مراقب "الدولة" الإسرائيلي يُصرح: "الواقع الأمني في الشمال مقلق"..فهل تندلع حرب بين "إسرائيل" ولبنان؟ محللون يجيبون


  • الخميس 13 يوليو ,2023
مراقب "الدولة" الإسرائيلي يُصرح: "الواقع الأمني في الشمال مقلق"..فهل تندلع حرب بين "إسرائيل" ولبنان؟ محللون يجيبون
الحدود اللبنانية

صرح مراقب "الدولة" الإسرائيلي متنياهو أنغلمان في أعقاب جولة تفقدية أجراها في مواقع للجيش الإسرائيلي قرب الحدود اللبنانية وقرب مزارع شبعا المحتلة التي يتواجد بها مسلحون من حزب الله بأن "الواقع الأمني في الشمال مقلق، والجيش مستعد لأي سيناريو".

والتقى أنغلمان بحسب موقع "واينت" العبري خلال الجولة مع ضباط إسرائيليين كبار، وكذلك مع جنود من دون تواجد الضباط، حيث قام بجولة قرب موقع حزب الله، وركزت مراقبته على أهلية وجهوزية القوات الإسرائيلية في هذه المنطقة ولاحتمال اشتعالها. 

وكشف موقع "واينت" العبري عن وجود تخوف أمريكي من تصعيد محتمل على الجبهة الشمالية، حيث قال، إن، "الإدارة الأميركية تعمل من وراء الكواليس من أجل خفض مستوى التوتر بين إسرائيل وحزب الله".

ويأتي هذا التخوف بسبب تصاعد التوتر على الجبهة الشمالية بعد إقامة مقاتلو حزب الله خيمتين في مزارع شبعا المحتلة وفي موقع يبعد 50 مترًا إلى الجنوب من الخط الأزرق الذي رسمته الأمم المتحدة في أعقاب الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000.

هل تندلع حرب على الجبهة الشمالية؟

يرى محللون سياسيون أن احتمالية اندلاع حرب عسكرية فعلية على الجبهة الشمالية مع حزب الله ضئيلة ولكنها ليست مستحيلة، حيث يقول الكاتب والمحلل السياسي أمير مخول، "من الصعب أن يكون هناك تصعيد حربي فعلي بمفهوم الحرب على الحدود مع لبنان، لأنه لا يوجد أي طرف يستطيع تحمّل النتائج ولكن في المقابل إن ما يزعج إسرائيل أكثر من الخيمتين في مزارع شبعا هو تآكل الردع الاستراتيجي في المنطقة وليس مسألة الخيمتين فهما فقط إحدى التعبيرات عن تآكل الردع ليس إلا، فعملية مجدو قبل عدة أشهر كانت أخطر من قضية الخيمتين".

ويتابع مخول في حديث للجرمق، "التصعيد واضح والجهوزية واضحة، ولكن بداية التوتر كانت عندما شرعت إسرائيل بتغيير مسار ترسيم الحدود بمنطقة الغجر بمزارع شبعا وهنا كانت البداية فلم تبدأ الضية عند نصب الخيمتين، وإنما هذه رواية تحاول ترويجها إسرائيل بأن نصب الخيمتين في مزارع شبعا هي المشكلة، ولكن المشكلة الحقيقية هي أن إسرائيل دولة احتلال موجودة في أرض لبنانية".

ويقول مخول للجرمق، "خطاب حسن نصرالله أظهر أن التوجه نحو التصعيد العسكري لا يبدوواردًا، وما قد يؤدي لتصعيد عسكري هو تراكم الأخطاء أو وقوع أحداث غير محسوبة هنا وهناك قد تؤدي لصدام مسلح".

ويضيف مخول، "لا أعتقد أن الصدام قد يتطور لحرب كحرب عام 2006، فهذا يؤدي لاستهداف إسرائيل بالكامل وليعرضها للدمار، وأنا لا أرى التصعيد بهذا الشكل".

ويقول للجرمق، "ما يحدث الآن هو نوع من شد الحبل ولكنه قابل للقطع، ولكن هناك أهمية لعدم قطعه بالمفهوم الاستعاري، فلا يوجد من يستطيع تحمل أوزار حرب فعلية من الطرفين، ولكن هذا الصدام قد يحدث في حال حاولت إسرائيل إخراج الخيمتين بالقوة، فمن الممكن أن تحدث مواجهة وقد تكون كبيرة، ولكن بحسب تقديرات الأمن القومي الإسرائيلي فإن إسرائيل غير معنية في حدوث حرب ولبنان أيضًا غير معنية بمواجهة عسكرية".

معادلة جديدة

وبدوره، يقول الصحفي والمحلل السياسي سليمان أبو أرشيد في حديث للجرمق، "مسألة الخيمتين في مزارع شبعا ليست بجديدة، وإنما يُشار إليها إسرائيليًا حيث يتم اتهام الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية بأنها تخشى إزالة هذه الخيام خوفًا من وقوع صدام مع حزب الله، المعروف بأنه بعكس القوى الفصائلية والكيانات السياسية الأخرى في المنطقة، فالحزب نجح بفرض معادلة ردع بينه وبين إسرائيلة بواسطة حق الرد".

ويتابع أبو أرشيد للجرمق، "حزب الله كان يرد على أي عمل عدائي كانت تقوم به إسرائيل بالمثل، واستطاع خلق توازن عسكري معين بين الطرفين، وإسرائيل تعلم أن أي عمل تقوم به تجاه حزب الله سيقابل بالرد بالمثل، ولذلك منذ أكثر من شهر تم الكشف عن الخيمتين التي تقعان في مزارع شبعا رغم ادعاءات إسرائيل بحسب ترسيم الحدود بأن الأرض المقامة عليها الخيام أرض إسرائيلية ولكن الحق اللبناني واضح والحزب يعتقد أن له حق في إقامة مواقع في الأراضي اللبنانية هذه".

ويقول للجرمق، "الجيش الإسرائيلي يتعرض للانتقاد داخليًا، ومراقب الدولة يخشى من وقوع مواجهة مع حزب الله في هذا الصدد، ولذلك لم تفعل إسرائيل شيئًا طوال أكثر من شهر، سوى التوجه للأمم المتحدة والمؤسسات الدولية للاستعانة بها لإقناع حزب الله إقامة الخيام، وهنا نرى معادلة مقلوبة فدائمًا من كان يتجه للأطراف الدولية هو الطرف العربي الفلسطيني ولكن في هذا المقام إسرائيل هي من توجه وهذا جزء من النموذج الأكبر الذي فرضه حزب الله في المنطقة أمام إسرائيل، بأن القوة تقابل بالقوة وليس بالاستجداء والتنازلات".

هل تتشابه الجبهات الأردنية والمصرية مع اللبنانية؟

في الوقت الذي يزداد التوتر فيه على الجبهة الشمالية بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، يزداد قلق المستوطنون الإسرائيليون على الحدود الأردنية من تكرار عملية الجندي المصري محمد صلاح الذي قتل قبل نحو شهرين عدد من الجنود الإسرائيليين قرب الحدود المصرية".

ولهذا، يُقارن محللون سياسيون بين الجبهات المتعددة مع "إسرائيل"، لافتين إلى أن التشابه بين الجبهة اللبنانية والجبهات الأخرى سواء المصرية أو الأردنية وحتى السورية معدوم بسبب وجود اتفاقيات سلام بين مصر والأردن من جهة وإسرائيل من جهة أخرى.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي أمير مخول للجرمق، "الوضع قرب الحدود الأردنية هو ذات الوضع قرب الحدود المصرية، وضعان يحكمهما سيادة دولة وأمن قومي، فهذه الدولة لن تسمح بأن تحدث عمليات على حدودها، فمثلًا الموقف الأردني يرى أن مصلحة الأمن القومي الأردني عدم وجود حدود مشتعلة وبالمقابل إسرائيل لديها مخططات بشأن الأردن منها مخطط الوطن البديل وتهجير الفلسطينيين للأردن وتغيير الطابع السكاني، ولكن الأردن كدولة لها حساسيتها بهذا الشأن ولا يوجد أساس فعلي أو جدي لاشتعال جبهة جديدة مع إسرائيل".

ويردف عبر الجرمق، "الحدود الشمالية مختلفة عن الحدود المصرية والأردنية، لأن الأخيرتين تحكمهما اتفاقيات سلام وهما اتفاقية كامب ديفيد ووادي عربة، وهما دولتان سياديتان ليس لديهما مصلحة من حدوث عمليات، وكل حدث يقع في المناطق الحدودية المصرية أو الأردنية عمل فردي ولا ينم عن بدء مرحلة جديدة".

ومن جهته، يقول المحلل السياسي والصحفي سليمان أبو أرشيد، "من الواضح أن الجبهة المصرية والأردنية وحتى السورية هادئة، إلا أن الجبهة السورية هادئة من الطرف السوري فقط أما إسرائيليًا فهناك يوميًا استهداف لمواقع في سوريا".

ويتابع للجرمق، "بالنسبة للجبهتين الأردنية والمصرية، فهناك معاهدات سلام بين مصر وإسرائيل، وبين الأردن وإسرائيل، ولكن يحدث بين الفينة والأخرى عمليات على هذه الجبهات، كالعملية التي قتل بها عدد من المستوطِنات قرب الحدود الأردنية، وعملية الجندي المصري محمد صلاح قبل أشهر، ولكن في ذات الوقت لا يوجد تشابه بين هذه الجبهات مع الجبهة الشمالية وذلك لأنها جبهة مشتعلة حتى لو كانت مع وقف التنفيذ وقابلة للانفجار في أي لحظة لأن حزب الله يفرض قواعد لعبة جديدة مع إسرائيل، واستطاع أن يفرض توازنًا معينًا في المنطقة".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر