لهذه الأسباب لم توسع حكومة نتنياهو اجتياحها البري بغزة بعد العودة للحرب

خاص- الجرمق


  • الأربعاء 23 أبريل ,2025
لهذه الأسباب لم توسع حكومة نتنياهو اجتياحها البري بغزة بعد العودة للحرب
أرشيفية

منذ عودة حكومة نتنياهو إلى الحرب على قطاع غزة ضاربة بعرض الحائط جميع المحاولات العربية والدولية لإبرام صفقة تبادل، لم توسّع اجتياحها البري للقطاع، وذلك على الرغم من أن نتنياهو أكد مرارا على أن العودة للحرب جاءت لتحقيق الأهداف التي وضعت منذ البداية.

ويؤكد خبراء سياسيون على أن عدم توسيع الاجتياح البري على قطاع غزة يعود بالأساس إلى أن الجيش الإسرائيلي يواجه أزمة تتفاقم يومًا بعد يوم، وبالإضافة لتراجع قدراته على مواصلة الحرب.

أزمة بالجيش الإسرائيلي

يقول الخبير بالشأن السياسي فايز عباس إن “الجيش الإسرائيلي يواجه أزمة متفاقمة في قدرته على مواصلة القتال على أكثر من جبهة، بسبب الانخفاض الحاد في نسبة جنود وضباط الاحتياط المستعدين للعودة إلى الخدمة”. ويضيف أن “الجيش يعتمد اليوم بشكل أساسي على القوات النظامية، وهو ما لا يكفي لإدارة حرب طويلة ومعقدة كما هو الحال في غزة”.

يتابع عباس أن “الحرب على غزة، التي تستمر منذ أكثر من عام ونصف، باتت تشكل تحديًا غير مسبوق للجيش الإسرائيلي، إذ أن أطول حرب خاضتها إسرائيل سابقًا كانت ضد حزب الله عام 2006 واستمرت 33 يومًا فقط”. ويشير إلى أن “الاحتياط غير مهيأ لخدمة طويلة الأمد، ما يؤدي إلى تراجع في الأداء وخلق أزمة في الموارد البشرية”.

قيادة الجيش في مواجهة العرائض والرفض الداخلي

يوضح عباس أن “قيادة الجيش أعربت عن قلقها الشديد من انخفاض نسبة المتطوعين للخدمة في صفوف الاحتياط من 140% في بداية الحرب إلى 60% فقط في الفترة الأخيرة”، ويضيف أن “هذا التراجع يُعد خطيرًا للغاية بالنسبة للقيادة العامة، التي تعتمد على هذه القوة لتأمين الجبهات المختلفة”.

يتابع عباس أن “عددًا متزايدًا من جنود وضباط الاحتياط بدأوا يوقعون على عرائض تدعو إلى وقف الحرب وإطلاق سراح المحتجزين، ما أثار قلقًا كبيرًا داخل الجيش من احتمال تسلل الانقسام السياسي إلى المؤسسة العسكرية”. ويقول: “الجيش رد في البداية بإقالة طيارين وأطباء ومجندين آخرين، إلا أنه ومع ازدياد عدد الموقعين، توقّف عن الإقالات واختار الدخول في مفاوضات مع المعترضين، حيث يتم توقيفهم مؤقتًا عن الخدمة بدلًا من طردهم نهائيًا”.

يختم عباس بالقول إن “الجيش الإسرائيلي لا يواجه فقط تحديات ميدانية في غزة، بل أيضًا أزمة داخلية تهدد تماسكه واستمراريته، وإذا لم تُحل هذه الأزمة قريبًا، فإن ذلك قد ينعكس بشكل مباشر على مسار الحرب وقدرة الجيش على الحسم”.

أزمة العرائض بالجيش الإسرائيلي

ويقول الكاتب والباحث نضال وتد للجرمق إن التحرك الذي قاده طيارون في الجيش الإسرائيلي من خلال توقيع عرائض تطالب بوقف الحرب، يبدو متأثرًا بشكل مباشر بالمخاوف من الملاحقة الدولية في المحكمة الجنائية لجرائم الحرب.

ويضيف وتد أن "الطيارين هم أكثر من يُلاحَق من قبل المحكمة، ولذلك ليس من قبيل الصدفة أن صورهم وأسماؤهم لا تُنشر، بل يُشار إليهم بالأحرف الأولى فقط، لأن إسرائيل تدرك أن نشاطهم الجوي يرتبط بجرائم حرب وانتهاكات جسيمة للقانون الدولي"

ويتابع: "الطائرات الحربية الإسرائيلية لا تملك القدرة على التمييز الحقيقي بين المدنيين وغير المدنيين، وحتى بافتراض وجود توجيهات دقيقة من القيادة، فإن الطبيعة الهجومية لهذه الطائرات تجعلها أداة رئيسية في ارتكاب المجازر".

الخوف على المصير الشخصي 

يضيف وتد أن السبب الحقيقي وراء خروج الطيارين بهذه العرائض ليس فقط معارضة الحرب، بل الخوف على مصيرهم الشخصي في حال السفر خارج إسرائيل، إذ يواجهون احتمال الاعتقال أو المحاكمة الدولية.

ويشير إلى أن "هذه المبادرات تهدف أيضًا للضغط على حكومة نتنياهو لاستعادة المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية، حتى لو تطلب الأمر وقف الحرب، ما يدل على أن دافعهم الأساسي ليس إنسانيًا بقدر ما هو شخصي وأمني".

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر