مرة أخرى: مشاركة/عدم مشاركة

احتجاجات


  • الاثنين 20 فبراير ,2023
مرة أخرى: مشاركة/عدم مشاركة
احتجاجات ضد الحكومة الإسرائيلية

هنالك موقف استراتيجي حازم لدى لبيد بإقصاء العرب من المظاهرات، وهذا موقفه الثابت قبل المظاهرات، لبيد على قناعة بأن العرب يعطلون عليه وعلى صفوته الصهيونية وحتى الاشكنازية. وهو فعليًا أقرب إلى نتنياهو منه إلى الجماهير العربية، وفي الموقف من دولة إسرائيل أقرب إلى بن غفير وسموطريتش منه إلى الجماهير العربية ومواقفها التي تجمع عليها لجنة المتابعة. باعتقادي أنه نجح ومعه الاعلام العنصري بإقصاء جدول أعمال الجماهير العربية ودق اسفين المشاركة/عدم المشاركة وكأنها مسؤولية هذا الجمهور وليست وليدة موقفه الاستراتيجي ونهج المعارضة الإسرائيلية لحكومة نتنياهو - الصهيونية الدينية بأحزابها. لقد وقع البعض في هذا الفخ، لكن ليس الغالبية. الموقف من المظاهرات ومن المعارضة لا يمكن أن يكون براغماتيا، فلا معنى لموقف براغماتي من المعارضة، وكأنه أفضل هذه العنصرية من تلك الفاشية، فلنبقِ مكانًا لأخلاقيات السياسة.

عدم الانجرار وراء الأصوات الداعية إلى الالقاء بوزننا جماهيريًا في المظاهرات فيه إعادة اعتبار للسياسة وتحرير لها من نظريات التأثير على حساب الجوهر. ليست مشاركتنا ما تحمينا من الفاشية، بل معالجة نقاط ضعفنا على مستوى الاحزاب والحركات السياسية والهيئات والنخب، ضعفنا الجماعي هو أخطر تهديد علينا.

لا أقلل بأي شكل من خطر الفاشية الحاكمة على وجودنا وكياننا كجماهير وكشعب. وأتمنى أن تنجح المعارضة الإسرائيلية ومعها الضغط الدولي في إسقاط هذه الحكومة، وهو أمر مستبعد، وقد تتغير تركيبة الائتلاف الحاكم برئاسة نتنياهو. من يريد المشاركة فليقم بذلك ولا أحد يعترضه (ربما باستثناء لبيد  وأتباع موقفه)، وفي حالات معينة قد تتقاطع الاحتجاجات، إلا أن الادعاء بأنه إذا لم نشارك سوف يتوافقون في المعارضة والائتلاف على حسابنا هو غير دقيق، إنهم متوافقون على حسابنا يشبكون فيما بينهم وتتشابك أياديهم ضد شعب فلسطين ومن ضمنه نحن هنا في الداخل، إنهم متوافقون في كل حال ومن قانون القومية الى قانون سحب الجنسية والتطهير العرقي. دورنا مستقل عن نهج المعارضة الإسرائيلية، كلمتنا الجماعية ينبغي إسماعها على طريقتنا وعلى وتيرتنا وحسب أولوياتنا.

إن الرقابة الوصائية الاستعلائية التي حاول منظمو المظاهرات فرضها على كلمة ريم حزان القيادية في الجبهة والحزب الشيوعي في حيفا، هي دليل إضافي على أننا والمعارضة الاسرائيلية لسنا سيان، وكانت رسالتها الاهم انها رفضت الانصياع لإملاءاتهم.

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر