حوار خاص.. الضوء الذي كشفته الهبة وتداعياتها


  • الأحد 30 مايو ,2021
حوار خاص.. الضوء الذي كشفته الهبة وتداعياتها
استضافت منصة الجرمق الإخباري الناشط مجد كيّال في حوارٍ خاص أمس حول تداعيات الهبة الأخيرة ودلالاتها، وسبل استثمارها في الأيام القادمة خاصة في ظل قمع السلطات "الإسرائيلية" للفلسطينيين في أراضي الـ48، بالإضافة لمحاولات الأسرلة المستمرة. حوار خاص.. الضوء الذي كشفته الهبة والخيارات السياسية الممكنة "الهبة نقطة مميزة، فتحت كل الاحتمالات الجيدة منها والسيئة، وخلقت لحظة اكتشاف أن هناك مقدرة على الفعل، وإمكانية رؤية مسار سياسي آخر" بهذه النظرة يبدأ الناشط مجد كيال حواره مع الجرمق. ويلفت كيّال إلى أن لحظة اكتشاف إمكانية الفعل، هي بحد ذاتها لحظة ثورية حتى وإن لم تكن مفهومة، أو غير قابلة للتفسير أحيانًأ، وإنما تؤسس لحالة من التكاتف والالتفاف الجماهيري حول الهبة، وهي الهبة التي أجبرت النظام على كشف حقيقته. ويرى كيال أن من الإضاءات في هذه الهبة على سبيل المثال إثبات أن مدينة كحيفا اعتبرها الكثير مكانًا للتعايش تبين أنها قادرة على رفع العلم الفلسطيني والتزّين به كما حدث في يوم الإضراب. وبالإشارة إلى مسببات الهبة والانفجار في أراضي الـ48، يقول كيال، "حماسنا للهبة لم يكن عبثيًا أو لحظيًا وإنما هو نتيجة فعلية للنكبة المستمرة التي نعيشها، في ظل منظومة استعمارية، قائمة بالأساس على تقسيم الشعب الفلسطيني". ويتابع كيّال، "عمليًا هذه المنظومة الاستعمارية جوهرها فقط تعنيف الشعب الفلسطيني وتقطيع أوصاله". ويؤكد كيّال أن ما حدث هو تمرد على النكبة المستمرة التي نتحدث عنها، وتمرد على منظومة التقسيم التي فرضها الاستعمار. دروس انتفاضة 2000 ويؤكد مجد كيّال أن التقسيمات غابت في انتفاضة عام 2000 فيقول، "لم نكن نميّز بين الناصرة وجنين ويافا وحورة..، ورأينا هذه الوحدة في تلك الايام". ويتابع كيّال، "لكن "إسرائيل" بالتعاونت مع قيادات ونخب سياسية فلسطينية استطاعت قمعنا في أراضي الـ48 وقتلنا في الشوارع". ويلفت كيّال إن الانتفاضة الثانية دفعت "إسرائيل" إلى تأسيس مؤسسة أور التي أفرزت نتيجة بضرورة ترميم منظومة القمع، فيقول كيّال، "إسرائيل وجدت أن الفلسطينيين ما زالوا قادرين على التحرك بشكل جماعي، وقررت بهذه اللجنة تفريق الفلسطينيين وتعميق الفجوة بينهم، واتضح "لإسرائيل" حينها أن القمع ليس كافيًا". وأكد كيّال أن عملية تفريق الفلسطينيين تمت عبر مراحل، أهمها بناء منظومة اجتماعية تربي نخب جديدة وتوجه طلبة الجامعات والتعليم إلى مواضيع علمية منفصلة عن الفكر الاجتماعي والتاريخ والعلوم الإنسانية. بالإضافة إلى توجيه سوق العمل الفلسطيني إلى مواضيع منفصلة عن الاجتماعيات. النخب السياسية والأسباب المباشرة للهبة يقول مجد كيّال، "خلال السنوات الماضية خاصة بعد عام 2006 أي في وقت حكومة "أولمرت" صنعت "إسرائيل" مشاريع هائلة لأسرلة الناس وإعادة تعريف النخب السياسية الفلسطينية كسياسة ضمن اللعبة الإسرائيلية". ويقول كيّال، "حاولت النخب السياسية إيصال فكرة أن مشكلة الفلسطيني ليست تاريخية وإنما مشكلة تأثير في الوزارات فقط". ويضيف كيّال،"هذا ما أدى إلى ظهور أيمن عودة ومنصور عباس الذين يعتبرون الفلسطينيين في أراضي الـ48 بنك أصوات للدخول إلى الحكومة". ويؤكد كيّال إلى أن هذه المحاولات باءت بالفشل وظهر هذا الفشل في انفجار الوضع القائم، واتضح لإسرائيل والقيادات أن هذا الوقاع هش واصطناعي وليس له أساس. ويُشير كيّال بالإضافة إلى الأسباب غير المباشرة والتراكمات على مدار سنوات من النكبة المستمرة، إلى الأسباب المباشرة للهبة الأخيرة، والتي تميزت بفئات اجتماعية مختلفة على حد قوله. ويتابع كيال، "اجتمعت عوامل متشابكة بين فئات اجتماعية مختلفة، أهمها الشيخ جراح الذي استطاع اجتذاب الجمهور في أراضي الـ48، واهتم به في البداية فقط الحقوقيون والحراكات الشباب أو المؤسسات الحقوقية". ويضيف كيّال، "الحالة تطورت بعد وضع الحواجز في باب العامود واقتحامات المسجد الأقصى المتكررة، أدى إلى دخول شرائح جديدة وانخراطها في المواجهة". ويتابع كيّال، "العنصر الآخر في الهبة هو هجوم المستوطنين على البلدات المستعمرة أو ما تسمى المختلطة، ما أظهر دافع النخوة بضرورة الدفاع عن البيت والأرض، وهذا ما أدخل فئات لم تنخرط من قبل بالمواجهة". يلفت كيال إلى أن هذه العوامل استطاعت خلق نسيج اجتماعي قادر على المواجهة في الشارع، وبالتالي ضخ مواد إعلامية أعطت الهبة إطار سياسي يُشدد على مسألة الوحدة. ما بعد الهبة..استثمار واستمرار يقول كيال، "لا يكفي أن نخرج في أراضي الـ48 كما خرج أهالي الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، وإنما عندما نخرج للشارع علينا أن نقاتل على الخطاب والرواية ليس فقط أمام "إسرائيل" وإنما أمام قيادات ونخب وجودها الطبقي مرتبط بهذه المنظومة كالأحزاب والكنيست والمحكمة العليا..". ويلفت كيّال إلى قدرة الناس في هذه المرحلة على إثبات وجودها وفرض خطابها السياسي الجديد المؤمن بمسألة الوحدة، وعدم الوقوع في الخطأ كعام 2000. وقارن مجد كيّال بين هذه الهبة وانتفاضة عام 2000، وأكد على أن خطاب الوحدة يستطيع أهالي الـ48 طرحه على وسائل الإعلام في ظل وسائل التواصل الاجتماعي، وليس كما كان عام 2000 عندما كانت تقتصر الاستضافة على السياسيين والقيادات، ومصلحتهم في إخفاء خطاب الوحدة. ويتابع، "يمكن لـ "إسرائيل" ومنظماتها أن تأخذ بزمام الأمور لضخ مئات الملايين لترويض الشعب الفلسطيني وإعادة الفصل عبر تمكين قيادة تقليدية بذات الخطاب القديم، وبالتوازي مع حملة اعتقالات وقمع غير مسبوقة فعلًا من ناحية اتساعها". ولكن يؤكد كيّال أن الوقت والإمكانيات المتاحة تمكّن الفلسطيني من استعادة خسارته الأكبر، وهي قدرته على التحرك السياسي بعدما زرعت فيه "إسرائيل" الخوف وعدم الثقة بنفسه وجيرانه وأصدقائه بإمكانية التحرك سياسيًا والتنظيم وإقامة الفعل الاحتجاجي.
. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر