تحدث عن سنوات سجنه وعن الحرية..الأسير المحرر ماهر يونس يروي للجرمق جزءًا من تفاصيل حياته في الأسر وما بعدها

ماهر يونس


  • الثلاثاء 4 أبريل ,2023
تحدث عن سنوات سجنه وعن الحرية..الأسير المحرر ماهر يونس يروي للجرمق جزءًا من تفاصيل حياته في الأسر وما بعدها
ماهر يونس

استضاف برنامج بودكاست "يلا نحكي" الذي يُبث عبر منصة الجرمق الإخباري الأسير المحرر ماهر يونس الذي تحدث خلال الحلقة عن سنوات السجن الأربعين التي قضاها داخل الأسر، وعن بعض المحطات التي مرّ بها، كما تحدث عن شعوره قبل التحرر، وعن حياته ما بعد الأسر.

وقال الأسير المحرر ماهر يونس في بداية حديثه، "تحية كل التحية للشعب الفلسطيني، شعب الجبارين، 40 سنة من تاريخ الحركة الأسيرة، هي محطات، وليست محطة واحدة، مررنا بمحطات داخل الأسر، بداية من التحقيق، انتهاء التحقيق، ودخول الأسر ما بين حر طليق في يوم من الأيام، إلى يوم كل حريتي محتجزة، ونشاطك متوقف، وتعليمك متوقف، كان الأمر صعب جدًا، والتعامل في بداية الأسر يختلف عن تعامل اليوم داخل الأسر".

وتابع، "لم يكن هناك حركة أسيرة أو تنظيمات داخل الأسر، منذ بداية حركة الأرض في الخمسينات، كان يمنع الأسير من التجمهر، فقط أسيرين يمشيان مع بعض فقط، مع تقدم الوقت وسنين الاعتقال وتقدم الأسرى في المفاهيم الثورية والأيدولوجية أصبحوا يضعون برامج لمحاربة سياسة السجون المدعومة من الحكومة الكاملة، حول كيفية تعذيب الأسير والانتقام منه، على ضوء أعمال المقاومة التي كانت تحدث، كانت أساليب إذلال للأسير".

وأردف، "الأسير الفلسطيني مفخرة للعالم كله وهذ أخذناها شهادات عديدة من مؤسسات خارج البلاد، مثل شهادة الصليب الأحمر الذي قال، "لم أر مثل نهج الأسير الفلسطيني الذي يبني نفسه، ويتقدم، حتى في مراكز تابعة للعدو، كيف يكوّن نفسه".

إضراب 1976

وقال، "لم أكن أسيرًا حينها، منظمة التحرير كانت في بدايتها داخل الأسر، وكانت مرحلة بناء تنظيمي داخل الأسر، كان هناك أجهزة تنظيمية، الجهاز الثقافي والأمني، وكان تواصل مع الجهات الخارجية، وإدارية لإدارة الشأن الداخلي وترتيب نظام الحياة، وهذه كانت محطات إلى أن أُسرت في 1983، وأول حكم صدر بحقي الإعدام شنقًا حتى الموت ثم تم الاستئناف عليه، وفي تاريخ 14.9.1984 تم تخفيض الحكم لمؤبد مدى الحياة أي (99.999)".

وأوضح، "لأ أخفيك سرًا، الأمر لم يكن متوقعًا، صدمة وهلة، أنظر إلى زميلي كريم، ننظر لبعضنا، نضحك، لم نفهم شيء، ماذا يحدث، ماذا يعني حكم إعدام، لا أعلم هل كان استخفاف للحكم، قمنا بالضحك، الحكم صدر في المحكمة العسكرية في اللد، وهذه المحكمة أُغلقت، حيث صدر اعتراض من رئيس الدولة حينها، أنه لا يجوز تطبيق حكمين في البلاد، ديموقراطي وعسكري، ولذلك أغلقت المحاكم العسكرية في داخل الـ48، ولكن النفسية كانت رائعة، وكان هناك قلق من الأهل، جزء منهم بكوا، وجزء آخر أخذ بالتساؤل، "هل سينفذ الحكم؟"، ولكن نحن كانت لدينا قناعة أن الأمر كان مستبعد، وهذا ما حصل".

وقال، "وأريد أن أذكر نقطة، قبل يومين من صدور حكم الإعدام، كان تصريح لأحمد جبريل في الجبهة الشعبية القيادة العامة، بالتزامن مع تبادل 1985 حينها كان هناك جنود محتجزين في لبنان، وصرح حينها، "إذا أعدم أبناء يونس، سنعدم ما لدينا وأنتم تعرفون ما لدينا".

وتابع، "حتى عام 14.9.1984، كنا نعيش في عزل، قرابة عامين، لم نلتق بأسرى نجتمع بهم ونتعلم منهم، كنا في عزل، وكل واحد منا أنا وكريم كان في زنزانة مختلفة، إلى أن وصلنا إلى تبادل أسرى أنصار، في عام 1983، عندما التقطوا بعض السفن في البحر، ونحن من استقبلناهم وودعناهم".

وأردف، "في عام 1985، قصة التبادل، قصة بحد ذاتها ويطول شرحها، ظهرت أسماءنا أنا وأخي كريم، وجاء الصليب وأبلغنا أنه في 5.6.1985، هناك صفقة تبادل وأسماءنا كانت مذكورة، وبعدها جمعونا في غرفة، وقرأوا علينا الأسماء، وكل يوم كانوا يأخذونا مقاسات ملابسنا، وهذا كله كان متفق عليه في اتفاقية التبادل، أن الأسرى سيخرجون بلباس رسمي، وبشكل شامخ، والصليب كان يوفر هذه الحاجات ما بين "إسرائيل" والقيادة العامة بوساطة ألمانية".

وتابع، "في 14 من الشهر ذاته، توقفت عملية التبادل بحجة أن هناك خلاف على 36 اسم، هذه كانت لعبة لعبها إسرائيلي أفرام تامير، حين كان يجري مباحثات حول صفقة التبادل، وحاول إعاقة إخراج عدد من الأسرى ليكونوا رصيد في السجون لتبادل آخر، وهو كتب كتاب، "حاولت محاولة ونجحت فيها".

وأضاف، "وهنا اختلفت "إسرائيل" والقيادة العامة، واتفقوا بعدها بوساطة الصليب تقسيم الـ36 اسم، إلى قسمين، ولم نكن حتى ذلك الحين مذكورين في الصفقة، وفي 16.5.1985، خرجت لجنة (تتفاوض مع الصليب والقيادة العامة في لبنان) للتفاوض، وفي ذلك الحين، جاء ضابط الأمن قال لي بأن الصليب يريدون الحديث معي، فقلت له أن هناك لجنة تتفاوض بخصوص اللجنة، فقال لي إن الصليب يريد الحديث معي، فطلبت أن أخرج وأمشي في ذات الطريق التي ستمشي فيها اللجنة، وعندها سألتهم ماذا يحدث، وعندها قالوا لي إنهم لا يعلمون شيئَا، فعادت اللجنة وسألت الصليب الذي قال لهم ’نريد التأكد من أوراقه لأنه أسير من الداخل’".

وقال، "ثم دخلت إلى مكتب الصليب في سجن الرملة، وللاطمئنان وضعوا لي علبة دخان وأتوا لي بقهوة وكان هناك حركة غريبة حولي، وقال لي الموظف إن هناك أخبار سيئة لي، فقلت له، "أعلم"، فقال لي، "ماذا تعلم"، فقلت له، "أنت تريد أن تبلغني أنني لن أخرج"، كان خائفًا من ردة فعلي ربما، فقطعت عليه الطريق، فقال لي، "كيف عرفت" وبذلك أخذتني عزة النفس، وقلت إننا مقاومين، ويحق لنا الدفاع عن نفسنا، والمقاومة، لأجعله يرى بأنني لم أتأثر، وسألته، ’هل الذي يحدث معي، يحدث مع أخي كريم"، فذهب ثم عاد، وقال، "كيف عرفت ماذا يحدث’، ثم وتمت عملية التبادل في 1985، وكانت الليلة الأولى من رمضان، وأخذنا وعودات، والحمدلله على كل حال، لا يوجد هناك لوم أو عتب".

