47 عامًا.. ولا يزال يوم الأرض يومًا مفصليًا في تاريخ نضال الفلسطينيين بأراضي48

يوم الأرض


  • الخميس 30 مارس ,2023
47 عامًا.. ولا يزال يوم الأرض يومًا مفصليًا في تاريخ نضال الفلسطينيين بأراضي48
من فعاليات يوم الأرض في سخنين 2023

يصادف اليوم الذكرى الـ 47 ليوم الأرض، الذي انتفض خلالها الفلسطينيون بأراضي48 وتحديدًا في منطقتي المثلث والجليل ضد مصادرة السلطات الإسرائيلية أكثر من مليون دونم، حيث واجهت السلطات الإسرائيلية انتفاضة الفلسطينيين بالرصاص الحي ما تسبب بمقتل ستة وإصابة عشرات الفلسطينيين.

وبدأت القصة عام 1976 حينما صادرت السلطات الإسرائيلية أكثر من 21 ألف دونم لتنفيذ مشروع أسمته في ذلك الوقت بمشروع "تهويد الجليل".

وبحسب تفاصيل المشروع فإنه يمس بأراضي الفلسطينيين في سخنين وعرابة، ودير حنا، إلى جانب أراضي عرب السواعد وأراضي أخرى في الجليل والمثلث والنقب.

وعزمت السلطات الإسرائيلية مصادر هذا الكم من أراضي الفلسطينيين في الـ 48 بهدف إقامة المستوطنات، ما تسبب بإثارة غضب الفلسطينيين، ودفعهم للخروج إلى الشارع  للتعبير عن ذلك الغضب ولرفض المشروع وإيقافه.

وبتاريخ 30/3/1976 أعلنت لجنة الدفاع عن الأرض الإضراب العام والشامل احتجاجًا على مصادرة أراضي الفلسطينيين في ذلك الوقت.

وخرج الفلسطينون في حينه للمشاركة في الفعاليات الشعبية التي أعلن عنها رفضًا للمشروع الإسرائيلي الذي يستهدف أراضيهم، ووقعت مواجهات بين أفراد الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين، وانتهت الأحداث بارتقاء 6 فلسطينيين، وإصابة العشرات.

ومنذ عام 1976 يستمر الفلسطينيون بإحياء ذكرى يوم الأرض، حيث يعتبر الفلسطينيون ذلك اليوم ذكرى وطنية، يحيونها بالفعاليات الوطنية والميدانية.

يوم الأرض.. يوم مفصلي

ويقول الناشط وعضو الحراك الفحماوي الموحد في حديثٍ خاص مع الجرمق: "يوم الأرض كان يوم مفصلي في تاريخ القضية الفلسطينية وكان ذلك عام 1976 عندما انتفض أبناء شعبنا في الجليل والمثلث والنقب دفاعًا أراضي سهل البطوف".

ويضيف، "السلطات الإسرائيلية صادرت 21 ألف دونم من أجل جعلها منطقة عسكرية مغلقة، وحينها ارتقى 6 فلسطينيين من أبناء الوطن، من أبناء الجليل، وخرجت في حينه جماهير شعبنا إلى إضراب عام وشامل وكان أول غضب جماهيري شعبي في الداخل الفلسطيني المحتل".

ويردف،"هم قالوا إن الكبار يموتون والصغار ينسون، لكن ها نحن ذا لم ننسى، ولن ننسى، لن يضيرنا كل إجراءات المؤسسة الإسرائيلية من قمع وتشريد وقتل ومصادر للأراضي".

ويتابع، "بعد أحداث يوم الأرض بـ 20 عامًا أو أقل، عادوا لمحاولة السيطرة على أراضي جديدة وهي أراضي الروحة، ويومها جاء الرد من أبناء أم الفحم الذين انتفضوا وأبناء شعبنا، وجرح حينها نحو 500 شاب من أبناء شعبنا في سبيل إعادة أرضهم وحقهم".

ويقول القيادي من عرابة أحمد جربوني في حديثٍ مع الجرمق إن يوم الأرض كان يومًا مفصليًا في تاريخ الشعب الفلسطيني، ويتابع، "يوجد فترتين، فترة ما قبل يوم الأرض وفترة ما بعد يوم الأرض.. منذ ما قبل يوم الأرض يوجد صراع مع الحركة الصهيونية على الأرض.. كان هناك مخطط للحكومات الإسرائيلية المتعاقبة للاستيلاء على مساحات واسعة من الأرض ورسمت في سبيل ذلك خطة تهويد الجليل".

ويضيف، "هذه الخطة تقضي بأن تصادر إسرائيل كل المساحات الموجودة للعرب خارج مخطط قراهم لصالح الاستيطان.. عندما أقرت مصادرة أكثر من 20 ألف دونم في منطقة الجليل المركزي والتي تخص عدة قرى القيادات العربية اجتمعت ونبهت لخطر المصادرة".

ويردف، "تتابعت الأحداث بعد ذلك يومًا بعد يوم.. الهجمة كانت معدة للاعتداء على الفلسطينيين في قراهم لتحقيق هدفهم وهو مصادرة الأراضي.. أذكر قبل يوم الأرض وصلت رسالة لرئيس مجلس محلي عرابة يُطلب منه أن يخبر الأهالي أن الدخول إلى منطقة 9 ممنوع قطعًا والمخالف يعاقب وسيعتبر كأنه دخل ثكنة عسكرية".

ويتابع جربوني، "رئيس المجلس المحلي في حينه رفض إبلاغ الأهالي وعلى العكس ناشدهم بالتواجد في الأرض بشكل يومي.. بدأت الدوريات العسكرية تعتقل الفلاحين من أراضيهم.. تتابعت الأحداث حتى اجتماع اللجنة القطرية في شفاعمرو.. يومها تطوقت البلدية من الشرطة الإسرائيلية لإرهاب المشاركين في الاجتماع".

ويلفت إلى أن اللجنة القطرية عينت الإضراب العام والشامل بتاريخ 30 آذار.. بتاريخ 29 آذار دخلت المنطقة فرقة عسكرية من جهة الشرق واجتيحت ديرحنا وسط إطلاق كثيف للنار.. خرج الشبان وتصدوا للفرقة بالحجارة ما تسبب بإصابة عدد من الشبان.. واصلت الفرقة تقدمها باتجاه عرابة وعندما وصلت اشتبكت مع الشبان".

ويقول: "الفرقة العسكرية واصلت تغولها حتى وصلت الساحة المركزية في عرابة.. وهناك انتهت ذخيرتها وبدأت بالتراجع.. عادت الفرقة بعد نصف ساعة وداهمت القرية بإطلاق النار وتصدى الشبان لها.. في تلك اللحظة ارتقى الشهيد خير ياسين بعد أن أصيب بعدة رصاصات في صدره".

ويضيف الجربوني، "أعلن صباح اليوم التالي بمكبر الصوت بسيارة الشرطة عن منع تجول وقالوا إن المخالف سيعاقب.. لكن الشبان والفتيات لم يقيموا وزنًا لهذا الإنذار وخرجوا جموعًا للمواجهة.. كتيبة مجنزرات دخلت إلى عرابة وتوجهت إلى البطوف ووصلت المدرسة الابتدائية اشتبكت مع الشبان والفتيات وكانت الاشتباكات حامية.. اعتقلوا عددًا من الشبان والفتيات.. وواصلت الكتيبة تقدمها وسط إطلاق نار كثيف".

ويردف، "أنا كنت هناك وسمعت في حينها قائد الكتيبة يقول للجنود أطلقوا النار على الشبابيك.. ووصلت الكتيبة إلى ساحة قريبة من الجامع.. خرج رئيس المجلس في حينه وطلب عبر مكبرات الجامع بأن يوقفوا الاشتباك.. وتوصلنا لاتفاق مع قائد الكتيبة بأن يخرج الجيش من البلد ليسود الهدوء".

ويوضح  القيادي أحمد جربوني أن الأطماع الإسرائيلية استمرت بأراضي المنطقة، حيث استمرت بمنع الفلاحين من الدخول الأراضي، وتابع، "في النهاية نحن حمينا أراضينا من المصادرة بدماء شهدائنا وجرحانا.

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر