العدوان المتعثر على جنين

- نجحت المقاومة في جنين تفكيك أسلوب عمل جيش الاحتلال ومكائده وقدرته على السيطرة على عنصر المفاجأة والمباغتة.
- أعادت الاعتبار للمحاذير بما فيها التوقف عن استخدام أجهزة الهواتف الخليوية والتواصل بأسلوب لم تستطع الاستخبارات الاسرائيلية تعقّبه. كما أخفقت في تحقيق هدفها الذي أتت من اجله.
- أن المباغتة التي أعدت لها دولة الاحتلال باتت مباغتة فلسطينية لها بخلايا صغيرة ومتحركة وباستخدام استحداثات في التناسق بين إطلاق النار وبين العبوات وإدارتها بشكل فعال، إضافة إلى تلميحات إسرائيلية منذ عدة اسابيع وتكررت اليوم بتطوير أنواع معينة من الصواريخ في شمال الضفة الغربية.
- إصابة ما سبعة جنود الاحتلال حسبما رشح لحد الآن ونتيجة كمين مسلح بالرشاشات والعبوات، هو ثمن كبير في اعتبارات الاحتلال، ويوحي للجيش وكذلك للمستوطنين إلى أن ما اعتبره الإسرائيليون "نزهة" لم يعد كذلك بل بات عبوات واستهداف مخطط له وليس عفويا بالضرورة.
المحاذير والتوقعات:
• ارتفعت أصوات تدعو إلى حصار جنين وبترها عن الضفة ودخول الجيش إليها، إلا أن مثل هذا الأمر يحتاج إلى تحضير أكبر وكذلك إلى الأخذ بالحسبان لخسائر في جيش الاحتلال. وعليه فان هذه الدعوات مصحوبة باجتياح بالمجنزرات والآليات الثقيلة كما حدث في اجتياح مخيم جنين 2002.
• التقديرات أن يؤدي بتر جنين عن الضفة واجتياحها ولو بعض أطرافها إلى مأساة إنسانية للسكان والمنطقة المحيطة، وكذلك إلى توسع حالة المقاومة إلى أنحاء مختلفة من الضفة الغربية، وهذا نقيض ما تصبو إليه المؤسسة الأمنية لدولة الاحتلال.
• متغير يمكن أن يؤثر في طبيعة القرار الإسرائيلي ويتمثل في قرار إدارة بايدن تأجيل منتدى النقب الدوري المزمع انعقاده في المغرب واتهامها المباشر لحكومة نتنياهو بأنها تخالف مخرجات اجتماعي العقبة وشرم الشيخ، خاصة في موضوع الاستيطان، ذلك يضعف الموقف الاسرائيلي دوليا.
• باتت إسرائيل في حالة لا يعطيها تفوقها العسكري التكنولوجي الهائل أية ضمانات للسيطرة على شعب فلسطين ولا ضمان أمنها وأمن جنودها ومستوطنيها. بل عادت لتتورط باحتلالها خاصة وأنها لا تملك أية استراتيجية للتعامل مع شعب فلسطين بملايينه السبعة سوى القوة والاجتياح والعدوان المتكرر على شعب أعزل في نهاية المطاف. وحتى في هذه المعادلة فإنها لا تحقق مبتغاها بل تخفق.
الخلاصة
قد يكون من المبكر الخروج بخلاصات سياسية، لكن من الواضح أن حدث اليوم سيكون بمثابة عامل ردع إضافي لدولة الاحتلال من أية امكانية لاجتياح غزة كما تهدد، ولا لحرب مفتوحة على الجبهة الشمالية، ف " فائض القوة" والتفوق ، قد يصبح عبئأ على تحقيق أهداف استراتيجية تهرب فيها إسرائيل نحو المزيد من العدوان والقوة، بدلا من السعي بأي شكل لحل عادل مع الفلسطينيين.