هل سيؤدي تزايد أعداد القتلى الإسرائيليين لإسقاط حكومة "نتنياهو"؟

الحكومة الإسرائيلية


  • الثلاثاء 23 يناير ,2024
هل سيؤدي تزايد أعداد القتلى الإسرائيليين لإسقاط حكومة "نتنياهو"؟
الجيش الإسرائيلي

هدد زعيم المعارضة الإسرائيلية "يائير لبيد"، حكومة "بنيامين نتنياهو" بتقديم مقترح لحجب الثقة عنها، وذلك بعد ساعات قليلة من فشل حزب العمل من تمرير مقترحه لحجب الثقة عن الحكومة، بسبب غياب أعضاء الائتلاف الحكومي الإسرائيلي عن جلسة الكنيست، فما إمكانية أن حصول ذلك لا سيما بعد مقتل 21 جنديًا إسرائيليًا جراء تفجير مبنى ودبابة بهم في قطاع غزة.

هل سيسقط الائتلاف الحكومي؟

ويقول المحلل السياسي فايز عباس في حديثٍ خاص مع الجرمق: "الائتلاف الحكومي يتشكل من 64 عضو كنيست، ولإسقاط الحكومة، بحاجة لـ 61 صوت، ولا يوجد لدى المعارضة هذا الكم من الأصوات".

ويتابع، "بناءًا على ذلك، جميع المقترحات المقدمة لحجب الثقة عن الحكومة الإسرائيلية ستسقط، ولن تمر، لأن الائتلاف الحكومي مستقر، وهذا الائتلاف مشكل من اليمين والمين الفاشي، وهؤلاء لم يحلموا أن يصلوا إلى هذا الوضع السياسي في تاريخ حياتهم، سواء كوزراء، ومسؤولين عن الميزانيات وأعضاء كنيست".

وبردف، "لذلك أعتقد أنه لن يتم إسقاط الحكومة عبر حجب الثقة، لأنها حكومة تتكون من ائتلاف مستقر، ولا يمكن إسقاط الحكومة حاليًا، إسقاطها بحاجة لـ 5 أعضاء على الأقل لإسقاط الحكومة، وهذا غير موجود".

ويضيف، "نتنياهو سيبقى رئيسًا للحكومة الإسرائيلية على الرغم من كل المحاولات من المعارضة الإسرائيلية للإطاحة به".

"عملية أمس نسفت أقوال الناطق باسم الجيش"..

ويقول عباس: "عملية أمس كانت ضربة قاسية جدًا للجيش الإسرائيلي على المستوى القيادة العسكرية وعلى مستوى القيادية السياسية، لأن إسرائيل تدعي أنها تسيطر سيطرة كاملة على شمال ووسط قطاع غزة، وأنه لم يعد هناك وجود للمقاومة في تلك المناطق، وهذه العملية نسفت ذلك الحديث كله".

ويردف، "عمليًا العملية العسكرية التي وقعت أمس وقعت على بعد 600 متر من الحدود، وهذا يدل على أن ما يقله الجيش الإسرائيلي عن تطهير المنطقة من المقاومة غير صحيح، وغير دقيق".

بدوره يقول المحلل السياسي إبراهيم أبو جابر في حديثٍ لـ الجرمق: "أعتقد أن حجب الثقة عن الحكومة في الوقت الحالي أمر غير واقعي، لأن المجتمع الإسرائيلي والرأي العام الإسرائيلي ضد وقف إطلاق النار، وضد إسقاط الحكومة ما دامت الحرب مستمرة".

ويضيف، "يبدو أن ذلك سيكون عقبة بالفعل أمام إسقاط الحكومة الإسرائيلية، وبالفعل أمس فشل حزب العمل بإسقاط الحكومة وحتى أن قاعة الكنيست كانت فارغة، لذلك لا يوجد إمكانية لإنجاح مثل هذه المقترحات".

ويتابع، "نتنياهو لا يزال يتمتع بأغلبية برلمانية، لديه 64 عضو كنيست، وأي محاولة لحجب الثقة عن الحكومة في الفترة الحالية لن ترى النور، رغم الخسائر التي حصلت بالأمس".

الشارع الإسرائيلي..

ويقول أبو جابر لـ الجرمق: "لا أعتقد أن ما حدث أمس في غزة، ومقتل 21 حنديًا إسرائيليًا سيكون لديه إسقاطات كبيرة، لأن هذه حرب، وقبل أن يبدأ الاجتياح البري، المسؤولون الإسرائيليون قالوا إنه سيكون هناك خسائر، لكن صدمة 7 أكتوبر لا تزال في مخيلة المجتمع الإسرائيلي".

ولا يتفق المحلل السياسي أليف صباغ مع وجهة نظر أبو جابر، حيث قال في حديثٍ سابق مع الجرمق: ""تزايد عدد القتلى الإسرائيليين من جنود وضباط في غزة أو أي مكان آخر يؤثر على الشارع الإسرائيلي لأن الجندي أو الضابط يعتبر ابن إسرائيل وليس ابن عائلته فقط، ويؤثر على مجمل المواطنين الإسرائيليين وهذا يؤثر بلا شك على قرار القيادة بإنهاء الحرب بأسرع ما يمكن".

وتابع، "إسرائيل تتفاخر بالعدد القليل من القتلى الجنود والضباط وفق إعلاناتها ولكن عندما يزداد العدد كما حدث في جنوب لبنان ستضطر للانسحاب من قطاع غزة كما انسحبت من جنوب لبنان بعد تزايد عدد القتلى من الجنود والضباط، حيث سيؤدي ذلك لتسريع الانسحاب.

التظاهرات قد تشتد في "إسرائيل"

ويضيف المحلل السياسي أليف صباغ أن التظاهرات التي تخرج في الوقت الحالي في الشوارع قد تزداد وتنتشر بشكل أكبر، وقد تتغير الشعارات التي ينادي بها المتظاهرون، فالشعار الأساسي حاليًا هو المطالبة بإعادة الأسرى أحياء فورًا، وهذا يُكتل أهالي الأسرى وعدد كبير من الجمهور بجانبهم، كما أن نسبة لا بأس بها من المتظاهرين لهم خلفية سياسية وأتوا من مظاهرات سابقة خلال السنة الماضية، وهي مظاهرات المعارضة للانقلاب القضائي، وقد تختلط الشعارات التي قد تكون بدافع المعارضة السياسية الداخلية لنتنياهو بمعنى الانقلاب على القضاء، والدافع الآخر هو تحرير الأسرى الإسرائيليين أحياء".

ويردف صباغ، "سياسة نتنياهو ليست سياسة دموية تجاه الشعب الفلسطيني فقط ولكن يشعر الجمهور الإسرائيلي المعارض لنتنياهو أن نجاحه في الحرب سيكون كارثة على المعارضة في قضية الانقلاب القضائي حيث سيستمر به إذا نجح بحربه الدموية".

حُلم نتنياهو

ويقول المحلل السياسي أليف صباغ: "نتنياهو يهتم بائتلافه الحكومي فقط، ويهتم أيضًا بأن يحقق الأبعاد الإقليمية لهذه الحرب وهي إزالة العائق الأساسي من طريقه وهي المقاومة الفلسطينية من طريق التطبيع مع السعودية، وطموحه هو جلب السعودية للتطبيع ولو بالقوة".

ويضيف، "هذا ما يريده نتنياهو في الوقت الحاضر وهو مستعد لدفع مئات القتلى من الجنود والضباط  من أجل الوصول لهذا الهدف، فنتنياهو في الوقت الحاضر لديه إشارات كثيرة من الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها بأن السعودية جاهزة للتطبيع حتى قبل الانسحاب وقبل إقامة دولة فلسطينية، فما يسمى العودة لمسيرة السلام سيكون عبر مسيرة تطبيع على حساب الشعب الفلسطيني".

ويتابع، أن نتنياهو، "لديه كل المؤشرات أن يكون أكثر عنادًا للوصول لهدفه طالما لم يتغير الموقف العربي ضد نتنياهو سيبقى يحلم بأنه سينتصر وسينجح".

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر