هذه خسائر إسرائيل الاقتصادية نتيجة الحرب على غزة
الاقتصاد الإسرائيلي

يشير خبراء بالاقتصاد إلى أن الخسائر الإسرائيلية نتيجة الحرب الراهنة على قطاع غزة وصلت إلى مليارات الشواكل، وفي خضم ذلك تستمر إسرائيل بتهديد لبنان بحرب واسعة منذ أسابيع، الأمر الذي قد يوصل الاقتصاد الإسرائيلي إلى خسائر أكبر، وبالتالي فترات أطول للعودة إلى الاستقرار الاقتصادي.
خسائر إسرائيل..
ويقول محرر موقع وصلة للاقتصاد الأعمال نبيل أرملي في حديثٍ خاص مع الجرمق: "الحرب على غزة الخسائر الاقتصادية بالنسبة لإسرائيل لا تقل عن الخسائر العسكرية، التقديرات الأولية تشير إلى أن تكلفة الحرب ستصل إلى 67 مليار دولار، أو ما يعادل 250 مليار شيكل".
ويضيف، "نتحدث عن تكلفة تمثل نصف ميزانية الدولة، ميزانية الدولة لـ 2023 كانت 500 مليار شيكل، هذه التكلفة مباشرة وغير مباشرة، مباشرة تشمل مصاريف الحرب نفسها وتمويل العمليات العسكرية والاحتياط والسلاح، وغير مباشرة تشمل تعطيل قطاعات اقتصادية واسعة في إسرائيل بسبب الحرب".
ويردف، "إسرائيل دخلت الحرب بوضع اقتصادي جيد، بعجز مالي صغير، لكن الوضع اليوم سيء جدًا، لتمويل هذه الخسائر بحاجة لخلق مصادر جديدة كالاستدانة أو توسيع الدين العام، وتسديد هذا الدين سيكون على حساب جانب آخر".
ويقول أرملي: "قدرة إسرائيل على خوض حرب مع لبنان يتعلق بعدة أمور، كيف ستنتهي وكم ستستمر، إذا كانت قصيرة المدى ستكون عواقبها محدودة، وإذا كانت طويلة المدى ستكون الخسائر أكبر بكثير، لأن الحرب مع لبنان تختلف عن الحرب على غزة، الجبهة ستكون أوسع، نتحدث عن تحليلات تقول إن القدرات العسكرية لحزب الله أضعاف قوة حماس".
قوات الاحتياط وتدهور الاقتصاد..
ويؤكد الخبير بالشأن السياسي أليف صباغ في حديثٍ خاص مع الجرمق على أن مشكلة الجيش الإسرائيلي فيما يتعلق بقوات الاحتياط هي مشكلة اقتصادية.
ويضيف، "القضية هي أنه في حال تم أخذ قوات الاحتياط إلى حرب مع لبنان تكون طويلة، سيعاني الاقتصاد من مشاكل كبيرة، بسبب غياب جنود الاحتياط عن العمل، ولا يوجد بدائل لأصحاب العمل ليأتوا بغيره، ولن يكون هناك بديل لهم أيضًا في الصناعات العسكرية وصناعات أخرى تحتاج لعمال ومهندسين وموظفين وطواقم".
ويردف، "العديد من الصناعات يوجد فيها استثمارات أجنبية، الأجنبي سيفكر أنه يستثمر ماله في مكان لا يوجد فيه عمال، لذلك صاحب هذا الاستثمار سيهرب".
ويتابع، "الاقتصاد الإسرائيلي لا يستطيع تحمل غياب مئات آلاف الاحتياط، اقتصاديًا سيكون الوضع صعب جدًا، غير ذلك أي حرب ستكلف إسرائيل كثيرًا في مستوى الخسائر المادية، الحرب على لبنان لن تكون حرب بسيطة ومجرد صواريخ تطلق، اليوم التعويضات التي يفترض أن تدفعها وزارة المالية تقدر بمليارات الدولارات".
ويقول: "تخيل كيف سيكون الوضع عندما تكون الحرب مع لبنان، وكيف ستكون هذه الحرب وكيف ستكون هذه التكاليف، هل تستطيع أن تقدم الولايات المتحدة الأمريكية ذخيرة وأموال أكثر!".
متى سيتعافى اقتصاد إسرائيل؟
ويقول أرملي لـ الجرمق: "يوجد مثالين على الحرب وخسائر الحروب الكبيرة التي مرت بها إسرائيل خلال الأعوام الماضية، فإسرائيل مرت بأزمة اقتصادية عام 1973 وكانت أزمة كبيرة جدًا وأخذت 10 أعوام حتى تتعافى من هذه الأزمة".
ويضيف، "بعد الانتفاضة الثانية مرت إسرائيل مرةً أخرى بأزمة اقتصادية كبيرة بسبب الأوضاع الأمنية، واستطاعت أن تتجاوزها بسياسة مالية معينة".
ويختم أرملي بالقول: "رأس المال البشري في الدولة والقطاعات الأساسية في الاقتصاد مثل تصنيع السلاح والهايتك يمكن أن تتعافى بسرعة وتعود لمسار نمو نسبي لكن بالنسبة للحرب مع لبنان والحرب على غزة، الأمر يتعلق بمدة الحرب ونتائجها. الأسئلة مفتوحة وقد تؤثر النتائج على إسرائيل لكن ذلك على حسب التطورات السياسية والجيوسياسية".