أضرار مادية تفضح الرواية الرسمية

وفقا لسلطة الضرائب الاسرائيلية فإن الأضرار التي لحقت بالبيوت والممتلكات المدنية الخاصة جراء الهجوم الصاروخي الإيراني في الاول من اكتوبر، تصل لغاية 200 مليون شيكل. هذه التكلفة لا تشمل الأضرار التي لحقت بالقواعد العسكرية التي استُهدفت والتي عادة ما لا يتم التصريح بها وتتحمل مسؤوليتها وزارة الأمن. كما أن المعطيات لا تشمل الاثار النفسية و الهلع والصدمة، ولا تشمل الممتلكات العامة والبنية التحتية.
معظم الأضرار في الممتلكات المدنية لم تكن تدميرية وإنما نتيجة الانفجارات في المحيط السكاني والشظايا. ففي اعقاب الغارة الصاروخية الايرانية تم رفع 2500 شكوى تعويضات مقابل الأضرار المادية. وفقا للمعطيات الاسرائيلية فإن الأضرار الناتجة عن الصواريخ البالستية هي الأكبر وذلك نظرا للقوة التفجيرية ولمدى وصول الشظايا منها ومن الصواريخ الاسرائيلية الاعتراضية.
خلال العام الأول من الحرب فإن سلطة الضرائب تقدر بأن مجموع الأضرار بالممتلكات المدنية يصل الى نحو 1.5 مليار شيكل بالاضافة الى المبالغ التي قدمتها الدولة لمديرية "تكوما" المعنية بجبر الأضرار المادية في بلدات "غلاف غزة". تشمل المبالغ السالفة شكاوى التعويضات التي تصل الى 49 ألف شكوى الى ضريبة الاملاك، ومنها 30 ألف شكوى اضرار في المباني، و16 ألف شكوى اضرار في السيارات و608 شكاوى مقابل أضرار لحقت بالمصالح الزراعية.
من المتوقع ان ترتفع أعداد الشكاوى بشكل متسارع مع تصاعد الحرب على الجبهة الشمالية واستهداف كل المدى الاسرائيلي ردا على حرب الدمار الشامل على لبنان وغزة. فلغاية الآن نحو 60% من الشكاوى (30 ألفا) تقدم بها الجنوب، بينما في منطقة مركز البلاد تصل الشكاوى الى 11 ألفا، مقابل 8 آلاف شكوى تعويضات في الشمال، في حين ان الاضرار التي تلحق بالممتلكات في الشمال في تصاعد كبير حاليا. يذكر ان معظم سكان الشمال الاسرائيليين لا زالوا نازحين بعيدين عن بيوتهم وبلداتهم.
وفقا لصحيفة دي ماركر ونتيجة لغموض الرواية الرسمية الاسرائيلية فقد شهدت البلاد حالة قصوى من عدم الثقة، وانتشرت على وسائل التواصل القناعة بوجود "شيء ما يخفونه عن الجمهور، بل يكذبون" في اشارة الى الجيش والحكومة، إلى أن انكشفت الحقائق حول حجم الأضرار التي تسببت بها الصواريخ الايرانية، وترافق ذلك مع أزمة ثقة داخلية.
قراءة:
• في حين سعى الناطق العسكري الى عدم الحديث عن الأضرار التي نتجت عن الهجوم الصاروخي الإيراني، فقد كشفت معطيات سلطة الضرائب حجم الأضرار وتوزيعتها الجغرافية، مما يدحض إنكاره لوقوع اضرار وللتخفيف من وقع العملية الايرانية، الامر الذي يدفع الى تآكل ثقة الاسرائيليين بالمعطيات الرسمية الصادرة عن الجيش والحكومة.
• ان اقتصار المعطيات المعلنة على الأضرار التي لحقت بالسكان وليس بالجيش وقواعده ومنشئاته، يشير الى ان الاضرار كانت أكبر بشكل جوهري، خاصة وان الصواريخ كانت موجهة بالأساس نحو أهداف عسكرية وأمنية. وقد تطلب الأمر أيام إلى حين اعترف الناطق العسكري باصابة قواعد سلاح الجو مباشرةً، بعد ان كشفت ذلك مصادر اجنبية.
• معظم الاستهدافات من لبنان كانت لمواقع عسكرية إسرائيلية ولبلدات النازحين غير المأهولة حاليا في المناطق الحدودية، اي ان جلّ المعطيات الرسمية عن الاصرار العسكرية لم تنشر بعد وقد لا يتم الإفصاح عنها نتيجة لفرض الرقابة العسكرية.
• مع تعمق الاستهدافات باسلحة الدمار الشامل في لبنان، وبالمقابل داخل إسرائيل نتيجة الرشقات الصاروخية فمن المتوقع أن تتضاعف الأضرار المادية. لا تزال مآلات الحرب غير واضحة وبعيدة عن الحسم. في حال تدحرجت الأمور نحو حرب استنزاف طويلة الأمد فإن الاضرار قد تتضاعف وبشكل متسارع.