تظاهرت الجماهير الفلسطينية في مدن وبلدات مختلفة في أراضي48 أمس الأحد احتجاجًا على اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي للشاب محمد العصيبي من بلدة حورة في النقب يوم الجمعة الماضي قرب باب السلسلة في المسجد الأقصى المبارك.

وتظاهر فلسطينيون في أم الفحم والناصرة وحيفا ودير حنا وشفاعمرو وسخنين والطيبة ونحف ومجد الكروم والبعينة نجيدات بالتزامن مع تشييع جثمان الشهيد محمد العصيبي في بلدة حورة بالنقب.

وخلال الوقفات الاحتجاجية، رفع المتظاهرون صور الشهيد العصيبي والمسجد الأقصى رافعين العلم الفلسطيني، كما رددوا هتافات وطنية رصد مراسل الجرمق منها، "بالروح بالدم نفديك يا أقصى، دم الشهداء بنادي حرة يا أرض بلادي، يا حيفا كوني إرادة، كوني مجدًا وريادة، من تحت الردم بنقوم، نولد من تحت الدمار".

وقال ماجد أبو يونس عضو اللجنة الشعبية في سخنين للجرمق، "هذه الوقفة جاءت تجاوبًا مع قرار لجنة المتابعة العليا، كان عدد من القرارات ضمنها وقفات احتجاجية في أعقاب قتل الشاب الدكتور محمد العصيبي، الذي قتل بدم بارد على يد قوات الاحتلال في الأقصى، هذه الجريمة وجرائم أخرى تتكرر على يد نفس العصابة الإرهابية، عصابة الاحتلال، الذين لا يتوانوا على ارتكاب هذه المجازر بحق أبناء شعبنا، ظانين أنهم سيكسرون شوكتنا، ولكن شعبنا جبار وقضيته عادلة، ومستعد لدفع الثمن، الشهداء هم خيرة من في الأرض".

وفي حيفا، اعتقلت القوات الإسرائيلية 5 متظاهرين خلال وقفة احتجاجية للتنديد باغتيال الشهيد العصيبي، واعتدت على الناشطة سهير بدارنة بالضرب ثم جرى نقلها للمشفى لتلقي العلاج.

وقالت سكرتيرة الجبهة ريم  خازن للجرمق، "كما رأينا كلنا، العنف المستخدم يختلف عن كمية العنف في المظاهرات الأخرى، المظاهرة فيها هتافات، فقط لرفعنا العلم الفلسطيني، ولذلك هجموا على المظاهرة بعنف، ذات العقلية التي تحد وصول المصلين للأقصى في الجمعة وفي الأعياد، وذات العقلية التي تطوق القدس وغزة والضفة، والعقلية التي أعدمت بدم بارد الشهيد محمد العصيبي، هي ذات العقلية هنا، هذه قوات الاحتلال التي تعمل لقمع كل صوت أننا ذاهبون تجاه فاشية وديكتاتورية، المصادقة على إقامة ميليشيات بن غفير، هذا إشارة لما ينتظرنا كعرب".

وبدوره، قال الناشط منهل حايك للجرمق، "هذه الحادثة جزء من تكرار ذات السيناريو الذي تمارسه هذه المؤسسة الاستعمارية، الاستعمار وظيفتها أن تقتل بنا، إذا لم تقتلنا أجسادًا ستقتلنا أرواحنا، ووظيفتنا أن نقاومها، ومن ضمنها المظاهرات لكوننا محدودي الإمكانيات في الداخل الفلسطيني المحتل، كما شاهدنا هناك استوحاش للشرطة في هذه المظاهرة كما المعتاد، ولكن هذه المرة رأينا هجوم عنيف جدًا حيث وجدت عدد من الإصابات لفتيات وشبان، واعتقل البعض، نحن جزء من الشعب الفلسطيني الكامل الأوحد على كامل التراب الفلسطيني من النهر للبحر، لا يمكن تقسيمنا كما حاولت المؤسسة الإسرائيلية".

وفي السياق، قالت النائب عايدة توما خلال وقفة في شفاعمرو للجرمق، "واضح أن الشرطة تقوم بما تعرف دائًما القيام به، التستر على المجرمين الذين أطلقوا النار من الشرطة، ومحاولة ملائمة الشهادات المزورة بين أفراد الشرطة نفسهم، الدليل أنهم منذ اللحظات الأولى بدأوا يصدروا هذه الشهادات من الشرطة، القدس أكثر مدينة فيها شبكة كاميرات، الصور أثبتت أن هناك كاميرات موجهة مكان ارتقاء الشهيد، عملية الكذب وماكنة الكذب الجاهزة بدأت بالعمل فورًا".

وتابعت، "الخطوات القادمة، تقرها لجنة المتابعة، من البداية كان المطلب التظاهرات والإضراب، وأيضًا إقامة لجنة تحقيق يديرها قاضي مستقل، وتم إقرار التحضير لمظاهرة جبارة".

وأضافت للجرمق، "بالنسبة لنا بالكنيست الأدوات البرلمانية للتعاطي مع الموضوع محدودة خاصة أننا في عطلة الفصح، من ناحية المداولات في الهيئة العامة غير قائمة لمدة شهر، ولكن سنفحص إمكانية الاستجاوبات وماذا يجري في عملية التحقيق".

وفي السياق، قال سمير محاميد رئيس بلدية أم الفحم للجرمق، "ما حدث في باب السلسلة، هو جريمة بحق مواطن ذهب للأقصى للصلاة، لدينا شهود عيان يُحدثوا ماذا حدث، فجأة اختفت الكاميرات، هذا يضعنا أمام عدة تساؤلات، ونحن نطالب لجنة قطرية ولجنة متابعة، نطالب إجراء تحقيق ، هذا حق القتيل".

كما أغلق المتظاهرون في مدينة أم الفحم شارع وادي عارة لأداء صلاة الغائب على روح الشهيد العصيبي، بعدما انطلقت التظاهرة من ساحة بلدية أم الفحم إلى الشارع الرئيسي سيرًا على الأقدام. 

رابط مختصر