وتابع، "قبل 12 يوم من الإفراج عني، أصبح شيء معروف ومتعارف عليه، أن المخابرات الإسرائيلية تستدعي الأسير المحرر للقاء أخير، كل أسير يكون لديه لقاء آخير، يحاولون خلال جس النبض هل سيعود لعمله أو ما هو برنامج المستقبلي، مع بعض التحذيرات، وهنا كنت أنا في سجن النقب، على حدود 7 كم عن سيناء، ومن هناك استدعوني لمركز تحقيق سالم، "مرج بن عامر"، وقطعت مسافة أسبوع كامل، ولم يكن هدفهم فقط أن يسألوني، ولكن الهدف هو التنكيل من محطة لمحطة ومن سجن لسجن حتى أصل إلى مركز تحقيق مجدو، لإرهاقي قبل الإفراج، كي أخرج مكسور ومذلول، وكأن الـ40 عامًا علّمت في ذاكرتي، وهذا كان بمثابة تحدي مع ذاتي، أن لا يؤثر عليّ الأمر".

وقال، "المحقق قال لي، تحدث معي، تحدث، معي، فقلت له لست حكواتي، ومن بين الأسئلة قال لي، "نحن بلد ديموقراطي"، فقلت له، "أين الديموقراطية، أنت تتعاملون معنا كلاجئين مع أننا الجذور، تصرف الشرطة في المنطقة لحماية الشعب من المفروض، ولكن نرى دور الشرطة لتسجيل المخالفات والتنكيل على المواطن العربي بالداخل، وتأتي وتقول إنكم في دولة ديموقراطية"، مع ابتسامة صفراء، وقام باستفزازتي، وقال لي، "أنا مسؤول وادي عارة"، فضحكت، وقلت له، "مسؤول وادي عارة مرة واحدة، أنت لست بحجم تاريخ أسري، وتقول لي أنا مسؤول وادي عارة، هذا كثير، ثم قال لي، "أنا جلست مع 4 شبان، من المنطقة وسألتهم ’هل نحن دولة ديموقراطية’ فقالوا، ’نعم’"، فضحكت، فقال لي، "’لم يعجبك هذا أيضًا’، فقلت له ’إما أن تكون أنت كاذب أو هم كاذبون’".

وأضاف أن، " المحقق قال لي، "يأتي هنا شبان ونحقق معهم، ويقولون سامحونا، ولكن لماذا أنت وكريم تتحدثون بنفسية مرتفعة، فقلت له، ’نحن أصحاب حق، وإن ظننتم أنكم هزمتونا خلال 40 عامًا، فقال نعم سمعنا تصريحات كريم، وقلت له ستمسعها مني أيضًا، نحن هنا الجذور ولم تقلعونا من أرضنا، أنا لا أعلم من أين أتيت من روسيا وأوكرانيا، نحن الجذور’، ثم قال لي، "لماذا تسمينا كيان"، فقلت له، "أنتم لستم دولة، ليس لكم حدود، وعُمر دولتكم 74 سنة، ووالدتي عمرها 88، فمن الأبقى والأقدم؟ وعندما تريد التحدث ليبقى لديك القليل من التاريخ".

الأيام الأخيرة في الأسر

وتحدث يونس عن الأيام الأخيرة في الٍر، وقال، "هذه المرحلة الأخيرة كانت مرحلة عذاب وتنقلات، يوم الثلاثاء (قبل الإفراج بيومين) كان لدي لقاء من المحامية غيد قاسم، وكان هناك موعد، وجاءت على سجن النقب، مسافة طويلة من الناصرة للنقب، وقالوا لها أني غير موجود مع أني كنت في السجن، فذهبت لبئر السبع، وفي السجن هناك هددتهم بالشكوى عليهم، وأجبرتهم أن يفحصوا على الحاسوب، فعادت لسجن النقب، وهددتهم وقالت، "معي ورقة أنه في سجن النقب، وأنتم تخفون الأسير، ووصلت وتحدثت معي، وسألتني ماذا يحدث، فقلت لها أنهم يحاولون كسرنا.

تابع، "كنت في حرب مع نفسي بأن لا أجعلهم يشعرون أنهم نجحوا في كسر عزيمتي، وقوتي، ولم أسمح لهم بالوصول لهدفهم بأن أخرج منهك وغاضب، أنا قضيت الليلة الأخيرة، نقلوني من سجن النقب إلى بئر السبع، ووضعوني في زنزانة صغيرة، وفقط تحتوي "برش"، وجدران، وقضيت فيها من الساعة 2 ظهرًا حتى فجر اليوم الثاني، وفي اليوم التالي الساعة 5 فجرًا، نهضت وقاموا بنقلي عبر البوسطة إلى محطة شرطة داخل بئر السبع القديمة وحضر أحد الضباط في الوحدة الخاصة التي أتبع لها، وقام بتهديدي بعدد من الأمور ما بين المسموح والممنوع، وقلت له إنني لن أسمع أي توجيهات، أنا اليوم حر وغير مستعد أي شيء منك".

وأضاف، "ثم حضر أخي وابن أخي لمركز الشرطة في بئر السبع وتحررت، وانتقلت لمنزلي في وادي عارة، وكان في مخيلتي أن أزور قبر والدي وقبر ابن شقيقي وقبر والدة كريم التي كانت بمثابة والدتي، ولم أتحدث قبلها مع أحد، فمباشرة وصلنا المقبرة، وقرأت الفاتحة على أرواحهم لأنهم أعزاء، في كل هذا السياق، الوحدات الخاصة كانت مرافقة لي، حتى خلال صعودي للمقبرة".

وتابع، "قبل التحرير بأسبوعين، حاصرت القوات الإسرائيلية مركز الاستقبال قرب منزلي، من وحدات خاصة وحرس حدود، ومن حين لآخر للتغنيص على الأهل، وكأنهم لنا بالمرصاد، وكانت الحارات مدججة بالسلاح والمركبات الشرطية لإرهاب الناس وتخويفهم، وهذه الممارسات مورست بعد التحرر بعد أسبوع، كان على مدار اليوم متواجدين في المنطقة".

قال، "أما عن برنامجي، عندما انتهيت من زيارة القبر، انتقلت للقاء العائلة المقربة، وكان هناك لقاء في المنزل، تجمهر كبير وهلوا بالزغاريد والورود، إلى أنني شققت طريقي للوصول لوالدتي، واستقبالها كان كمن تستقبل الطير أبناءها، كان لدي تعطش للقائها، وحينها أصبحنا أنا وشقيقي الوحيد لديها في المنزل، كان بمثابة لقاء لا يوصف والقاموس بكلماته لا يعطيه حقه".

وأضاف، "لم يكن هناك دمعة أو فرحة وكانت هناك سعادة على قلوب الناس والمستقبلين، رأيت شيء لم أراه في الخيال، فاق الخيال بالاستقبال".

وتابع، "وكان هناك مفاجأة من والدتي، حيث ألبستني عباءة بيضاء مع النيشان، وكان لها صدى من تركيا، حيث جاؤوا وسألوا من أين حصلتم على النيشان".

وأردف، "ثم انتقلنا إلى منزل ابن أخي، في الدلخ هناك جذور بالوطنية، كان هناك استقبال حافل ومشجع، رغم كل القيود التي حاولوا فرضها علينا، نحن احتفلنا بطريقتنا، وكنا سعداء، وتجاهلنا كل القوات التي تواجدت ورأينا القهر في عينيهم، ولم نعطهم أي فرصة للاحتكاك بيننا، هذا اليوم الأول"

ما بين مخيلة ماهر والحقيقة".

وحول التغييرات التي اكتشفها بعد التحرر، قال يونس، "كنت مطلّعًا على تفاصيل الوضع، والبلد والمنطقة، وتغييراتها، ولكن المفاجأة كانت أكبر مما تخيلته، السهل الذي كنت أراه، اليوم جميعه مباني، طبيعة الناس، الكثافة السكانية، والشوارع والطرقات ظلت في مخيلتي، صحيح أن الملامح تغيرت، ولكن كان لدي معرفة، ورغم كل ذلك كانت مفاجأة".

وتابع، ""اليوم التالي للاحتفال استمررنا باستضافة الناس، إلا أنه في مساء اليوم الثاني، تلقى شقيقي اتصال من شرطة وادي عارة، أن نحضر للتحقيق أنا وهو".

وأردف، "سبق التحقيق، جاءت مجموعة من القدس، وعندما خرجوا من بيتي بعد التحية علي، تعرضوا للاعتقال، واتهموهم أن إحدى المركبات حاولت دهس شرطي، وهذا لم يحدث، ولكن هذا تلفيق، واعتدوا على الحافلة واعتقلوا بعض الشبان، والشرطة وقعت في مشكلة وبالتالي دعوني واعتقالي وحبسي من جديد، ذهبت للتحقيق، واستمر حتى منتصف الليل".

وأضاف، "حاولوا إلصاق تهمة لي بأنني قد أثير القلق بتصريحاتي وكلامي على الإعلام، فقالوا لي، "أنت قمت بتحية جنين"، فقلت له، "تحية لجنين وشهداء جنين وأتمنى الشفاء لجرحى جنين".

وقال لي، "شبان القدس غنوا لك ’ماهر يونس إيده ع المسدس’، فقلت له ما المشكلة، إذا ظننت أنني سأقوم بعملك فأنت مخطئ".

وقال، "حاولوا اللعب نفسيتي، بأن ورقة الاعتقال ستأتي بعد دقائق، وكنت أضحك وأجعلهم يرون أنني أضحك عليهم، فقلت له ’دعني أدخل للزنزانة لأرتاح، فقال لي تريد أن تدخل السجن بعد 40 عامًا’".

"طلب مني أن أوقع على ورقة تحرير، فرفضت وقلت له لا أوقع على ورقة لتحريري، وقلت له أعطي لي تهمة، أو اعتقلني ولكن لن أمضي هكذا، فقال لي اخرج وقم بتدخين سيجارة اذهب".

وأضاف يونس، "40 عامًا قارعنا السجون والمخابرات، فليلعبوا لعبة أخرى غير هذه".

علاقة ماهر يونس بالأرض والعائلة..

وقال ماهر يونس، "نحن جذور الأرض، وحبنا للأرض لا يوصف، وأنا في حياتي، لا أحب المباني، وإنما أحب الخضار والطبيعة وصحيح هذا الشيء فقد مني 40 عام، ولكن عندما خرجت وصرت دون قيود، أصبحت كالطير للطبيعة، وأنا عشت هذا الشعور، مؤخرًا، كنا في دالية الكرمل بحرش كبير، وذهبنا مجموعة من الأسرى المحررين وأسيرات محررات، وعائلاتنا، وذهبنا لأحراش وتجولنا في الغابة، وكان لدينا شعور لا يوصف".

وتابع للجرمق، "هنا استعدت حريتي، ووالدتي طلبت مني تغيير تاريخ ميلادي، من 6 يناير إلى 19 يناير، أي أنني خلقت من جديد، وكان قبول من ناحيتي لوالدتي، وفعلًا كان ذلك اليوم ميلاد جديد لي".

وأضاف، "هناك العديد من المسائل التي أدركتها قبل التحرر، ولكن هناك أشياء لم أدركها، عندما يأتي أحد ويقول لي هل تعرفني، أقول لهم لا تسألوني هذا السؤال، فأنا أريد التعرف على البلاد والناس من جديد".

وقال، "كل بداية صعبة، ولكن في تأقلم على الوضع الحالي، وزرت أماكن كثيرة في الناصرة وحيفا، وهناك رغبة في زيارة الأماكن هذه، التي زرتها قبل الأسر واليوم بعود لها، أقف على قدمي لا أحمل إهانة، أو مرض، عدت لك يا بلدي، وترحاب الناس أراه في كل منطقة".

قانون سحب الجنسيات من الأسرى في الـ48 والقدس

وقال، "الملاحقة ليست ضمن القانون هذا فقط، وإنما بعدة مجالات، منذ أسبوعين فتشوا منزل شقيقي وشقيقتي، وصادروا أموال، وحجزوا مركبات، وهذه من ضمن المسلسل التخويفي والاستهدافي، من قبل الحكومة المتطرقة اليمينية، ماذا نتوقع من حكومة تتشكل من سموتريتش وبن غفير، شغلهم الشاغل المواطن العربي".

وتابع، "هل هذا ما جاءنا من مصر وروسيا، يتحدث عن سحب جنسيتي وأنا جذوري هنا، اليوم أصبح قانون، وتطبيقه هناك إشكالية كبيرة قانونيًا، ولكن الأيام ستثبت النوايا الحقيقية، هل سينفذ القانون، ونتركه للأيام، ولكن كل شيء متوقع وأكثر من ذلك بكثير بالمجال هذا".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر