هل بات بن غفير عبئاً على الأمن الإسرائيلي؟

بن غفير


  • الاثنين 13 فبراير ,2023
هل بات بن غفير عبئاً على الأمن الإسرائيلي؟
بن غفير

زار وزير الأمن القومي بن غفير موقع عملية الدهس التي حصلت في القدس يوم 10 شباط/فبراير، تعرض خلالها لهتافات غاضبة من الجمهور بسبب تراجع الوضع الأمني وانهيار الأمان الشخصي.

بن غفير صرح للإعلام والجمهور في مكان الحادث بأنه أصدر تعليماته للشرطة بفرض اغلاق على العيساوية في القدس الشرقية المحتلة، وقدم التحية لرئيس الوزراء نتنياهو الذي تبنى سياسته، بقوله سيتم هدم بيت منفذ العملية “على الفور”.

وأكد ” نحن بصدد حملة “السور الواقي 2” في شرق القدس، والقيام بفرض حصار على البلدة وباقتحام كل بيوتها، وإجراء تفتيش بيتا بيتا. وكانت كاميرا القناة الأولى “كان” شهدت نقاشا حادا بين بن غفير والقائد العام للشرطة كوبي شبتاي الذي رفض بدوره أوامر مرؤوسه باقتحام بلدة العيساوية .

تحليل:

قبل تشكيل الحكومة، نجح بن غفير بتوسيع صلاحياته بشكل غير مسبوق، ليصبح مشرفا مباشراً على أداء الشرطة العملياتي، كما نجح في تحويل وزارته إلى وزارة سيادية تخضع لإمرته في كل ما يتعلق بالقدس المحتلة وفلسطين 48 ونقاط التماس الأكثر حساسية مع الفلسطينيين.

مقابل شعار “استعادة الحكم” و”محاربة الإرهاب” و”استعادة الأمن والأمان” فإن الواقع الفلسطيني وبالذات في القدس يشهد تصعيدًا متسارعا بعد زيادة منسوب القمع والترهيب وتكرار العمليات الفدائية والمواجهات، حيث تخضع المدينة بالكامل للسيطرة الإسرائيلية المطلقة.

وجد بن غفير نفسه في صدام مع المؤسستين الأمنية والسياسية، اللتان تعتبران “القدس الموحدة عاصمة إسرائيل الأبدية” بينما ما يقترحه من حصار وعدوان على الأحياء العربية في القدس يتنافى مع الموقف الإسرائيلي الاستراتيجي بشأن القدس.

تصاعدت رياح التوتر بين بن غفير والقائد العام للشرطة بعد استدعائه يوم 9 شباط قائد منطقة القدس لاستجوابه بشأن المظاهرات الشعبية امام منزل نتنياهو وتراجع الأمان في القدس حسب تعبيره، وقد قام بذلك متجاوزا مرجعيات الشرطة وقائدها العام.

جماهيريا يجد بن غفير نفسه في صدام مع جمهوره بعد كل عملية تحصل في القدس، إذ لا يقبل ناخبوه إحالة المسؤولية على الحكومة السابقة بينما تتصاعد وتيرة العمليات في القدس في دورة صلاحيات بن غفير الوزارية.

يتسارع التباعد في المواقف بين بن غفير ونتنياهو وحزب الليكود وكذلك مع وزير الأمن غالانت.

تعتبر المؤسسة الأمنية أن بن غفير لا يعتمد التقديرات الاستخباراتية وقد وقع في فخ جهله وبأنه أوقع رئيس حكومته ايضا في ذات الفخ بأن منفذ العملية حسين قراقع ليس من سكان العيساوية ولا يملك بيتا فيها بل يسكن بالايجار الشهري من احدى العائلات التي لا علاقة لها بالعملية.

من اللافت في هذا السياق تصريحات ويليام بيرنز رئيس السي آي إيه بشأن احتمال انتفاضة جديدة نتيجة للممارسات الإسرائيلية ولضعف السلطة الفلسطينية معا وكذلك نتيجة لوجود من يسعون الى التصعيد الصدامي الخطير في اشارة واضحة لبن غفير.

خلاصة:

تسببت العمليات في القدس لغاية الآن في إخفاق واضح لوزير الأمن القومي الذي أراد توسيع صلاحياته فارتدّت عليه كما ارتدت عليه تصريحاته ووعوده الانتخابية.

تشهد المرحلة توترًا جوهريًا بين بن غفير والشرطة وبينه وبين الحزب الحاكم برئاسة نتنياهو. ويبدو أن الشرخ آخذ بالاتساع

وباتت قضية فلسطين في صلب جدول الاعمال اليومي الاسرائيلي، بعدما تفاخرت الحكومات بأنها نجحت في استبعادها من أجندة الاقليم والعالم، لكنها باتت سببا في انها قد تعصف بتركيبة الائتلاف الحاكم.

بات الرأي العام يدرك بأنه لا يوجد حل إسرائيلي للعمليات الفدائية الفردية.

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر