لجنة المبادرة الوطنية لمؤازرة مخيم جنين
أمضينا طوال النهار من يوم ا

أمضينا طوال النهار من يوم الجمعة 7 تموز في مخيم جنين، وذلك ضمن مبادرة لعدد من المحامين والمهندسين والمهتمين من الداخل الفلسطيني وذلك لمعاينة الاوضاع والاحتياجات عن قرب، والالتقاء بلجنة خدمات المخيم برئاسة الأسير المحرر والمناضل محمد الصباغ واعضاء الهيئة، وكذلك بجولات ميدانية في انحاء المخيم للوقوف عن كثب على ما تركته آلة العدوان الاسرائيلي من دمار هائل وبروح انتقامية لم يسلم منها لا الحجر ولا البشر ولا البنى التحية.
تأكد الوفد والذي بلغ عدده حوالي العشرين من أنه الى جانب الدمار الهائل وسقوط الشهداء والجرحى والاعتقالات الواسعة وترويع الناس وطردهم من منازلهم، بأن معنويات الناس هي التي انتصرت وهناك اجماع عفوي شامل لدى الاهل في المخيم بشعورهم بالانتصار معنويا وبأن الحاضنة الشعبية منعت جيش الاحتلال من النيل من ابناء المخيم.
حمل أعضاء الوفد عددا من الرسائل بتأكيدهم أنهم ليسوا وفدا تضامنيا وانما اصحاب شأن يتقاسمون الهمّ الفلسطيني مع سكان المخيم، كما وأشاروا إلى أثر الصمود الجبار للأهل في المخيم وأثره على تعزيز روح الصمود والكفاح لدى كل شعب فلسطين، كما وناشدوا بالضرورة القصوى والمسؤولية الكبرى للوحدة الوطنية ووحدة الإرادة التي يسعى الاحتلال الى النيل منها بهدف تنفيذ مخططاته. كما أكد الحضور على اهمية الحفاظ على الدور المحوري لوكالة غوث اللاجئين الاونروا والتي تواجه مؤامرة ومساعي احتلالية ودولية الى انهاء دورها ضمن المساعي العدوانية الى القضاء على حق العودة للاجئين الفلسطينيين سواء إلى الوطن ام الى بلداتهم وممتلكاتهم التي تم تهجيرهم منها.
حمل أعضاء الوفد عددا من المقترحات ومنها الإسهام في توثيق قانوني للجرائم الاسرائيلية لتشكل أساس لاحقا لأية دعاوى دولية او محلية، وكذلك الاسهام في تحديد احتياجات اعادة البناء الى جانب الاونروا ومنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، والى جانب المؤسسات الخيرية والحقوقية الفلسطينية لضمان تكامل الأدوار.
فيما يتعلق باحتياجات المخيم فهي مدارة بشكل جيد من قبل لجنة المخيم وبالتعاون مع م ت ف والسلطة الفلسطينية، سواء في حصر الأضرار ومعاينتها ام بخصوص جهود الترميم السريع للبنية التحتية وخاصة شبكة المياه والكهرباء. هناك عمل فيه الكثير من الاستفادة من تجارب ما بعد اجتياح2002، كما وتقوم مؤسسة الحق ودوائر م ت ف والسلطة بجمع افادات عالية الدقة من الناس، وذلك لتكون مناسبة لتفعيل المحكمة الدولية ومحاكم وطنية في عدد من الدول، وبالتعاون مع مجلس حقوق الإنسان والمقررين الخاصين في الامم المتحدة ومقابل محكمة الجنايات الدولية.
من جهتها أكدت لجنة خدمات المخيم وهي بمثابة سلطة بلدية يتم اعتمادها في مخيمات اللاجئين بأنها وضعت عددا من الأولويات:
1. في إيجاد حلول سكنية لسكان المخيم الذي طردهم الاحتلال وجرى تدمير بيوتهم بحيث لم تعد صالحة للسكنى، واعادة بناء البنية التحتية لتوفير الطرقات والمياه والكهرباء، وهو ما يقومون به على مدار الساعة وقد تم انجاز الكثير.
2. الحاجة الملحة هي تزويد معظم البيوت بخزانات مياه بدل التي قنصتها قوات الاحتلال وهي الغالبية العظمي من الأسطح بحيث تصل كلفة كل خزان الى 450 شيكل. وسيجري التعاقد مباشرة من قبل لجان الاغاثة في ال48 مع المصنع التي ينتجها في الضفة الغربية وتزويد المخيم بها بالتنسيق مع لجنة المخيم ومن خلالها.
3. تم الاتفاق على ان يسعى الوفد كما وفود اخرى الى تحفيز الزيارات الشعبية الاهلية والسياسية للمخيم وبشكل حصري الى تحفيز مجموعات متخصصة بالصحة العامة والجسدية والنفسية للقدوم الى المخيم للتشاور في كيفية اسهامها الى جانب الاونروا وخدمات المخيم وفقاً للحاجة وبالتسيق مع لجنة خدمات المخيم.
4. اتفق على آلية متابعة وتنسيق بين الوفد ولجنة خدمات المخيم وتوسيع الإطار ليشمل اجتهادات ومبادرات متنوعة، ومتابعة المستجدات بحيث تتغير الأولويات وفقا لها.
سياسيا حمل المشاركون في الوفد عددا من الرسائل وتباحثوا فيها مع لجنة المخيم وفي مقدمتها
1. ان معركة المخيم لم تنته كما معركة كل شعبنا ضد الاحتلال والتهويد واعادة الاستيطان، وحصريا في شمال الضفة الغربية وأولوية مشروع الضم لدى حكومة نتنياهو سموتريتش، والتي ترى بوجود مقاومة للاحتلال تتسع قاعدتها وكذلك حاضنتها الشعبية بمثابة خطر يتهدد مجمل المشروع الاستيطاني الاحتلالي. وأهمية عدم الركون بتاتا الى ان العدوان قد انتهى.
2. الحذر ثم الحذر ثم الحذر من السماح بأية فسحة للاقتتال الداخلي، والتأكيد ان كل شعبنا مستهدف في العدوان بما فيه م ت ف والسلطة والفصائل والهيئات واللاجئين حصريا. بينما طمأن الاخوة في لجنة المخيم كما السكان الذين التقاهم الوفد في جولته الميدانية بأن المخيم موحد في منع اي اقتتال داخلي يقود الى تحقيق اهداف الاحتلال، مصممين على ان المعركة الاولى والاخيرة هي مع الاحتلال ومن اجل التحرر وفي أساسها تعزيز صمود الشعب الفسلطيني في كل موقع.
نداء:
إن حجم الدمار الهائل في البنية التحيتة والممتلكات الخاصىة والعامة بالإضافة إلى تداعيات ذلك على أُسر الشهداء والجرحى والمعتقلين، وعلى الاطفال والعائلات ضحايا الطرد الجماعي واستخدام الكلاب الشرسة واطلاق النار عليهم لإخراجهم من بيوتهم وكذلك امتهان البيوت وحدوث أعمال نهب من قبل الاحتلال، وتحويل البيوت الى سراديب وخنادق للجيش المحتل هي مشاهد رهيبة وآثارها لا تقل رهبه.
لقد صمد مخيم جنين ومعنويات الاهل فيه تعانق السماء، وفي الوقت ذاته فإن صرخة المعاناة والدمار والضحايا تتطلب قيام العديد من المبادرات الشعبية الفردية والجماعية والمؤسساتية للقدوم الى المخيم والوقف على اثر العدوان وعلى الاحتياجات وعلى نداء الواجب.
تم الاتفاق علي لجنة مؤقتة لمتابعة العمل مع رئيس واعضاء لجنة خدمات المخيم على أن تكون مفتوحة لكل المعنيين والمعنيات بالاسهام.