هذه هي الحالة التي يعيشها الفلسطينيون بأراضي48 بالتزامن مع الحرب على غزة

خاص- الجرمق


  • الاثنين 21 أبريل ,2025
هذه هي الحالة التي يعيشها الفلسطينيون بأراضي48 بالتزامن مع الحرب على غزة
أرشيفية

بين حالة اللامبالاة التي تهيمن على المشهد الشعبي، وغياب واضح للقيادات السياسية، يمر المجتمع الفلسطيني في أراضي الـ48 بواحدة من أكثر مراحله هشاشة سياسيًا ووطنيًا. في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، تتعالى أصوات الناشطين والمثقفين محذّرين من خطر التحلل الجماعي من المسؤولية، وسط تصاعد القمع، وشعور عام بالعجز، والارتباك في الدور السياسي والشعبي المطلوب

افتقار لمقومات النضال الجماعي

ويقول الناشط السياسي أرام كيوان للجرمق إن المجتمع الفلسطيني في أراضي الـ48 يمر بحالة من الضعف السياسي وانعدام المبادرة، مشيرًا إلى أن “الداخل يفتقر اليوم إلى كل مقومات النضال الجماعي، فلا تنظيم فعلي، ولا مبادرات حقيقية، وحتى الإحساس بالانتماء الوطني الذي كان حاضرًا في لحظات تاريخية سابقة، يبدو وكأنه تلاشى خلال الحرب الأخيرة على غزة”.

ويضيف كيوان أن مظاهر الفرح والسفر، وحتى ضعف التضامن الشعبي، تعكس حالة من اللامبالاة، لافتًا إلى أن “هناك قلة من النخب السياسية والمثقفين الذين أظهروا تضامنًا صادقًا مع غزة، لكن الصورة العامة تعكس حالة من الجمود وفقدان البوصلة”.

غياب المبادرة واللوم على القيادات

ويتابع: “اللوم لا يقع فقط على الناس، بل بالدرجة الأولى على القيادات السياسية في الداخل، التي لم تعد تمتلك لا الرؤية ولا المبادرة، بل وتلجأ إلى حجج واهية عن كونها ملاحقة أو مكبّلة، لتبرير غيابها عن الساحة”.

وختم كيوان بالتساؤل: “إذا كانت القيادات السياسية تعترف بعدم قدرتها على الفعل، فما هو دورها إذن؟”.

حالة غير مسبوقة من العجز

يقول السكرتير العام للجبهة، أمجد شبيطة، في حديث لموقع الجرمق، إن أراضي48 تعيش لحظة غير مسبوقة من الشعور بالعجز واليأس، وسط مشاهد الإبادة الجماعية التي تُبث على الهواء مباشرة من غزة، دون أن يكون للعالم أي قدرة حقيقية على وقفها، وهو ما يُعمّق الإحساس لدى الفلسطينيين بأراضي48 “عزّل” في دولة تقمعهم بشكل ممنهج.

ويضيف شبيطة: “لما نشوف كل العالم حاضر معنا بالمشهد وما حدا قادر يأثر، فشو ننتظر من المواطن العربي اللي عايش تحت القمع؟ كيف ممكن يغيّر؟ بنعيش شعور لا حول لنا ولا قوة، وهذا الإحباط عم بيتعزز مع تصاعد القمع – من اعتقالات لصحفيين وفنانين، إلى ملاحقة شبان وناشطين واعتقالات إدارية دون محاكمات، في وقت ما شفناش محاسبة لأي قيادي سياسي من الداخل”.

رغم القمع.. الشباب واعٍ 

وتابع شبيطة: “رغم ذلك، شبابنا واعي، عارفين الصح من الغلط، ورافضين الاحتلال والجرائم، لكن المشكلة الحقيقية هي في الإحساس بالوحدة وقلة الحيلة. مهمتنا كمجتمع وقيادات إنّا نقول لهم: لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه. حتى لو كانت وقفة بسيطة، أو صوت مرفوع بمكان بعيد عن التأثير المباشر، ضروري نعمله – مش بس لإرضاء الضمير، بل كرسالة لأولادنا إنه إحنا لسا واقفين”.

ويشدد شبيطة على أن السياسات الإسرائيلية باتت أكثر قمعًا، خاصة تجاه من يتظاهر أو يعبر عن موقفه، مشيرًا إلى أن “الداخل الفلسطيني اليوم يواجه حملة ممنهجة من الترهيب والخنق السياسي، تُصعّب أي حراك وتُعقّد إمكانية الفعل الجماعي”.

واختتم بالقول: “من السهل لوم الناس، لكن الحقيقة إن الأمور مركّبة، والمشهد السياسي والاجتماعي ليس بسيط، ما عنا جواب جاهز عن سؤال: وين أهل الداخل؟ بس اللي بنعرفه إنه ما بصير نسكت، ولا نبرر غيابنا. لازم نكمل نرفع صوتنا، حتى لو كان الثمن غالي”.

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر