احتلال 1967 هو مصدر كل المصائب... لكن بعد احتلال 1948

عدوان حزيران 1967 والذي تطل


  • الاثنين 5 يونيو ,2023
احتلال 1967 هو مصدر كل المصائب... لكن بعد احتلال 1948
النكسة

عدوان حزيران 1967 والذي تطلق عليه اسرائيل تبجّحاً حرب الأيام الستة ويطلق عليه العرب النكسة، هو الاحتلال الثاني الرئيسي بعد احتلال العام 1948 والتطهير العرقي والطرد الجماعي والاقتلاع ونهب غالبية الوطن لتقام عليه دولة إسرائيل.

احتلال العام 1967 هو استكمال للاحتلال الاول وفيه سيطرت اسرائيل على كل فلسطين التاريخية بعد احتلالها لكلٍّ من الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة والقيام بالتطهير العرقي وطرد السكان، بالاضافة الى احتلال شبه جزيرة سيناء المصرية وصولا إلى قناة السويس والجولان السوري وصولا إلى القنيطرة وتطهير عرقي لاكثر من ثلاثين بلدة وقرية.

كلا الاحتلالين يتسمان بالجوهر الاستعماري الاستيطاني التهويدي، كلاهما شهد تطهيرا عرقيا وتشريد واقتلاع بلدات بكاملها.

هناك اكثر من حالة اضطرت فيها دولة الاحتلال الى الانسحاب والى هدم مستوطناتها من بلدات ومدن، هكذا جرى مع مستوطنات سيناء وحصريا مدينة ياميت، وهكذا حدث في جنوب لبنان بعد احتلال دام عقدين، وكذا الامر مع غزة حين انسحبت وهدمت كل مستوطناتها ونقلت سكانها بالاساس الى المدن الساحلية، وكذا الامر في شمال الضفة الغربية ضمن خطة فك الارتباط. إنها دلالات بأن الاحتلال والاستيطان ليسا قضاء وقدراً، وإنها دلالات بأن الاحتلال والاستيطان ليسا قضاء وقدراً، ونما بالامكان انسحاب المحتل حين يضطر الى ذلك، والامثلة كثيرة عالميا من الجزائر حين انسحب الفرنسيون المستعمرون ومستوطنيهم وهكذا في فيتنام والقائمة طويلة.

ليس من الدقة التاريخية ولا السياسية عزو كل الخطايا ومصادر الفاشية الى احتلال 1967، بل كلها مظاهر بدأت قبله والكثير منها تم استنساخه بعد العام 1967، بما فيه وظيفة العصابات الارهابية الاستيطانية التي خدمت اهداف الدولة وغايات حكوماتها المتعاقبة الرافضة لعودة اللاجئين وللانسحاب ولتقرير المصير لشعب فلسطين. وهذه حقائق ليست منوطة بتأييد حل الدولتين او حل الدولة او أي حل كان، بل لفهم المشروع الصهيوني الاستعماري الاستيطاني في فلسطين. ومن الصحيح استخدام هذه المحاججات للتخلص من احتلال 1967  ومشروعه الاستيطاني العدواني المتواصل. ومن الصحيح ادراك ان معركة التحرر الوطني الفلسطيني تخضع لمعادلات القوة ومتغيراتها ولا يكفي الحق بذاته.

يبقى الشعار والمطلب باسقاط الاحتلال ومشروعه الاستيطاني وعصاباته في الضفة والقدس والجولان شعارا صحيحا وسليما وجديرا، ففيه مركبات جوهرية في تفكيك المشروع الاستعماري الاستيطاني، وفيه تعزيز للكيانية الفلسطينية التحررية والسيادية.

في ذكرى الاحتلال المستدام لا بد من كلمة تقدير كبرى لشعب فلسطين وكلمة تقدير مثلها الى كل انصاره ونصيراته في حركات التضامن في كافة انحاء العالم بمن فيهم المناهضين الحقيقيين للاحتلال في اسرائيل والذين يرون بحماية شعب فلسطين وفي حرية فلسطين جزءا من مسؤوليتهم وجزءا من حريتهم الانسانية الساعية نحو غد أفضل.

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر