دولة مارقة وإن كانت مارقة منذ قيامها ولكن الآن مارقة بشكل مباشر دستوريًا وأخلاقيًا ونظاميًا بكل ما يتعلق بما يسمى المنظومة الدولية والأمم المتحدة ومجلس الأمن".

ويتابع للجرمق، "الإشكال داخل المؤسسة الإسرائيلية الذي بدأ بإجماع قومي غير مسبوق بتاريخ الدولة بما يتعلق بإبادة غزة والحرب عليها بدأ يتآكل بشكل سريع جدا لصالح حرب داخلية نتوقع أن تكون في نهايتها رؤوس تتطاير سياسيًا بعد الحرب وهذه الدعوة لغانتس لزيارة أمريكا جاءت في هذا السياق وهو سياق الإشكال الداخلي وكيفية الخلاص من نتنياهو واليمين الفاشي الذي جاء به للبلاد".

ويضيف للجرمق، "الأمر الثالث هو استطلاعات الرأي داخل إسرائيل والتي تعطي لغانتس أنه يتقدم في الانتخابات إلا أن المجتمع الإسرائيلي يميني متشدد ولديه حقد غير مسبوق على الفلسطينيين وبالذات غزة وبيني غانتس لن يغير سياسته باتجاه قطاع غزة سواء تعلق الأمر بمستقبله السياسي أو غير ذلك، فغانتس هو الخادم الفعلي المنفذ للسياسات الأمريكية القادمة خلال الأشهر القريبة من هذا العام".

ويردف للجرمق، "لزيارة غانتس دلالات كبيرة جدًا، فالجميع يعلم أن المقاومة تتعرض لضغوط دولية من أطراف عربية للقبول بالشروط الإسرائيلية التي تأتي على لسان أمريكي والولايات المتحدة تدرك صلابة المقاومة بازياد ولعل نتائج الحرب والخسائر التي تكبدها الجيش الاحتلالي شمال غزة له دلالة خاصة بمسألة الحرب، وربما جاءت زيارة غانتس لمعالجة هذه القضية وفقا لرؤيا أمريكية تصالحية مع إسرائيل لعل وعسى أن تفضي إلى نوع من التوافق الفلسطيني والإسرائيلي بضغوط عربية تقلل وتقنص الموقف الفلسطيني المقاوم مقابل تنازلات سياسية وإنسانية من الطرف الإسرائيلي تجاه غزة والمعتقلين والمسجد الأقصى المبارك".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر