مؤشرات لتهدئة في الجبهة الجنوبية وللتصعيد في الشمالية


  • الأربعاء 22 نوفمبر ,2023
مؤشرات لتهدئة في الجبهة الجنوبية وللتصعيد في الشمالية
توضيحية

اعلن الجيش الاسرائيلي (21/11) بأنه سيتاح في الايام القادمة عودة السكان النازحين الى المناطق التي تبعد عن قطاع غزة اربعة كيلومترات وأكثر.

صرّح الجيش يوم 20/11 بأنه ستبدأ عملية تحرير جزئي لجنود الاحتياط والبالغ عددهم نحو 360 ألفا وفقا للمصادر الاسرائيلية.

الهدنة لبضعة ايام في اطار صفقة تبادل جزئية للاسرى والمحتجزين تشكل وقفا مؤقتا لاطلاق النار وتشمل ايضا دخول مساعدات انسانية عربية ودولية عن طريق مصر الى غزة بكميات وهي اكبر بكثير مما كان لغاية الان، كما ستتيح دخول الاعلام ونقل صورة الوضع الكارثي في غزة مما سيكون صادما للرأي العام العالمي وسيعزز المظاهرات المناوئة للحرب والمساندة لشعب فلسطين وقوتها الضاغطة على حكوماتها. فيما تكرار الهدنة سيجعل وقف اطلاق النار الشامل أقرب.

فيما لو انجزت الصفقة سيكون من المتوقع ان تتسع المطالبة داخل المجتمع الاسرائيلي بالتوصل الى صفقة اوسع ونحو صفقة شاملة تعني الكل مقابل الكل، حيث سيكون الحديث عن الجنود والضباط الاسرئايليين في غزة مقابل الاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية.

الى حينه قد يحدث تصعيد دموي من قبل وزارة الامن القومي بقيادة بن غفير واجهزتها، تجاه الاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية وذلك تحت مسمى الضغط على حماس.

في هذه الاثناء بات مقترح حزب القوة اليهودية لقانون اعدام الاسرى خلافيا بشكل عميق واول من اعترض عليه كان عائلات المحتجزين والاسرى في غزة، لكونه سوف يكون مردوده كارثيا تجاه المحتجزين والاسرى الاسرائيليين فيما لو اتخذ قرار بالمثل.

يذكر انه يوجد قانون الاعدام في اسرائيل ولم يتم تطبيقه الا مرة واحدة النازي ادولف آيخمان في العام 1962. ويعود رفض الشاباك والمؤسسة الامنية لاستخدام حكم الاعدام، الى اسباب أمنية صرفة ترتد على اسرائيل وكل من يقع من جنودها في الاسر.

في حال انجاز الصفقة من المتوقع ان تكون الجولة القدامة للحرب على غزة اكثر تصعيدا تجاه جنوب القطاع، واكثر تكثيفا اذ ستصبح المهلة الدولية لمواصلة الحرب اقصر. فيما سيتم تبرير التصعيد بأنه "تمت مراعاة الجوانب الانسانية" في الهدنة.

جدير الالتفات الى ان الاكثار من الحديث حول تفاصيل الصفقة التنفيذية والمضمون ليس بالضرورة دقيقا، كما وان هناك تجاهل اسرائيلي اعلامي للدور المصري  الذي سيكون من شبه المستحيل تنفيذ الصفقة من دونه وسيطا وضامنا، قد يعود الامر الى التوتر في العلاقات وقد يكون ناتجا عن اسلوب عمل الطرف المصري.

لغاية الان لا يبدو هناك توافق داخل كابنيت الحرب في هذه المسألة، لكن التقديرات بأن الضغط الشعبي وخاصة حراك عائلات المحتجزين الاسرائيليين واجتماعهم ليلة امس 20/11 مع الكابينيت وكذلك الموقف الامريكي، بدأ يدفع كي تميل الكفة لصالح اعطاء الاولوية لصفقة تبادل حتى ولو مؤقتا.

مقابل كثرة الحديث عن قرب الهدنة، فإن التصعيد على الجبهة الشمالية مع لبنان يصل الى درجة جديدة،  مما من شأنه ان يزيد من وتيرة الاستهداف المتبادل لكن قد يدحرج الامور نحو توسيع نطاقه بشكل جوهري رغم استبعاد الحرب الشاملة.

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر