كيف يقرأ دعاة مقاطعة انتخابات الكنيست نتيجة الدورة الخامسة والعشرين؟


  • الأحد 6 نوفمبر ,2022
كيف يقرأ دعاة مقاطعة انتخابات الكنيست نتيجة الدورة الخامسة والعشرين؟
الانتخابات

يرى دعاة مقاطعة انتخابات الكنيست الإسرائيلي أن نتائج الانتخابات الـ25 والأصوات التي حصلت عليها القوائم العربية لا تعكس مزاج الشارع الفلسطيني في الـ48، لافتين إلى أن ارتفاع نسبة التصويت إلى 55% بعدما كانت نحو 45% في انتخابات الكنيست الـ24 يعود إلى أسلوب التباكي والاستجداء الذي قامت به القوائم العربية هذه الانتخابات.

استجداء واستعطاف

ويعزو منهل حايك الناشط في الحراك النصراوي الفلسطينية أسباب ارتفاع نسبة التصويت بين فلسطينيي48 إلى 55% بينما لم تتجاوز الـ45% في الانتخابات السابقة إلى ترّشح حزب التجمع الوطني الديموقراطي للانتخابات بقائمة منفردًا بعيدًا عن الجبهة والعربية للتغيير، ولجوئه لأسلوب استعطاف واستجداء الجمهور الفلسطيني للتصويت له، قائلًا، "غالبية الأصوات الجديدة التي رفعت النسبة من 45% إلى 55% أي حوالي 10% ذهبت بغالبيتها للتجمع".

ويتابع في حديث للجرمق، "أسباب أخرى أدت إلى رفع النسبة إلى 55% وهي أن بعض الأحزاب التي حاربت التجمع استنفرت بعض مؤيديها وكوادرها التي كانت تجلس في المنزل وكانت ممتنعة عن التصويت لدعمها في هذه الانتخابات"، مضيفًا، "من المهم هنا التفريق بين الممتنع عن التصويت، والمقاطع المبدئي، وشتان ما بين هذا وذاك، فالمقاطع المبدئي، يكفر بالكنيست في جميع حالاته وظروفه".

وحول تيار المقاطعة ونسبة المقاطعين المبدئيين يقول حايك للجرمق، "لا يمكننا إحصاء نسبة المقاطعين المبدئيين بدقة، ولكن بحسب نتائج الانتخابات الأخيرة، فإن نسبتهم ما بين 30% إلى 35%، وهذه النسب في تزايد، فسابقًا خلال السنوات الماضية، لم تكن نسبة المقاطعين المبدئيين تتجاوز 10 إلى 15%".

ويضيف، "في الفترات الأخيرة نحن في تزايد، وهذا التزايد مبارك، نحن لا نملك عصا سحرية، ولا نملك المال العابر للقارات لتنظيم أنفسنا والقيام بحملات للدعوة للمقاطعة كما تفعل القوائم الانتخابية".

وبدوره يقول سامي ناشف الناشط السياسي وعضو في حركة "كفاح"، "الارتفاع في نسبة التصويت إلى 55% كان بسبب تباكي القوائم العربية، ومحاولات تخويف الجمهور الفلسطيني في الداخل من فزاعة بن غفير"، مضيفًا، "في الانتخابات السابقة حاولت القوائم العربية إخافة الجمهور من نتنياهو، وخرجت دعايات انتخابية تدعو لإسقاطه عن طريق التصويت للقوائم العربية، ولكن في هذه الانتخابات أيقنت القوائم العربية أن نتنياهو سيشكل رئاسة الحكومة فبالتالي استخدمت فزاعة أخرى وهي بن غفير".

ويتابع حديث للجرمق، "الجماهير طيبة بفطرتها، وتحرّكها دعوات إسقاط أي شخص عنصري يعمل ضدها، "مؤكدًا على أن، "الأحزاب لم تعمل بمنطق، وإنما عملت بأسلوب الاستعطاف، وخاصة التجمع، الذي لم يعمل على بناء حركة وطنية، وإنما قام باستعطاف الجماهير، ولعب على عواطفها، ما أدى لرفع نسبة التصويت 10%، خاصة من المترددين الذين فضلوا التصويت للتجمع بناء على خطاب رئيس القائمة سامي أبو شحادة الجيد الذي رأوه خلال دورة الكنيست الماضية".

خفض نسبة التصويت مستقبلًا

وحول احتمالية انخفاض نسبة التصويت مستقبًلا عن 55%، يقول الناشط منهل حايك للجرمق، "إذا قرر التجمع مستقبلًا إعادة النظر في دخوله للكنيست الإسرائيلي بشكل مبدئي، وليس فقط لأنه لم يعبر نسبة الحسم، فنتوقع أن تزداد نسبة المقاطعين بـ13%، وسينضمون لتيار المقاطعة، فالتجمع أصبح قوة ثانية بين المصوتين ولا يمكن إنكار ذلك، وهذه الانتخابات فرزت الأحزاب والمصوتين".

ومن جهته يقول سامي ناشف للجرمق، "نسبة التصويت ستنخفض في الانتخابات القادمة عن 55%، تاريخيًا منذ سنوات الـ2000 النسبة في انخفاض، وبالنسبة للتجمع فإنه سيختفي خلال هذه الدورة، خاصة إذا استمرت الحكومة أكثر من عام ونصف، وبالتالي، لن يكون تعويل عليه في الانتخابات  القادمة، كما أن صوت من يرفضون الدخول للكنيست في حزب التجمع سوف يعلو، فهناك نسبة جيدة تقول إن منبرنا ليس الكنيست".

كيف يفسر التيار المقاطع حصول الموحدة على 5 مقاعد؟

ويعزو منهل حايك الناشط في الحراك النصراوي الفلسطيني أسباب حصول القائمة الموحدة إلى 5 مقاعد في انتخابات الكنيست الـ25 إلى أن تيار المقاطعة وأحزابه استثنت القائمة الموحدة وتيارها من حملتها، مضيفًا أن الموحدة حصلت على ما يقارب 20 ألف صوت إضافي عن انتخابات الكنيست الـ24.

ويتابع للجرمق، "التيار المقاطع لم يعطِ الدعوة لمقاطعة الموحدة حقها، وكذلك القوائم العربية الأخرى وهي التجمع وتحالف الجبهة والتغيير انشغلت في معاركها ضد بعضها البعض وتحديدًا الجبهة والتجمع، وبالتالي كانت الموحدة بعيدة عن هذا الجدال".

ويضيف، "تحالف الجبهة والعربية للتغيير هم الأقرب للموحدة من حيث النهج، وهم جزء من الاندماج ولم يحاربوا الموحدة بشكل كبير، ولكن اللوم الأكبر في حصول الموحدة على 5 مقاعد هو بسبب تيار المقاطعة وليس القوائم".

ويقول منهل للجرمق، "وفقًا للأرقام، أينما كان هناك انخفاض للتصويت للأحزاب الصهيونية كان هناك ارتفاع للتصويت للقائمة العربية الموحدة، وهذا الارتفاع يدل على أن الأحزاب الصهيونية دفعت بجمهورنا إلى التصويت للموحدة".

ويقول، "انخفاض التصويت للأحزاب الصهيونية ليس انخفاضًا مبشرًا، فهي انتقلت من التصويت للأحزاب الصهيونية الناطقة بالعبرية إلى حزب صهيوني ناطق بالعربية (الموحدة)".

النقب سبب صعود الموحدة

ويُشير منهل حايك للجرمق إلى أن الموحدة حصلت على نسبة كبيرة من الأصوات من النقب، قائلًا، "لم يكترث أحد من القوائم أو الأحزاب الأخرى في النقب، ولأن الموحدة هي أكثر الأحزاب العاملة في النقب عن طريق الجمعيات والتوظيفات ولها منظومة كاملة موجودة اقتصادية واجتماعية، ساهم بشكل كبير في ذهاب أصوات النقب لها".

ويتابع للجرمق، "الأحزاب تستمد قوتها من الجمعيات وتتواصل مع الناس بشكل غير أخلاقي، والمطلوب هو إغلاق هذه الجمعيات وعودة العمل الشعبي الحقيقي دون المال السياسي الذر، حينها ستختلف الصورة كليًأ".

ويُشير حايك إلى أن العشائرية والقبلية لا تزال حاضرة في النقب ولدى البدو بشكل أكبر منها في مناطق الشمال، وهذا أيضًا يمكن أن يكون سبب في حصول الموحدة على معظم أصواتها في النقب.

ومن جهته، يقول الناشط سامي ناشف للجرمق، "الدولة وجهت جلّ اهتمامها لدفع الناس للتصويت للموحدة، كما أن الموحدة استخدمت أسلوب تجارة الأصوات، فالحكومة السابقة أعطت منصور عباس 30 مليون دولار، وقالت تصرف بها كيفما تشاء، وبدوره بدأ يشتري بالأصوات".

ويقول، "إسرائيل معنية بشخص مثل منصور عباس، يفقد الخطاب الوطني ويجعل نضالاتنا ذنوب، وإسرائيل قامت باصطياده بالمال".

هل تعكس نتائج الانتخابات مزاجية الشارع؟

بحسب الناشط منهل حايك، فإن نتائج الانتخابات الإسرائيلية لا تعكس مزاج الشارع الفلسطيني، وتحديدًا الانتخابات الأخيرة، قائلًا، "الانتخابات الأخيرة كان فيها كمية كبيرة من الاستجداء والتباكي، ونظام الفزعات، والتخويف من فزاعة بن غفير، حتى رأينا أن بعض المقاطعين قرروا التصويت للتجمع فقط من باب الشفقة".

ويقول للجرمق، "أنا لا أحزن على سقوط أي حزب من الأحزاب، هذا ما نريده، أن يسقطوا جميعًا، هناك حقائق أخرى أنه كلما ارتفعت نسبة التصويت لدى العرب، كان هناك ارتفاع لقوة اليمين المتطرف في الكنيست، هذا البعبع من اليمين لا يخيف، دعونا نقاطع مرة واحدة".

برنامج تيار المقاطعة بعد الانتخابات

ووفقًا لمنهل حايك، فإن الخطوة الأولى التي يجب الانطلاق منها لتقوية تيار المقاطعة على اختلاف أيدولوجيات أحزابه، من الإسلامي لليساري للقومي، هي ترميم لجنة المتابعة وانتخابها بشكل مباشر من قبل الجمهور.

ويقول حايك للجرمق، "صحيح أن هذا المطلب قديم ولكن لم يضغط أحد من أجله، سواء أحزاب أو مركبات في اللجنة، ويجب انتخاب اللجنة لتكون سقف وحدوي للفلسطينيين في الداخل، وإن لم تقبل الأحزاب يجب على الحركة الوطنية في الداخل بناء جسم وحدوي لا يهم ما اسمه ولكن يجب أن يعمل على تفعيل عمل فلسطينيي48 الداخل".

ويُشير إلى أن لجنة المتابعة مستندة في تقسيمتها إلى انتخابات الكنيست، وهذا ما يمنع انتخابها، قائلًا، "اللجنة مرتبطة بالكنيست وأحزابه، وتعتاش منها اقتصادية، في الوقت الذي يجب أن تكون فيه لجنة قومية، ولها صندوق قومي فلسطيني".

وبدوره، يقول سامي ناشف، "الخطوة القادمة لتيار المقاطعة هي إفشال الحزبين اللذين بقيا في الكنيست في الكنيست (الموحدة والجبهة الديموقراطية (الحزب الشيوعي الإسرائيلي)، وتعريتهم أمام الجمهور الفلسطيني في الداخل"، مضيفًا، "التجمع حُرقت ورقته وخرج، والآن علينا إسقاط العمالة السياسية، وتعرية خطابهم وتبيان الاختلاف بين ما يقولونه في الشارع وما يقولونه في أروقة الكنيست، كما علينا التواجد في الشارع بشكل أقوى".

ويختم ناشف حديثه للجرمق بأن تيار المقاطعة يعمل بشكل جيد، وفي تزايد دائم، قائلًا، "في فترة من الفترات كانت نسبة التصويت 77%، والآن نحو 50% وهناك تقدم مستمر، ولولا تباكي القوائم ودعمها من قبل الدعاية الصهيونية لما وصلت لهذه النسبة".

 

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر