"الممر الآمن"..مقترح إسرائيلي جديد لإبرام صفقة..كيف سيتعامل معه الوسطاء وما مصيره؟

قدمت "إسرائ


  • الخميس 19 سبتمبر ,2024
"الممر الآمن"..مقترح إسرائيلي جديد لإبرام صفقة..كيف سيتعامل معه الوسطاء وما مصيره؟
نتنياهو

قدمت "إسرائيل" للولايات المتحدة الأمريكية مقترحا جديدا لاتفاقية تبادل أسرى مع حركة حماس وفقًا لما ذكرت الإذاعة الرسمية الإسرائيلية، ويتضمن المقترح الإفراج عن جميع الأسرى دفعة واحدة، وتوفير ممر آمن لإبعاد رئيس حركة حماس، يحيى السنوار، إلى خارج القطاع.

وبحسب التقرير، فإن المقترح الإسرائيلي يشمل "إبعاد السنوار وكل من يرغب بالخروج معه، بالإضافة إلى إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، نزع سلاح قطاع غزة، وتطبيق آلية حكم جديدة في غزة، وإنهاء الحرب".

ويقول الكاتب والمحلل السياسي نضال وتد للجرمق، "الوسطاء لا يُخفون أن نتنياهو أثبت أنه إنسان مخادع ومناور، أكثر من مرة كان هناك مقترحات بما في ذلك المقترح الإسرائيلي الذي أُعلن عنه كأنه خطة بايدن وتراجع عنه نتنياهو كليا، نتنياهو يحاول أن يُبدي على المستوى الدولي استعداده لحل مسألة غزة عن طريق استعادة الرهائن مرة واحدة وضمان خروج قيادة حماس خارج قطاع غزة، ويريد تصوير الوضع كأنه سيسمح بإخراج السنوار ومجموعة من القيادة العسكرية في غزة إلى خارج القطاع وإدخال ترتيبات أمنية وعسكرية إقليمية للمنطقة".

ويردف للجرمق، "نتنياهو يتحدث عن  قوات دولية ولكن واضح أن مثل هذه القوات غير موجودة، خصوصا التي كان يراهن عليها نتنياهو، فقد أعلنت هذه الدول أنها غير مستعدة للدخول لقطاع غزة ما لم يكن هناك دور للسلطة الفلسطينية فيها، والسلطة الفلسطينية غائبة كليا عن الموضوع، ومصر بدأت تُغيّر موقفها نوعيا بشكل جزئي بكل ما يتعلق بمعبر رفح لأنها تدرك أن هذا يمسّ بالأمن القومي الخاص بها خصوصا أن هذه المطالب الإسرائيلية تعد انتهاكا لمعاهدة السلام الرئيسية كامب ديفيد أو البرتوكولات الإضافية التي ألحقت بهذه المعاهدة عندما قام شارون بالانسحاب الكامل من غزة".

ويردف، "المقترح الإسرائيلي هو محاولة من نتنياهو لإبداء مرونة أمام الوسطاء وأمام الرأي العام العالمي وحتى أمام الإسرائيليين، خاصة أن بايدن أعلن في آخر تصريح أن نتنياهو لا يبذل جهدا كافيا لتحقيق الصفقة ولتحقيق مسار بايدن الذي كان متفقا عليه، نتنياهو يحاول أن يُشعل الجبهة الشمالية ويُجند الغرب ضد حزب الله وبشكل غير مباشر ضد إيران باعتبار أن الحزب وكيل لإيران، وتهدئة الضغط الدولي بكل ما يتعلق بقضية غزة".

ومن جهته، يقول المحلل السياسي والكاتب أمير مخول، "أستعبد أن الوسطاء تحديدا المصري والقطري سيتعاملون مع مبادرة نتنياهو، لا يوجد عمليًا شروط إلا واستوفتها إسرائيل وفقًا للمؤسسة العسكرية والأمنية ولكن نتنياهو يحاول أن يلعب، مع أنه من السابق لأوانه أن يلعب، خاصة أن هذه تتزامن مع موضوع التفجيرات في لبنان وهذه صعدت الأمور بشكل خطير جدا وأصبح الوضع على حافة حرب إقليمية ليس ضروري أن تحصل، لكن نحن على حافة حرب شاملة ودمار شامل، وأعتقد أن نتنياهو يسعى للتخفيف مما حدث، ويحاول أن يخفف من وقع رد الفعل على إسرائيل بموضوع التفجيرات ويحاول أن يوفر ممر آمن له شخصيا ولحكومته ولدولته".

ويقول للجرمق، "توقيت المقترح غير مناسب ولن يأخذه أحد على محمل الجد، خاصة أن كل التقديرات تقول إنه يجب إيرام صفقة من أجل توجيه المجهود الحربي نحو لبنان، والآن هناك 3 جبهات فتحت على إسرائيل بمبادرتها وهي جبهات غزة والضفة ولبنان وتريد إسرائيل أن تصعد أكثر فأكثر، والظرف السياسي الحالي لم يدفع نتنياهو للتوقيع الصفقة بالصيغة الأخيرة التي كانت عليها والتي حظيت بدعم من المؤسسة الأمنية وبدعم سياسي حتى من غالبية المعارضة لكن نتنياهو نفسه لا زال يلعب في هذا الموضوع أكثر من أنه يقوم باستيفاء شروط الصفقة إلا إذا اضطر".

ويردف، "يبدو الآن أن نتنياهو مضطر أكثر من السابق لصفقة، لأنه بدأ يدرك أن تفجيرات أجهزة الاتصالات في لبنان، ليست قضية بسيطة وقد تشكل أزمة عالمية بمفهوم الدول التي لها علاقة بها وبجغرافيتها، وأيضا بسبب أنه يدفع الأمور لحالة الحرب الشاملة ويحاول أن يُدّفع إيران ولبنان وحزب الله الثمن والفلسطينيين دفعوا الثمن مسبقا".

ويقول للجرمق، "الأمور ليست استراتيجية بطرح نتنياهو، قبل يومين كان يحتفل مع وزرائه ومجتمعه بالانتصار العظيم أنهم فجروا أجهزة الاتصال وخلقوا حالة هلع إلا أن نتنياهو الآن قلق ويحاول أن يهرب منها عن طريق الإلهاء بالصفقة، مع أنه ليس من المستحيل أن يوافق على صفقة في هذه المرحلة بصيغتها التي كانت لأنه واضح أن الحرب مع لبنان مع كل الإعدادات والحريات والإعداد الميداني لا تزال ليست قضية مضمونة أن تحصل، لا أحد يستطيع أن يتحكم لا بمجرياتها ولا بحيثياتها ولا بإسقاطاتها، ولا بنتائجها، وفي نهاية المطاف ستضطر إسرائيل للعودة للمفاوضات ولن يعود شخص واحد من سكان الشمال إلى منزله ما لم يتم التفاوض والتوافق عليها بين الطرفين".

موقف الولايات المتحدة من المقترح

ويقول نضال وتد للجرمق، "إدارة بايدن تريد أن تتلقف أي شيء قد تعتبر إيجابيا من نتنياهو، فما حدث على مدار الحرب أن نتنياهو سعى بشكل واضح لإحراج وإضعاف إدارة بايدن خاصة بعدما تغيرت الخريطة الانتخابية في الولايات المتحدة وانسحب بايدن ودخلت كامالا هاريس السباق الانتخابي، واضح أن نتنياهو يتخذ في البعد الأمريكي موقفا واضحا لإعادة ترامب وإسقاط الحزب الديموقراطي".

ويردف، "إدارة بايدن لا تستطيع أن تأخذ مواقف جادة وحازمة ضد إسرائيل خلال ما تبقى من فترة التنافس الانتخابي ولذلك تبحث عن أي شيء يمكن أن يرميه نتنياهو لكي تقول إنها حققت شيئا من الإنجاز بالشرق الأوسط دون أن تتخذ مواقف ضد إسرائيل بشكل علني قد تسيء لما تبقى من فرص لكاملا هاريس خصوصا أن مثل أي مواقف جادة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ضد إسرائيل وضد نتنياهو يمكن أن تفسر في المعركة الانتخابية أنها مواقف ضد إسرائيل ومواقف لا سامية لكاملا هاريس وأنها تكره اليهود كما يدعي ترامب، بالتالي هذا يزيد من فرصه للعودة للحكم".

ويردف، "هناك ملفات أخرى مرتبطة بالسياسة الاقتصادية لكاملا هاريس يبدو أنها لا تلقى قبولا أيضا بالتالي إدارة بايدن الآن تحاول البقاء والوصول إلى الانتخابات بوضع يمكنها من الفوز ويزيد من فرصها أن تفوز بالتالي لا تستطيع أن تدخل في مواجهة مع نتنياهو، فهي ليست إدارة بوش وليست إدارة باراك أوباما هي إدارة ضعيفة جدا، عندما يتغير المرشح الرئاسي  قبل موعد الانتخابات بشهرين هذا يتسبب بإضعاف للإدارة بشكل كامل".

ويقول، "لن تذهب إدارة بايدن لمواجهة شديدة مع إسرائيل، نسمع دائما تكرار للموقف الأمريكي التقليدي بالوقوف إلى جانب إسرائيل وحماية أمنها سواء كان ذلك بالجبهة الشمالية مع لبنان، تصريحات غريبة يقولون لا نريد حرب إقليمية في لبنان ولكن سنلتزم بالأمن الإسرائيلي، كذلك بالنسبة لقطاع غزة كل الحرب على مدار الأشهر الأخيرة مع كل الفظائع التي ارتكبتها إسرائيل، لم تقم الولايات المتحدة بخطوة فعلية ضد الممارسات الإسرائيلية هناك، بل يبدو أن مسالة الحرب على قطاع غزة وتوسيع الجبهة في لبنان هي نوع من القضايا القليلة التي فيها انسجام كامل في الأهداف الاستراتيجية بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية".

ويردف، "المشكلة الآن أمام بايدن هي ألا يظهر أي عداء لإسرائيل قد يستفيد منه ترامب، وأما عن تصريحات بلينكن المستمرة بشأن إنهاء الحرب وإبرام صفقة فهي للاستهلاك الداخلي الأمريكي وليس أكثر، فهو يدرك أنه في نهاية المطاف في البعد الاستراتيجي الولايات المتحدة لن تقف ضد أي محاولة إسرائيلية لضرب حزب الله، المشكلة بالنسبة لهم إيجاد ما يمكن أن يعتبره مبرر شرعي حسب القانون الدولي".

ويضيف، "نتنياهو يزيد من استفزازاته لحزب الله ويحاول أن يدفعه لشن هجوم قد يطال مدنيين إسرائيليين وعندها سيكون لدى نتنياهو سبب مقنع للحرب بالقانون الدولي وهو يحاول أن يجند دعم دولي لهذه الحرب على لبنان".

وبدوره يقول المحلل السياسي والباحث أمير مخول، "إدارة بايدن غير راضية عن نتنياهو، ولكنها في نهاية المطاف ستقف إلى جانب إسرائيل، النداء الأول بعد التفجيرات في لبنان كان للولايات المتحدة الأمريكية بأن ’قفوا مع إسرائيل’ بحربها ضد حزب الله ثم قامت بتهديد إيران بشكل مبطن، لكن الولايات في نهاية المطاف ما لم تضطر للضغط على إسرائيل لن تضغط".

ويتابع للجرمق، "لذلك ستبقى الولايات تناور ولها حساباتها الداخلية ولها حساباتها الاستراتيجية وأيضا تُخضعها للاعتبارات التي ليست لها بالضرورة علاقة بالمصلحة الأمريكية الحقيقية بلجم الحرب الشاملة، والولايات المتحدة تعترض على الحرب الإقليمية ولكنها في حال حصلت ستقف إلى جانب إسرائيل بكل قوتها العسكرية والدبلوماسية وغير ذلك، ولذلك لا يعول على الموقف الأمريكي فهو ليس جديرا بعد كل ما تمت تجربته خلال العام الأخير مواقف، لا يعول على الموقف الأمريكي في أي شيء ما لم تضغط على إسرائيل".

 

 

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر