"عيد الأعياد" في حيفا..محاولة إسرائيلية لترسيخ مفهوم "الحياة المشتركة"..ونشطاء: الحياة المشتركة وهم

 


  • الأحد 4 ديسمبر ,2022
"عيد الأعياد" في حيفا..محاولة إسرائيلية لترسيخ مفهوم "الحياة المشتركة"..ونشطاء: الحياة المشتركة وهم
"عيد الأعياد"

 

تفتتح بلدية حيفا في كانون أول/ ديسمبر من كل عام احتفالات ما يسمى "عيد الأعياد" احتفالًا بقرب الأعياد المسيحية والتي تتزامن مع عيد "الحانوكاه" اليهودي في محاولة لتسويق مفهوم "الحياة المشتركة" بين الفلسطينيين في حيفا وبين الإسرائيليين..

وسُمي "عيد الأعياد" بهذا الاسم لأنه يجمع بين الأعياد المسيحية وعيد "الحانوكاه" اليهودي، كما أن شهر رمضان المبارك تزامن في أحد السنوات مع هذه الأعياد، لذلك أطلقت عليه بلدية حيفا "عيد الأعياد".

ويرفض الفلسطينيون في حيفا الانخراط في احتفالات "عيد الأعياد"، معتبرين أن هذا العيد يحاول تسويق فكرة متأسرلة وهي أن هناك "حياة مشتركة" وتعايش طبيعي بينهم وبين الإسرائيليين.

تضييق على الفلسطينيين

يقول الصحفي رشاد عمري من حيفا، "من قرر فكرة عيد الأعياد قبل سنوات لم يهمه في حيفا مصير الفلسطينيين في حيفا أو غيرها، وحاول أن يسوق لمفهوم الحياة المشتركة بين العرب واليهود عن طريق ما يسمى عيد الأعياد".

ويتابع في حديث للجرمق، "عيد الأعياد وهم تعايش بين المظلوم والظالم، وتحاول بلدية حيفا التضييق على الفلسطينيين في حيفا من خلاله حتى بالقضايا الترفيهية، فمن الناحية العملية، يتم إغلاق الحارات الفلسطينية، وفي بعض الأحيان تطلب الشرطة البطاقات الشخصية لسكان الحارات الفلسطينية في حيفا".

ويشير إلى أن الحارات تتحول لفوضى ومرتع للغرباء أي "الإسرائيليين الذين يصلون للأحياء الفلسطينية تباعًا للاحتفال في عيد الأعياد"، قائلًا، "هؤلاء غريبون عن تراثنا، بموسيقاهم وبحركاتهم، يحاولون تحويل الأحياء لمكان للتسلية".

ويقول، "بسبب احتفالات بلدية حيفا بعيد الأحياء، يتم إغلاق الحارات الفلسطينية، حتى أن الفلسطينيين يستصعبون الدخول والخروج منها في حالات الطوارئ، وبالتالي البلدية لا تهتم بهذه الاحتفاليات بالفلسطينيين، وإنما تهتم فقط بالحديث عن وهم الأحياء المشتركة ومحاولة تسويقها".

كذبة التعايش

ويضيف للجرمق، "خلال هذه الأحداث أو الفعاليات لا نشهد مشاركة فلسطينية فيها أبدًا، وعلى العكس دائمًا مع نشعر بالامتعاض"، مشيرًا إلى أن هناك تناقض كبير بين ما تحاول بلدية حيفا تسويقه من "تعايش" بين الفلسطينيين والإسرائيليين وبين الواقع الحقيقي للفلسطينيين.

ووصف عمري احتفالات "عيد الأعياد" بـ "الفترينة" التي يتم فيها الحديث عن قضية "التعايش" في الوقت الذي يسقط شهداء ويتم الحكم على شبان من حيفا وغيرها بأحكام عليها على خلفية هبة الكرامة.

ويقول إن احتفالات "عيد الأعياد" ليست جديدة ولكنها أصبحت أمرًا واقعًا، إلا أن هناك شعور دائم لدى الفلسطينيين بعدم الانتماء لما أسماها بـ "بهلوانيات الحياة المشتركة".

وبدورها، تقول ثائرة زعبي الناشطة في حراك حيفا، "احتفالات عيد الأعياد ظاهرة خطيرة يتم فيها صرف ميزانيات هائلة، لتسويق هذه الفعاليات على أنها دليل على التعايش المشترك، ولكن الحياة المشتركة والتعايش كذبة اخترعتها بلدية حيفا ويريدون ترسيخها في عقولنا".

وتضيف للجرمق، "لا يوجد هناك تعايش أو حياة مشتركة بيننا وبين اليهود، نحن نعيش معهم في ذات المكان ولكننا لم نتعايش معهم".

وتضيف أنه في الوقت الذي يتم التحضير فيه لاحتفالات عيد الأعياد، تم تنظيم وقفة للتنديد بإعدام الشبان الفلسطينيين بالضفة، قائلة، "مبهج مشهد الوقفة التي شارك فيها فلسطينيون من حيفا، وتم فيها التنديد بإعدام شاب فلسطيني في حوارة بنابلس، فالوقفة كانت في حي الألمانية بحيفا وهو ذات المكان الذي يتم فيه التحضير لاحتفالات عيد الأعياد لتسويق وهم التعايش".

ومن جهتها، تقول الناشطة السياسية هيفاء عواد، "إسرائيل تريد الترويج لنفسها بأنها ديموقراطية وأن هناك تعايش وحياة جيدة مشتركة بين ’أبناء شعبها’، وما تفعله بلدية حيفا تحديدًا الآن هدفه التغطية على ما يحدث في الشارع الفلسطيني، من قتل للشبان وتحديدًا في الأيام الأخيرة".

وتتابع للجرمق، "تظن المؤسسة الإسرائيلية بأن الفلسطينيين غير واعين لمثل هذه المخططات، وفي المقابل نحن لدينا وعي كافي لنفهم أهداف هذه المشاريع الإسرائيلية".

وتقول، "عيد الأعياد وغيره من المشاريع الإسرائيلية ليست جديدة، وموجودة منذ سنوات طويلة، يحاولون إيهامنا بأن هناك حياة مشتركة بيننا وبين اليهود، ولكننا نرى على أرض الواقع ما يحدث".

وتشير إلى أن الشبان الفلسطينيين في حيفا وغيرها لديهم الوعي والحس الوطني الكافي لفهم ومواجهة هذه المخططات، مضيفة، "نحن لدينا مراكز الشبيبة والمدارس التي تقوم بتوعية الطلبة الفلسطينيين وتنميتهم على الحس الوطني لنبذ هذه المشاريع المتأسرلة".

وتقول عواد للجرمق، "لدينا أعيادنا كمسيحين ومسلمين ونعلم تمامًا كيف نحتفل بها، ولا نريد لإسرائيل بأن تقود احتفالاتنا".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر