"اليوم التالي" للحرب..أين أضحت أهداف الحرب التي أعلنها نتنياهو منذ أكثر من 15 شهرا؟

لطالما ردد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مدار 15 شهرا أن "إسرائيل" تسعى من خلال حربها على قطاع غزة تحقيق أهدافها التي وضعت بعد 7 من أكتوبر 2023 أي بعد انطلاق معركة "طوفان الأقصى" التي أطلقها كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس.
ومن أبرز أهداف الحرب التي رددها نتنياهو على مدار أشهر الحرب، هي "القضاء على حركة حماس في قطاع غزة"، وهو ما لم يستطع نتنياهو تحقيقه وفق محللين عسكريين إسرائيليين سارعوا لانتقاد المشاهد التي خرجت من قطاع غزة عقب دخول حيز وقف إطلاق النار التنفيذ صباح 19 من يناير/كانون ثاني 2025.
أين أضحت أهداف نتنياهو من الحرب؟
ويقول المحلل السياسي والكاتب أمير مخول، "نتنياهو سوف يواصل محاججته وروايته أنه انتصر وأن حماس قد تدمرت من حيث البنية التنظيمية فيها، بقي هناك البعض، وكان يتحدث سابقا عن وجود كتيبة في شمال غزة وهو يريد القضاء عليها".
ويتابع، "في المقابل، أول يوم من الاتفاق لو يكن هناك انتصارات في نهاية المطاف في الصورة العامة، والموضوع ليس ما يأتي عبر الإعلام لأنها عادة ما تكون رسائل سياسية، ولكن الواضح أن إسرائيل تحقق أهدافها كما حددتها الحكومة الإسرائيلية، وهي القضاء على حماس بالكامل أو إبادتها كما يريد سموتريتش، والقضاء على فكرة الربط بين غزة والضفة وهذا غير وارد حاليا، أو القضاء على قضية فلسطين من خلال القضاء على غزة".
ويضيف للجرمق، "بدأ التبادل، وخلق مزاج إسرائيلي جديد وكان أكثر مزاج للتعقل بخلاف الأشهر الأخيرة أن الحرب يجب أن تستمر، وكان الرأي العام المركزي باتجاه الصفقة وأنه إذا عادت ثلاثة محتجزات بصحة جيدة يعطي أمل أنه يمكن إنقاذ الكثير منهم".
ويردف، " كان هناك احتجاج ورفض كبير في الرأي العام الإسرائيلي لتصريحات سموتريتش وبن غفير".
ويتابع، "الأمر في الشأن السياسي يختلف، هذا المزاج تشكل قوة أنه إذا حاول نتنياهو أن يتراجع عن الصفقة سيلاقي مواجهة شعبية أو قوية جدا بالمجتمع الإسرائيلي لمنعه من القيام بذلك أو الدفع باستمرارها وهذه قد تكون كما يبدو مرافقة لعودة ترامب للبيت الأبيض الذي له وزن كبير في السياسة الإسرائيلية ويقرر ويحسم وأعتقد لا يستطيع نتنياهو تجاهله".
ويقول للجرمق، "هناك أيضا ظهرت مطالبات بلجنة تحقيق والصراع داخل اليمين تحول للمطالبة بانتخابات مبكرة وهذا ما أتت به أييليت شاكيد أي من أوساط الصهيونية الدينية السابقين".
ويتابع، "نتنياهو لم يقل سنعود للحرب ونقطة، هو قال سنعود للحرب إذا اضطررنا وهذا يعني أنه لن يعود".
ويضيف، "يبدو أن الأمور حتى الآن ستسير بالصفقة، ومن الصعوبة بمكان وقفها، وستؤدي لوقف الحرب ولا مكان للحرب فيما بعد".
ويردف للجرمق، "الآن تبدأ عملية جرد الحسابات لدى كل طرف، ربح وخسارة ولكن هذه قضية أخرى وهذا يبدو المسار الأوسع للردع، وأيضا سيتغير في غزة التوزيع السكاني وانتقال السكان لمناطق مختلفة وهناك قوى لوائية وهناك مسعى أمريكي للتواجد في غزة وبالتالي كل ذلك لا يتيح المجال لحرب كما كانت بالشكل السابق، قد يكون هناك خطة لدى نتنياهو للتوجه نحو إيران باعتبار أنها هي من تبقى من محور الشر كما يقول".
مستقبل الحكومة في ظل استقالة بن غفير
ويقول مخول للجرمق، "بن غفير لم يؤثر على الحكومة ولكن خلق استشعار أن هذه الحكومة بدأت تتهاوى أي في بداية التهاوي وليس في خضمّه ولكن لا يوجد من يسقطها ولكنها قد لا تصمد، حيث كان هناك نداءات من أييلت شاكيد التي تعتبر أنها من أقطاب اليمين العقادئي للذهاب لانتخابات مبكرة وهناك من قاد خطة الجنرالات ويدعو لتغيير القيادة العسكرية والسياسية بذات الوقت على اعتبار غيورا أيلاند أن إسرائيل قد أخفقت في هذه الحرب".
ويقول، "الأمور تذهب باتجاه لتقديم موعد الانتخابات وهذه إمكانية واردة كما يبدو ولكن لا شيء مضمون، وأمام نتنياهو مسار أن يغيّر ائتلافه أو يدعو لانتخابات، ولكن لا يوجد لديه بدائل بتغيير الائتلاف وإنما يوجد بدائل لتمرير الصفقة وليس كحلفاء سياسيين ولذلك وضعه صعب الآن خاصة بعدما تحولت المعركة لداخل المعسكر اليميني".
هل حقق نتنياهو أهداف الحرب؟
ويتابع للجرمق، "نتنياهو ليس فقط لم يحقق أهداف الحرب وإنما عليه مسؤولية أساسية سيادية بأحداث 7 أكتوبر، وهو ذات الإخفاق، والمسؤولية إسرائيليا تقع على عاتق قيادة الجيش، ولكن نتنياهو لا يستطيع أن يتنصل من مسؤوليته عن هذا الإخفاق".
ويضيف، "لم تُحقق الحرب أهدافها، وإسرائيل توسعت بشكل جدي وخطير في غزة ولبنان إلى حد معين وفي سوريا والآن لا تستطيع أن تستثمر ذلك التوسع إلا بالانسحاب ويبدو أن هذا مصير الوضع في غزة لأنه لا توجد جهة في إسرائيل تريد أن يكون في غزة حكم عسكري إسرائيلي، وإسرائيل لا تستطيع إعادة العجلة للوراء وتهجير السكان من جديد لأن الصفقة هي أيضا حاجة إسرائيلية وليست فقط حاجة فلسطينية".
ويوضح أن، "الصفقة حاجة إسرائيلية بامتياز وحاجة عربية ودولية، والتقدير أن إسرائيل لا تستطيع أن تعود للحرب كما يطمح أقصى اليمين الآن".