بينما الأعين نحو غزة، مخطط معازل سموتريتش والضم في الضفة الغربية

في رسالته المؤرخ


  • الثلاثاء 7 نوفمبر ,2023
بينما الأعين نحو غزة، مخطط  معازل سموتريتش والضم في الضفة الغربية
سموتريتش

في رسالته المؤرخة في الخامس من تشرين ثان/نوفمبر الجاري الى كل من رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الامن غالنت، يطالب وزير المالية والوزير في وزارة الامن سموتريتش "باجراء تغيير جوهري وفوري في السياسة تجاه الضفة الغربية تقوم على اقامة معازل مطهّرة" من أي حضور فلسطيني حول المستوطنات وبمحاذاة محاور السير، وتشمل أراضي الفلسطينيين المشجّرة بالزيتون ومنعهم من جني موسم الزيتون.  "لن أقبل باراقة دم إضافية ناتجة عن اصرارهم على عدم عدم تغيير النظرة المشوهة ولكونكم لم تذوّتوا دروس احداث عيد "سمحات توراة" وخطر انتقالها الى يهودا والسامرة" أضاف "لا تزال قيادة المنطقة الوسطى في الجيش تتجاهل طلباتي منذ 3 أسابيع ولا يزال رصد قوات كبيرة لتوفير امكانية قطف الزيتون [من قبل الفلسطينيين] ويختم سموترييتش رسالته "لا يمكنكم التذمر من النقص في القوات العسكرية، وتطالبونني يتحويل الاموال الى سلطة الارهاب الفلسطينية بذريعة منع التدهور الوضع مما يتطلب قوات كثيرة، وعندها سنضطر إلى هدر كبير في القوات"

قراءة:

في خطوطها العريضة ووفقاً للاتفاقات الائتلافية مع الصهيونية الدينية ضمّنت الحكومة الحالية بندا يقضي باصدار الاوامر الى وزارة الأمن "بوضع مخطط غرس أشجار الزيتون في المناطق المصنفة أ في يهودا والسامرة". وما يطالب به سموتريتش هو فعليا بنية متقدمة في سياسة التطهير العرقي تقوم على القضاء على موسم الزيتون الفلسطيني وإلى القضاء على اي ارتباط للفلسطينيين بأراضيهم، واحتلال الرواية القائمة على رمزية الزيتون في خطاب الصمود وتحويلها الى رواية يهودية من خلال غرس ملايين أشجار الزيتون في المناطق المصنفة (أ) كما ويعني استدامة الاحتلال وتحوله الى ضم كامل للضفة الغربية. وهو قانونيا يتطابق مع تصريح بن غفير قبل بضعة اشهر بأن "حق اليهود [المستوطنين] بالتواجد يتفوق على حق الفلسطينيين بالحركة.

بينما أعين العالم مشدودة نحو الكارثة الانسانية الكبرى في غزة بعد اعلان الحرب الاسرائيلية، فإن تيار الصهيونية الدينية يجد بالحرب فرصته لإشعال الأوضاع في الضفة الغربية ولمشروع الحسم القاضي بفرض نزوح سكاني لاهالي الضفة الغربية إلى الأردن وضم كل المنطقة ضمن الحدود التوراتية لاسرائيل.

يتزامن مشروع الوزير المذكور مع التصعيد الاسرائيلي الممنهج على كل مدن ومخيمات الضفة الغربية وهو عدوان يقوم به طرفان؛ الجيش من ناحية وعصابات المستوطنين الارهابية مثل "تدفيع الثمن" و"فتيان التلال". وهو عدوان يتصاعد مع كل حديث عن ضرورة حل القضية الفلسطينية بعد انتهاء الحرب على غزة وعودة المطالبة الدولية بدولة فلسطينية.

في عقيدته والتي أطلق عليها "خطة الحسم" والتي جرى انتخابه على أساسها، يرى سموتريتش أن حالة الحرب خاصة الاقليمية، هي اللحظة الأفضل لترويع الفلسطينيين في الضفة وطردهم بعد وضعهم أمام خيار واحد ممكن إلا وهو النزوح. الا ان هذه الفكرة ليست بجديدة بل تعود مباشرة الى ما بعد العام 1948 حين اعتبرت قيادة الدولة انها بقاء ما يقارب من 160 ألف فلسطيني في حدود دولة اسرائيل هو خطأ تاريخي وينبغي تصحيحه باستغلال أول حالة حرب لطردهم، وكانت الفرصة عام 1956 في 29 أكتوبر خلال العدوان الثلاثي (اسرائيل ،بريطانيا وفرنسا) على مصر، وارتكاب مجزرة كفر قاسم في الاثناء، الا ان الناس لم تترك ولم ترحل رغم هول المجزرة التي حصدت ارواح 49 من ابناء البلدة ووضعت حدا لمشروع التهجير آنذاك. لتعود الصهيونية الدينية اليوم الى تبني الفكرة. العدوان الاحتلالي الحالي على الضفة الغربية وحصريا منذ السابع من أكتوبر، وما حدث في مخيم جنين قبل أيام من تدمير بنيته بالكامل للمرة الثانية خلال أشهر، يشكل بنية متقدمة نحو التطهير العرقي والطرد.

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر