محلل سياسي للجرمق: تزايد عدد القتلى الإسرائيليين من الجنود والضباط يؤثر على الشارع الإسرائيلي

قتل أمس الإثنين


  • الثلاثاء 23 يناير ,2024
محلل سياسي للجرمق: تزايد عدد القتلى الإسرائيليين من الجنود والضباط يؤثر على الشارع الإسرائيلي
توضيحية

قتل أمس الإثنين 21 جنديًا إسرائيليًا بانهيار مبنى في المنطقة العازلة قرب السياج وسط قطاع غزة، وذلك بعدما استهدف المبنى بصاروخين من نوع آر بي جي، الأول أطلق على دبابة مما أدى إلى سقوط جريحين، تم إطلاق قذيفة آر بي جي ثانية على أحد المباني التي كانت تحتوي على مواد متفجرة جاهزة للتفجير ما أدى لمقتل الجنود.

ووصف مسؤولون إسرائيليون ما حدث في قطاع غزة بالأمس بالحدث الكارثي والصعب، كما قال موشيه يعلون رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، ""نحن ندفع ثمناً باهظاً حتى يتم القضاء علي حماس".

ويقول المحلل السياسي أليف صباع، إن، "تزايد عدد القتلى الإسرائيليين من جنود وضباط في غزة أو أي مكان آخر يؤثر على الشارع الإسرائيلي لأن الجندي أو الضابط يعتبر ابن إسرائيل وليس ابن عائلته فقط، ويؤثر على مجمل المواطنين الإسرائيليين وهذا يؤثر بلا شك على قرار القيادة بإنهاء الحرب بأسرع ما يمكن".

ويتابع للجرمق، "إسرائيل تتفاخر بالعدد القليل من القتلى الجنود والضباط وفق إعلاناتها ولكن عندما يزداد العدد كما حدث في جنوب لبنان ستضطر للانسحاب من قطاع غزة كما انسحبت من جنوب لبنان بعد تزايد عدد القتلى من الجنود والضباط، حيث سيؤدي ذلك لتسريع الانسحاب.

التظاهرات قد تشتد في "إسرائيل"

ويضيف المحلل السياسي أليف صباغ أن التظاهرات التي تخرج في الوقت الحالي في الشوارع قد تزداد وتنتشر بشكل أكبر، وقد تتغير الشعارات التي ينادي بها المتظاهرون، فالشعار الأساسي حاليًا هو المطالبة بإعادة الأسرى أحياء فورًا، وهذا يُكتل أهالي الأسرى وعدد كبير من الجمهور بجانبهم، كما أن نسبة لا بأس بها من المتظاهرين لهم خلفية سياسية وأتوا من مظاهرات سابقة خلال السنة الماضية، وهي مظاهرات المعارضة للانقلاب القضائي، وقد تختلط الشعارات التي قد تكون بدافع المعارضة السياسية الداخلية لنتنياهو بمعنى الانقلاب على القضاء، والدافع الآخر هو تحرير الأسرى الإسرائيليين أحياء".

ويردف صباغ للجرمق، "سياسة نتنياهو ليست سياسة دموية تجاه الشعب الفلسطيني فقط ولكن يشعر الجمهور الإسرائيلي المعارض لنتنياهو أن نجاحه في الحرب سيكون كارثة على المعارضة في قضية الانقلاب القضائي حيث سيستمر به إذا نجح بحربه الدموية".

حُلم نتنياهو

ويوضح المحلل السياسي أليف صباغ للجرمق، أن، "نتنياهو يهتم بائتلافه الحكومي فقط، ويهتم أيضًا بأن يحقق الأبعاد الإقليمية لهذه الحرب وهي إزالة العائق الأساسي من طريقه وهي المقاومة الفلسطينية من طريق التطبيع مع السعودية، وطموحه هو جلب السعودية للتطبيع ولو بالقوة".

ويتابع، "هذا ما يريده نتنياهو في الوقت الحاضر وهو مستعد لدفع مئات القتلى من الجنود والضباط  من أجل الوصول لهذا الهدف، فنتنياهو في الوقت الحاضر لديه إشارات كثيرة من الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها بأن السعودية جاهزة للتطبيع حتى قبل الانسحاب وقبل إقامة دولة فلسطينية، فما يسمى العودة لمسيرة السلام سيكون عبر مسيرة تطبيع على حساب الشعب الفلسطيني".

ويتابع للجرمق، أن نتنياهو، "لديه كل المؤشرات أن يكون أكثر عنادًا للوصول لهدفه طالما لم يتغير الموقف العربي ضد نتنياهو سيبقى يحلم بأنه سينتصر وسينجح".

الحرب ربما تستمر أشهر

ويقول المحلل السياسي أليف صباغ إن الحرب قد تستمر أشهر عدة، فنتنياهو لديه عدة مراكة قوة بعضها تراجع والبعض الآخر لم يتراجع".

ويضيف، "القوة العسكرية أثبتت أنها غير قادرة على سحق المقاومة الفلسطينية وفي هذا الأمر يوجد تراجع إسرائيلي، أم القوة الثانية لنتنياهو هي الدعم المطلق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، على الأقل شكليًا، هناك تراجع من الدعم المطلق لنتنياهو وكذلك تراجع الدعم الأوروبي".

ويضيف للجرمق، "الركيزة الثالثة التي يرتكز عليها نتنياهو هي الموقف الفلسطيني غير الموحد، فالسلطة الفلسطينية في رام الله كل ما يهمها هو أموال المقاصة ومستعدة أن تذهب للعالم كله ليس للدفاععن أطفال غزة وإنما للحصول على أموال المقاصة، وهذا مريح لنتنياهو أن يحول الأنظار من المجازر التي يرتكبها إلى أموال المقاصة".

ويقول، "الركيزة الرابعة هي الموقف العربي العاجز عن مواجهة نتنياهو بالذات الدول المطبعة والمرشحة للتطبيع، وطالما هي عاجزة سيبقى نتنياهو يحلم أن حربه حرب يشوع بن نوع وأن حلمه الأكبر تحقيق نبوءة أشعيا بتركيع العالم العربي أمام المقدس الإسرائيلي".

ويضيف صباغ، "ما لم يتغير هذا الموقف العربي، وما لم يتغير الموقف الفلسطيني الرسمي سيبقى نتنياهو على حاله وأمريكيا لن تضغط عليه".

ويختم، "أوروبا لن تضغط على نتنياهو إلا إذا شعرت أن خيوط العلاقة مع العالم العربي بدأت تتقطع والجمهور الاسرائيلي لن يضغط على نتنياهو إلا إذا شعر أن عدد أبنائه القتلى يتزايد والعلاقة مع العالم العربي بدأت تتقطع".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر