نقل الفرقة 98 في الجيش الإسرائيلي للشمال.. ما الذي تخططه "إسرائيل" للجبهة الشمالية؟
نقل الجيش الإسرا

نقل الجيش الإسرائيلي الفرقة 98 وهي فرقة نظامية تضم وحدات مظليين وقوات كوماندوز، إلى الجبهة الشمالية، حيث أوضحت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن الجيش بدأ ينقل معظم قواته النظامية إلى الجبهة الشمالية، وأبقى على فرقة واحدة نظامية فقط في قطاع غزة إلى جانب قوات الاحتياط.
ويأتي ذلك في ظل سقوط عشرات الشهداء وآلاف الجرحى في تفجير أجهزة اتصال محمولة على مدار يومين متتاليين في مواقع مختلفة من لبنان، حيث توّعد حزب الله في بيان له بالرد والقصاص على التفجيرات.
ويقول المحلل السياسي والكاتب نضال محمد وتد للجرمق، إن، "نتنياهو يريد زج حزب الله ولبنان بقوة في جبهة جديدة تريح إسرائيل من الثقل الحاصل لها في قطاع غزة وهناك دعوات منذ أشهر تدعو الحكومة الإسرائيلية انتهاز الفرصة الحالية وتوجيه ضربة قاسية لحزب الله وتحقيق أهداف استراتيجية إسرائيلية لكي يبقى حزب الله وراء نهر الليطاني، وهو يوجه ضربات متتالية لإحراج حزب الله ودفعه للرد على الاعتداءات الإسرائيلية".
ويتابع للجرمق،، "نتنياهو يحاول أن يزج لبنان في حرب في الوقت الذي لا يكون فيه حزب الله مستعدا، بمعنى أن يفرض نتنياهو على الحزب المواجهة دون أن يكون استعد لساعة صفر محددة سواء هو أو أي من الجبهة اللبنانية وتحويل الموقف في جنوب لبنان من جبهة مساندة كما يسميها حزب الله، إلى الانشغال بحرب حقيقية تتعدى حدود جبهة المساندة لتحقيق أهداف مختلفة وهو يسعى بهذه الطريقة لاستقبال رد شديد من حزب الله ليحصل على شرعية دولية".
ويردف، "إسرائيل تلقى الآن تأييدا مطلقا في هذا السياق من الولايات المتحدة حتى لو صرحت الأخيرة عبر جهازها الدبلوماسي ووزارة الخارجية وعناصر أخرى أنها لا تريد الخوض في حرب الآن بجنوب لبنان أو تسعى للتوصل لحل دبلوماسي والحل معروف حزب الله أعلن أنه سيوقف جبهة الإسناد في حال انسحبت إسرائيل من غزة".
ويقول، "إسرائيل تريد انتهاز الفرصة الحالية تحت شعار إعادة سكان الشمال لبلداتهم، والأمر واضح في أي دولة في حالة حرب طبيعي جدا أن تسعى الدولة إلى إعادة مواطنيها الذين تم إخلاؤهم لبلداتهم، ولكن نتنياهو يجعل من هذا هدفا للفت أنظار الرأي العام الإسرائيلي عن المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة والقول بأنه لا يتناسى أمر المواطنين في الشمال وأيضا أنه إلى جانب بذل الجهود في قطاع غزة لاستعادة الرهائن لدى حماس وإنما أيضا يبذلها لإعادة السكان لبلدات الشمال".
ويتابع، "نتنياهو يحاول استغلال الدعوات الشعبية في إسرائيل لضرب حزب الله كما قال قبل أسبوعين في مؤتمره مع وسائل الإعلام الأجنبية، أن الهجوم الذي حصل بهذا النطاق على قطاع غزة تم الآن لأنه لم تكن في السابق شرعية داخلية في إسرائيل ولا شرعية دولية لإعادة احتلال قطاع غزة وفرض ربما حكم عسكري فيها".
ويقول، "الآن يريد نقل نفس الشيء للشمال، هناك أصوات عالية جدا و عشرات آلاف الاسرائيليين من مستوطنات الجليل والجليل الأعلى يطالبون بالعودة إلى مستوطناتهم وشرط أن تضمن لهم الدولة عدم وجود حزب الله على الحدود أي أنهم يطالبون بحرب قاسية ضد حزب الله وبالتالي يعتقد أن لديه شرعية محلية داخلية مع أنه طيلة الوقت كان هناك تخوف إسرائيلي من عودة الولوج بالوحل اللبناني ولكن الآن الإسرائيليون يطالبون بتصفية الموضوع مع حزب الله بشكل نهائي".
ويضيف، "أعتقد أن هذا أحد الأهداف الرئيسية لنتنياهو من استنزافه المتواصل لحزب الله، وتنفيذ الاعتداءات لوضع حزب الله بوضع دقيق جدا للغاية لا يستطيع أن يظل يطلق على نفسه أنه جبهة إسناد في الوقت الذي تتعرض فيه مئات الكوادر الفعلية والعسكرية التابعة له لمحاولات قتل وتصفية، لو أن تفجير أجهزة الاتصال المختلفة البيجر والنداء الآلي وأجهزة اللاسلكي نجحت كما تريد إسرائيل بدقة لربما كان هناك عشرات القتلى بضربة أمس وأمس الأول".
ويتابع، "اعترفت إسرائيل بأنها اضطرت لتفعيل هذه العمليات لأن كوادر في حزب الله شكت بوجود أمر ما مشبوه بهذه الأجهزة".
ويوضح للجرمق،، "قد يكون السيناريو الذي نشاهده في لبنان محاولة إسرائيلية للضغط على قيادة حماس، بالتوجه إلى صفقة جديدة لأنه إذا لم تقم بذلك فإن قضية غزة ستترك الآن،لأن إسرائيل ستكون منشغلة مع لبنان وفي لبنان في جهات أوروبية سيكون لها موقف مختلف مع إسرائيل، ولن تقوم إسرائيل بلبنان ما قامت به في غزة".
ويتابع، "الأنظار كلها ستتجه إلى الملف اللبناني وسيُنسى الموضوع الفلسطيني في غزة وسيكون هناك محاولة لتحويل الحرب على قطاع غزة إلى ملف هامشي من جهة ومن جهة ثانية إبداء نتنياهو نوع من الاستجابة للشارع الإسرائيلي لضرب حزب الله وإبعاده عن الحدود بشكل نهائي حتى يعود المستوطنون إلى البلدات الشمالية، الآن هؤلاء المستوطنون يضعون شرطا مثلهم مثل المستوطنين الذين يرفضون العودة إلى غلاف غزة قبل إنهاء الملف مع حماس".
ويقول، "الآن هناك مدن و كيبوتسات وقرى تعاونية لا يريدون العودة إلى الشمال إلا عندما يضمنون أمنهم الشخصي في البلدات، ونتنياهو يريد أن يظهر وكأنه ليس بارد الأعصاب ولا غير مبالي تجاه الإسرائيليين وإنما ينفذ رغبتهم وبالتالي لجعل موضوع إعادة السكان لبلداتهم في الشمال الحدودية هدف معلن بالحرب مع أن هذه الأمور لا حاجة لتكون معلنة فهي بديهية في حالات النزاعات والحروب أن يتم إعادة السكان في البلدات الحدودية إلى بلداتهم في الوضع الذي كان قبل الحرب".