هيئة شؤون الأسرى: أوضاع صحية صعبة للأسرى في السجون الإسرائيلية وتصاعد معاناتهم
الأسرى

نشرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، في تقريرها الصادر اليوم الثلاثاء، تفاصيل مأساوية عن الأوضاع الصحية والمعاملة القاسية التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية، لا سيما في سجن الرملة وسجن عوفر. وكشفت الهيئة عن العديد من الحالات المرضية التي تتفاقم بسبب الإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة السجون.
وأفادت الهيئة بأن الأسير إبراهيم أيوب شلهوب (28 عامًا) من طولكرم، يعاني من آلام شديدة وصعوبة في الكلام نتيجة إصابته بـ 14 رصاصة في جسده خلال اعتقاله في 27/12/2024. وأكد محامو الهيئة أن الأسير شلهوب يتعرض لأسوأ أساليب التعذيب النفسي في السجن، حيث يتعرض للتهديد المستمر بالقتل من قبل إدارة السجن.
وأضافت الهيئة أن الأسير محمد فيومي (32 عامًا) من قلقيلية، يعاني من ثقب في المثانة وإصابات في يده اليمنى وحوضه جراء تعرضه للرصاص أثناء اعتقاله في 21/11/2024. ورغم تحسن حالته الصحية تدريجياً، إلا أنه ما زال يعاني من آثار الإصابة ويحتاج إلى رعاية طبية مستمرة.
كما لفتت الهيئة إلى أن الأسير ناصر موسى عبد ربه (58 عامًا) من صور باهر بالقدس، تعرض لإطلاق رصاص مطاطي من مسافة قريبة، وتم دهس قدمه من قبل أحد السجانين مما أدى إلى تفاقم الجرح وإصابته بالتهابات شديدة، ما استدعى نقله إلى عيادة سجن الرملة. يُذكر أن عبد ربه أسير سابق، حيث تم اعتقاله لأول مرة في عام 1988 وأعيد اعتقاله في عام 2014، ومن المقرر أن يتم الإفراج عنه في أكتوبر 2025.
وفي سجن عوفر، ذكرت الهيئة أن الأسير محمد ريان (24 عامًا) من بيت دقو يعاني من فقدان يده اليمنى وأصابع يده اليسرى جراء حادث قبل اعتقاله. ورغم حاجته إلى علاج خاص ومسكنات للألم، إلا أن إدارة السجن تتجاهل حالته وتتعمد إهماله الطبي، مما يزيد من معاناته.
أما الأسير عبد الحفيظ غزاوي (25 عامًا) من مخيم قدورة في رام الله، فيعاني من مرض الجرب (السكابيوس) الذي ينتشر داخل السجن. ويعاني غزاوي من الحكة الشديدة والطفح الجلدي، ورغم تفاقم حالته، إلا أن إدارة السجن لا توفر له العلاج المناسب.
كما أوضحت الهيئة أن الأسير فارس فاروق مره (27 عامًا) من بيت دقو تعرض للضرب الوحشي داخل سجن عوفر في فبراير الماضي. حيث تم تجريده من ملابسه وضربه بشدة على الرغم من إصابته ببلاتين في قدمه. وأشار مره إلى أن مرض الجرب منتشر في قسمه، وأن الأسرى يعانون من نقص حاد في الأدوية والعلاج.
الهيئة أكدت أن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية يعانون من قسوة المعاملة وظروف اعتقال صعبة. وأضافت أن إدارة السجون تواصل تجاهل حقوق الأسرى في الحصول على الرعاية الطبية المناسبة، مما يفاقم معاناتهم الصحية والنفسية. وحذرت الهيئة من أن هذا الإهمال الطبي يشكل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان ويزيد من معاناة الأسرى الذين يواجهون ظروفًا صحية صعبة.
كما أشارت الهيئة إلى أن العديد من الأسرى يتعرضون لأساليب تعذيب جسدي ونفسي، منها الضرب الوحشي، والتهديد بالقتل، والحرمان من الزيارة والاتصال بالعالم الخارجي. وطالبت الهيئة المؤسسات الحقوقية الدولية بالتدخل الفوري لتأمين حقوق الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وضمان حصولهم على العلاج والرعاية الطبية اللازمة.
هذه التقارير تأتي في وقت يزداد فيه القلق على صحة الأسرى الفلسطينيين، وسط استمرار الانتهاكات الإسرائيلية التي تهدد حياتهم.