دعوات في أراضي 48 للتبرع لوكالة الأونروا لإغاثة قطاع غزة: الطريقة الأمثل لجمع التبرعات
أراضي48

دعا نشطاء في أراضي48 لإرسال التبرعات والمساعدات الإنسانية لإغاثة أهالي قطاع غزة إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" وذلك في خضم انطلاق حملات لجمع التبرعات والمساعدات الإنسانية في أراضي48.
وخلال الأيام القليلة الماضية، انطلقت حملات في أراضي48 لجمع التبرعات لإغاثة قطاع غزة وجزء من هذه الحملات نُظمت من قبل "عومديم بياحد" أي حراك "نقف معا" وهو حراك "عربي إسرائيلي"، وهذه المبادرة رُفضت من قبل عدد كبير من النشطاء بسبب وجود "شريك إسرائيلي" في جمع التبرعات"، معتبرين أن التبرع لوكالة الأونروا بديلًا بل الطريق الأمثل للإغاثة والمساعدة.
وتقول الناشطة رلى مزاوي للجرمق، "في أول فرصة سانحة لدعم الأهل في غزة، هب الفلسطينيون في فلسطين المحتلة عام 1948 بشكل غير مسبوق لتقديم الدعم والمساندة والتبرعات. هو الشعور بالحاجة لعمل أقل الواجب بعد أن جثم العجز على أرواحنا، والشعور بأننا خذلنا أهلنا في غزة، أهلنا الذين لم يخذلونا يوما".
وتتابع، "في خضم كل ذلك نسينا أن نطرح السؤال الأهم: "كيف ستدخل المساعدات إلى غزة؟" وأصبح واضحا الآن أن حراك "عومديم بياحد" الإسرائيلي هو من ستصل جميع المساعدات عن طريقه إلى غزة، هذا اذا وصلت فعلا. وهذا بحد ذاته استغلال سافر لتلاحمنا مع أبناء شعبنا والسيل الجارف من شهامة وعطاء الناس والنوايا الطيبة، وتحويلها من وراء الكواليس لدعم حملات إسرائيلية تتغطى بقناع الإنسانية".
وتضيف، "العنوان الأكثر كفاءة والمضمون حاليا للمساعدة والتبرعات هو التبرع للأونروا. الأونروا هي الجسم المكلف والمهتم بالشأن الإنساني في غزة والقادر على إيصال التبرعات إلى الناس هناك. لقد أعلنت الأونروا مؤخرا أنها ستفتتح صفوف الدراسة في غزة ولو في الخيم، وهي بحاجة إلى دعم كل منا (حتى لو بمبالغ بسيطة) لتأمين كافة احتياجات أهلنا في غزة من مأكل ومشرب وملبس وخدمات صحية وتربوية".
وتقول مزاوي للجرمق، "تستوجب المساندة الإنسانية لغزة التبرع للأونروا لعدة أسباب أولا، لأن الأونروا هي الوكالة الأممية المكلفة رسميا بتقديم المساعدات والخدمات للاجئين الفلسطينيين، ولأن 80% من سكان غزة قبل الحرب هم من اللاجئين وكانوا يعتمدون بشكل أساسي على مساعدات وخدمات الأونروا".
وتضيفن، "كما أن الأونروا مستهدفة من قبل "إسرائيل" وأمريكا وعدد من الدول الغربية ويراد تصفيتها عبر تجفيف مصادر تمويلها كي تصبح عاجزة، لأن مشروع إفقار الأونروا وتصفيتها يعني وقف المساعدات الإنسانية وخدمات الرعاية الصحية للاجئين".
وتضيف، "دعم الأونروا سيساهم في مواصلة تقديم التعليم الأساسي لقرابة 700 ألف طالب/ة، وبرامج رعاية الأسر الأشد فقرا، وبرنامج الأمومة، كما أن الأونروا أطلقت بداية شهر آب مشروع الرعاية النفسية للأطفال والأسر، وهو مشروع مستحدث لمعالجة أثر حرب الإبادة، ويأتي تمهيدا لاستعادة التعليم الأساسي في غزة".
وتردف، "دعم الأونروا سيمنع تسريح قرابة 30 ألف موظف فلسطيني لاجئ، منهم 12 ألفا في غزة، مشيرة إلى أن، "تصفية الأونروا يعني تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين نهائيا، أي حرمان ما يزيد على 8 ملايين فلسطيني/ة من حقوقهم".
وتقول للجرمق، "الأونروا هي الوكالة الدولية صاحبة الخبرة والأكثر كفاءة من حيث توافر الطاقم والسجلات والمعدات والوسائل والأقدر بالتالي على الوصول إلى المحتاجين فعليا وعلى تطبيق معايير العدالة في التوزيع".
وتختم مزاوي، "لأن فلسطيني، فإن تبرعاتك يجب أن لا تذهب لا لقاتلي شعبنا ولا لمن يبحثون عن إراحة ضمائرهم، وتجميل بشاعتهم، والتقاط صورتهم، واستعراض إعلامي لاكتساب نقطة للمنافسات الانتخابية... يكون من الواجب والأجدى دعم الأونروا".
ومن جهته، يقول الصحفي والناشط رشاد عمري، "في كل مرّة شعبنا بالداخل يفاجئ الصديق قبل العدو، في خروجه كالمارد للالتحام مع قضية شعبه، هكذا كان في يوم الأرض وهكذا كان في انتفاضة القدس والأقصى وهكذا كان في هبة الكرامة في أيار قبل ثلاث سنوات، وهكذا هو اليوم في هبة الاغاثة لشعبنا في غزة".
ويردف، "خلال حملة الاغاثة في هذه الأيام والتي مازالت مستمرة، عرف شعبنا، كيف يسحب البساط من تحت أقدام من حاول تمرير مشروعه السياسي بالأسرلة، مستغلا كارثة غزة وعطاء الناس هنا، وذلك برفض مجتمعنا تواجد حركة "عومديم بياحد" الإسرائيلية في ساحتنا وساحات جوامعنا حيث هب شعبنا لملئها بالمساعدات لتوأم أرواحنا في غزة".
ويقول للجرمق، "صحيح أن هبة الاغاثة في هذه الأيام، غير مسبوقة، وصحيح أنه انضمت للحملة جمعيات لها تجربة مع مثل هذه الحملات، لكن حصلت هناك بلبلة وعدم وضوح في كيفية ادخال المساعدات ومن الطرف الاسرائيلي الذي تم التنسيق معه، ولماذا بالذات أعطت إسرائيل ضوءا أخضر، فقط لحركة "عومديم بياحد" الإسرائيلية، البدء بجمع المساعدات؟؟".
ويتابع، "هنالك تساؤلات وهنالك أسئلة، بعد فقدان الأطر التمثيلية بالداخل وخصوصا اختفاء لجنة المتابعة".
ويردف، "مع كل ذلك أملنا أن تصل هذه المساعدات إلى أبناء شعبنا في غزة. وباعتقادي إلى أن يتم تنظيم الأمور بكل ما يتعلق بالمساعدات، هنالك مؤسسة أممية، نثق بها، وأثبتت نفسها منذ تأسيسها لمساعدة اللاجئين،وهي "الأونروا"، وهي بالإضافة إلى أنها غير تابعة لا لحزب ولا لحركة إسرائيلية أو غير إسرائيلية، وهي بالاضافة إلى كونها محل ثقة، فهي الشاهد يوم يوم وساعة ساعة على الظلم التاريخي الذي اقترفته الحركة الصهيونية بشعبنا واستمرت به إسرائيل، ولهذا حاولت إسرائيل نزع الشرعية عن هذه المنظمة".
ويتابع، "لذلك لا بأس من دعوة أهلنا بالداخل وبالشتات وكل عربي ودعوة الحركات المتعاطفة مع غزة وكل من يحمل المشاعر الإنسانية والاخلاقية التبرع المضمون للأونروا، وخصوصا أن "الأونروا"، بصدد بناء خيم كبديل للمدارس التي نسفها الاحتلال، تحضيرا لافتتاح السنة الدراسية، في خطوة جبارة، لا تقل أهمية عن توصيل المعلبات وأكياس الأرز، فالعِلم عند شعبنا يسير بالتوازي مع رغيف الخبز، وبدون مبالغة فإن شعبنا على استعداد الاقتطاع من رغيف خبزه لتعليم أبنائه".