الحركة الطلابية الفلسطينية في الجامعات الإسرائيلية..تحديات وطرق مجابهة


  • الجمعة 28 أبريل ,2023
الحركة الطلابية الفلسطينية في الجامعات الإسرائيلية..تحديات وطرق مجابهة
أرشيفية

الحركة الطلابية الفلسطينية في الجامعات الإسرائيلية بأراضي48 تخوض صراعات مختلفة على كافة الأصعدة، لا سيما على الصعيدين الوطني والسياسي، ومن أبرز الصراعات التي تواجه الطلبة الفلسطينيين والحركة الطلابية الفلسطينية في الجامعات الإسرائيلية هي صراع الوجود وصراع الحفاظ على الهوية الوطنية، مقابل محاولات دحرها وإلغائها من قبل المجموعات الطلابية الإسرائيلية أولُا وإدارات الجامعات ثانيًا.

وحول هذا الأمر، حاور فريق بودكاست "يلا نحكي" الذي يُبث عبر منصات الجرمق الإخباري سعاد أبو صالح عضو شبيبة أبناء البلد والطالبة في جامعة حيفا، والتي تحدثت عن دور الحركة الطلابية الفلسطينية في الجامعات الإسرائيلية وعن أبرز التحديات التي تواجهها.

وتقول أبو صالح للجرمق، "الأطر والحراكات بشكل عام يتم إنشاؤها بعد حدوث حدث معين، لمجابهة هذا الحدث، والحراك بشكل عام يقوم بمحاربة ظاهرة نشأت في المجتمع".

وتتابع أبو صالح، "الحراكات الطلابية الفلسطينية في الجامعات الإسرائيلية أنشئت لهدف واضح وهو خلق بيئة مناسبة وآمنة للطلاب العرب بعدما أدركوا أن الجامعات الإسرائيلية تمثل العنصرية، فالحراكات وجدت لتخفف من حدة العنصرية وتقوي تكتل الطلاب الفلسطيني مع بعضهم البعض".

وتضيف أبو صالح في حديثها للجرمق، "الحراكات لها أسباب متعددة، منها أسباب مجتمعية، ومنها أسباب حزبية، وهناك حراكات سياسية بحتة، أما عن الحراكات المجتمعية فمثلًا في جامعة حيفا، أثبت هذا النوع وجوده في كل المناسبات واستطاعت خلق جو صحي وجيد وكانت في كثير من اللحظات جسمًا يمثل الطلبة العرب أمام إداراتهم، بينما أخفقت الحراكات السياسية، في أماكن معينة ونجحت في أماكن أخرى".

وتوضح أبو صالح أن، "تراجع الحراكات الحزبية يعود لتراجع الأحزاب، فالحراك الحزبي يتبنى جميع مبادئ حزبه، وأي حراك ينشق عن حزب معين، سيكون ممثلًا لهذا الحزب، وبطبيعة الحال إذا تراجع الحزب سيتراجع الحراك".

وتقول، "في لحظة من اللحظات تراجعت الحراكات المحزبة في الجامعات بينما بقيت الحراكات المجتمعية تعمل بشكل مستمر، ولذلك يجب التركيز على هذه النقطة أن الحراكات الطلابية هي حراكات شبابية مباركة، وحتى لو كان الطالب محزب، وعمل في حراك غير حزبي يجب أن يعمل على الفصل بين حزبه وبين الحراك، لأنه عمل في مكان عظيم وسامي".

وتردف أبو صالح في حديثها عبر بودكاست "يلا نحكي" حول استمرارية عمل الحراكات الطلابية في الجامعات الإسرائيلية، فتقول، "مثلًا في جامعة حيفا، لا يوجد عمل مستمر على مدار العام، وبسبب ذلك أخفقت الحراكات وتحديدًا الحزبية، التي تنشط في مناسبات تخص حزبها فقط".

وتقول للجرمق، "مثلًا في الانتخابات الأخيرة بشهر نوفمبر/تشرين ثاني 2022، كان عمل الحراكات في الجامعة مستمر قبل الانتخابات بشكل كبير، من تنظيم أمسيات وفعاليات، ويعود ذلك للانتخابات، ولكن هذا العمل اختفى، فالانتخابات جرت يوم الثلاثاء، وانتهت يوم الأربعاء، وفي يوم الخميس بعد الانتخابات لم نر أي حراك وأي عمل في الجامعة (جامعة حيفا)".

وتضيف أبو صالح للجرمق، "الحراكات المجتمعية تظهر مع حدوث حدث معين، وتنتهي مع انتهاء هذه الآفة".

وتتابع، "الحراكات المحزبة والمجتمعية تنشط في المناسبات الوطنية، مثلًا يوم النكبة، أو هبة أكتوبر، في هذه المناسبات تنشط الحراكات المجتمعية والحزبية بشكل كبير، وحتى الحراكات الت وجدت لتساعد الطلبة في المواد التعليمية، الحراكات تتوحد خلال المناسبات الوطنية".

وتقول أبو صالح حول الاختلاف الصحي بين الحراكات الطلابية المحزبة وغير المحزبة، أنه "لو كان هذا الاختلاف صحي وبطريقة ناجحة لكان جيدًا، ولكن عندما يتحول الاختلاف إلى مناكفات بين الطلبة والحراكات، يخلق هذا الأمر جوًا غير لطيف وعنيف، فالجامعة كالمجتمع هناك الجيد وهناك السيء، وعندما ترتفع حدة المناكفات ترتفع حدة التوتر في مجتمع الجامعة، الاختلاف مطلوب ولكن عندما يتم عبره شرعنة التهجم على الآخرين، حتى وإن كان كلاميًا أو جسديًا، يصبح غير صحي ويجب أن يتوقف".

أبرز التحديات التي تواجه الحركة الطلابية الفلسطينية

وتحدثت بانا حج يحيى عضو جفرا -التجمع الطلابي في الشيخ مونس- حول أبرز التحديات التي تواجه الطلبة الفلسطينيين في الجامعات الإسرائيلية، وتقول، "التحديات عديدة ولكن هناك تحدي مجابهة السياسات العنصرية ومخططات المؤسسة الإسرائيلية التي تحاول تجريم العمل السياسي الفلسطيني في الداخل، وبالذات العمل الطلابي، فقد أصبحنا نرى هذا الأمر بشكل قانوني، وطبيعي ورسمي وتشريعي، ولم يعد يقتصر فقط على التهديد أو أن تكون ظاهرة عابرة فقط، اليوم يتم تشريعها قانونيًا، وهذا ليس غريب على المؤسسة الإسرائيلية التي تنزعج من الطلبة الفلسطينيين داخل الجامعات الإسرائيلية، التي  ترفض دائمًا -الحركة الطلابية الفلسطينية- الانشغال عن قضايا رفع شعبها السياسية والاجتماعية عبر حصر تجربتها الأكاديمية بتحصيل شهادة جامعية الانخراط في سوق العمل".

وتقول للجرمق، "التهديدات للطلبة الفلسطينيين واضحة، فمثلًا حركة أم ترتسو العنصرية تقدمت قبل فترة بطلب لحظر جفرا التجمع الطلابي في جامعة تل أبيب، كما أن هذه الحركات تقوم بتقديم طلبات لجلب الطلبة للجان الطاعة ومساءلتهم عن برامجهم السياسية".

وتتابغ، "هناك مراقبة للأنشطة التي تنظمها الحراكات الطلابية الفلسطينية في كل حدث أو في كل وقفة احتجاجية، فنرى حضور لافت لحركات عنصرية مع أعلامها، والتي تحاول فرض مقولات عنصرية ضد الطلبة العرب وتجلب شخصيات عنصرية، وبعد الفعالية تبدأ بتقديم طلبات للجامعة لإبعاد الطلبة الذين شاركوا في المظاهرة أو الوقفة بحجة أنهم ’إرهابين’".

وتقول، "نحن كحركة طلابية فلسطينية نشدد على أننا يجب ألا يكون لدينا رد فعل على التحريض والتضييقات التي يتم بثها من الشاعر الإسرائيلي، ونؤكد على أهمية العمل الطلابي لرفع الوعي".

وبدورها، تقول سعاد أبو صالح حول أبرز التحديات، "المؤسسة الإسرائيلية أدركت أن التعليم وانخراط الطالب الفلسطيني في الجامعات الإسرائيلية هو أحد أساليب المقاومة ضد الاحتلال، وفي اللحظة التي أدركت هذه الجامعات هذا الأمر، خلقت هذه الأساليب لتخويف الطلبة ومحاربتهم".

وتتابع، "كما في جامعة تل أبيب، هناك تخويف في جامعة حيفا، وحتى إن كان مبطن، لأنها تنادي بـ ’السلام والمساواة’، ولذلك يجب أن يكون العمل الطلابي مستمر على مدار السنين، لأن العمل هو الذي يمدك بالقوة".

وتضيف، "هناك تحدي آخر يواجه الطالب الفلسطيني في الجامعة الإسرائيلية هو تحدي اللغة، التي تشكل عائقًا كبيرًا على الطلبة العرب خاصة في السنة الدراسية الأولى، فعندما يخرج من البيئة أو المجتمع الذي عاش فيه لبيئة الجامعة، يكون هناك اختلاف كبر وعائق لدى الطالب، وهذه أحد العراقيل التي قد تواجهه".

الانحياز للطلبة الإسرائيليين

وتقول سعاد أبو صالح في حديثها مع الجرمق، إن، "الانحياز للطلبة الإسرائيليين على حساب الفلسطينيين، يظهر في المناسبات الوطنية، والسياسية، فعندما تدخل السياسية في الحيز العام للجامعة، هنا يكون هناك تفضيل للحركات الطلابية الإسرائيلية على حساب الحراكات الفلسطينية، فمثلًا خلال هبة أيار/مايو 2021، كان هناك توتر كبير بين الطلبة العرب واليهود، وكان هناك نقاشات ومناكفات كبيرة، وفي تلك الفترة رفع الطلبة اليهود العلم الإسرائيلية، وكان مقبولًا لدى إدارة الجامعة  ذلك، بينما العلم الفلسطيني منعنا من رفعه بحجة أنه لا يمثل الجميع".

وتقول، "الجامعة هنا أجزمت أن العلم الإسرائيلي يمثل كافة الشعب، ولغت ما يقارب هوية أكثر من نصف الجامعة التي لا تتوافق مع هذا العلم".

وبدورها، تقول الناشطة في الجبهة الطلابية بجامعة "تل أبيب" إلين نصرة للجرمق، "نحن كطلبة عرب وحراكات طلابية نحاول أن نحافظ على هويتنا العربية الفلسطينية في أروقة الجامعة وفي الأنشطة أو الفعاليات أو بشكل شخصي، فالجامعة تضع تقييدات على فعالياتنا، وممكن أن تلغي أمسية أو تقييدنا ببنايات بعيدة لكي لا يشارك الطلبة".

وتتابع، "الطلبة الفلسطينيين في الجامعات الإسرائيلية لديهم قوة هائلة، ويقفون مع بعضهم البعض، أمام انحياز الطلبة المفهوم ضمنًا، فالجامعة لا تريدنا أن نُظهر مبادئنا ولكن نتعامل مع هذا الانحياز بالشكل القانوني، بحسب دستور الجامعات، ونقوم بتجند الطلبة العرب لكي ترى الجماعة أننا قادرين على إقامة فعاليات وجمع الطلبة".

وفي السياق، تقول سعاد أبو صالح، "نحن نرد على انحياز إدارة الجامعة مع الطلبة الإسرائيلية، من منطلق إيماننا أن الحقوق تنتزع ولا تطلب، ولك تنتزع هذه الحقوق، تقوم الحراكات الطلابية بمتابعة نشاطاتها، وفعالياتها".

الأطر المستقلة..الأطر المحزبة

وتقول سعاد أبو صالح في حوارها مع الجرمق، "الأطر الطلابية المستقلة، أنشئت لأن الأشخاص غير المحزبيين وجدوا أن هذه الأطر تناسبهم، فالأطر المحزبة، لا تمثل فكرهم ونهجهم".

وتتابع، "الأطر المستقلة، جاءت لملئ فراغ تركته الحراكات الحزبية، والشخص غير المحزب أصبح يفضل أن يكون داخل إطار غير محزب".

وختمت أبو صالح، "نحن يجب أن نثبت هويتنا الفلسطينية أينما كنا، في الجامعة وفي أي مكان، وتحديدًا في الجامعة لأن غالبية وقتنا فيها، ويجب علينا إثبات وجودنا، لأن وجودنا قوة، ولأن التعليم وسيلة لمجابهة الاحتلال وعنصريته، وعلينا أن نتواجد في هذا المكان متراصين متكاتفين".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر