مؤرخ إسرائيلي: الانتفاضة الفلسطينية الثالثة باتت قريبة
انتفاضة ثالثة

نشر إيال زيسر أستاذ دراسات الشرق في جامعة "تل أبيب" مقالًا حذر فيه من انتفاضة فلسطينية ثالثة قريبًا، داعيًا الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لأخذ احتياطاتها لوقف الانتفاضة.
وأوضح زيسر، في مقال نشرته صحيفة “يسرائيل هيوم”، أن المواجهات بين جيش الاحتلال والشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة لا تزال لا تحتل العناوين الرئيسية، بل تدحر في الغالب للصفحات الداخلية، قائلًا، "الانطباع الذي يؤخذ من قراءة الصحف، أننا لا نشهد اشتعالًا واسعًا لموجات من العمليات مثلما شهدنا في سنوات الماضي”.
وأضاف أن “هذا هدوء مخادع أو هدوء ما قبل العاصفة، وفي واقع الأمر، العاصفة باتت هنا، فلا يمر يوم دون مواجهات بين الجيش والشعب الفلسطيني، وحين تنفذ قوات الجيش الإسرائيلي عمليات جارية واعتيادية في مدنية ما، تصبح ميدان معركة مع الفلسطينيين، وجنودنا يطلقون النار نحوهم بكل الأسلحة التي تقع تحت تصرفهم”.
وقال زيسر، “لا يمر يوم واحد دون أن نبلغ عن محاولة طعن أو دهس، وبالتوازي طرأ ارتفاع في عدد القتلى الفلسطينيين خلال المواجهات مع الجيش”، لافتًا إلى أن كل شهيد يرتقي يساهم في إشعال الأوضاع وهو بمثابة “صب الزيت على النار”.
ونبه أن، “مدينة جنين هي عاصمة المواجهات، وهي في المقدمة، ولكن هناك عملية إطلاق نار نحو حافلة عسكرية وقعت في غور الأردن قبل نحو أسبوع، إضافة إلى الخليل والقدس ونابلس وغيرها”، مضيفًا، “باختصار، المناطق كلها تشتعل”.
ورأى أن “المهم بالنسبة لإسرائيل، كيف نوقف التنقيط الذي تحول منذ وقت بعيد إلى طوفان، وعلينا أن نتذكر، أن أحدًا لم يتوقع الانتفاضات السابقة التي كانت بمثابة حدث عفوي متدحرج لم يبادر إليه أحد، والجموع في الميدان هم الذين قادوا خطى الأحداث، وفي المقابل، أمسك بإسرائيل غير جاهزة وفقدت السيطرة لزمن ما”.
وأضاف: “النتيجة كانت الانتفاضة الأولى التي أدت لاتفاقات أوسلو، والانتفاضة الثانية التي جلبت معها فك الارتباط عن غزة، وخطواتنا (الهروب من غزة) التي خرجت لحيز التنفيذ تجبي منا حتى اليوم ثمنا باهظًا، فضلًا عن كل هذا، محظور أن ننسى أن جوهر الصراع يمر بفترات هدوء وتصعيد، لكن للهدوء المطلق على ما يبدو لن نحظى به في جيلنا”.
وفي ظل تلك الأوضاع، لفت زيسر، إلى وجوب “الضرب بكل القوة موجة العمليات التي ترفع الرأس قبل أن تصبح انتفاضة، وبالتوازي ينبغي أن نبقي الإصبع على نبض المناطق، لمعرفة متى لم يعد يصمد الوضع الراهن قبل فوات الأوان”.